الرئيسية كتاب وآراء ما أعمق هذه الأخاديد التي خطها معول الزمن على راحتيها!وما أبرعه في تشكيل التغضنات على محياها!

ما أعمق هذه الأخاديد التي خطها معول الزمن على راحتيها!وما أبرعه في تشكيل التغضنات على محياها!

كتبه كتب في 9 مارس 2024 - 1:19 ص

غزلان شرفي – جريدة البديل السياسي 

ما أعمق هذه الأخاديد التي خطها معول الزمن على راحتيها!وما أبرعه في تشكيل التغضنات على محياها!

تحسستها بأناملها،فما استشعرت أي إحساس.لقد نسيت من زمن بعيد ملمس مرطبات البشرة،وما جدواها لبِشرة ما عادت تنتظر بُشرى من حي ولا جماد؟

كثرة الضربات جعلت المجلود أقوى من الجلّاد،والسياط أضعف من أن تُقعِدها عن الحركة ،أو تكتم منها الأنفاس…

بتؤدة،دنت من المذياع المتهالك بجانب سريرها ،ضبطته على موجة البث الإذاعي المحلي…….تعالى صوت متحمس ينمق الكلمات ،ويصوغ عبارات التهنئة والتبريكات…….كل عام وأنت طيبة أيتها الأم، الزوجة،الابنة،الحبيبة ،……

كل عام وأنتن العطاء والصفاء والوفاء…..وأنتن شتلات الحب والود ورمز البقاء……

زمت بين شفتيها وهي تدندن…بأي حال عدت ياعيد؟؟؟

قطع عليها سيل أفكارها المتدفق طرق قوي على باب الحجرة ،ما إن فتحت حتى طالعتها تلك السحنة المتجهمة لصاحب البيت،ذي الصوت الأجش…..

_لقد مر من الشهر أسبوع ولم أتوصل بعد بواجب الكراء،أو ليس اليوم هو الثامن من الشهر؟؟؟؟

طأطأت رأسها وأجابت :بلى…….بإذن الله أمر بدكانك مساء وأنقدك سٓومتك ..

بعد أن تلاشى خياله وسط الزحمة،ألقت على جسدها جلبابا امحى لونه ،وعصبت رأسها بمنديل،ثم أغلقت باب البيت خلفها بقوة…….ابتعدت وهي تتمتم بأدعية تيسير الرزق،وصوت المذياع الذي نسيته مفتوحا يلاحق خطواتها…

 

✍️غزلان شرفي
*مهداة إلى المرأة الكادحة*

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .