الرئيسية كتاب وآراء انا والابكم في هذا الصباح…بقلم محمد الكبداني المغرب.

انا والابكم في هذا الصباح…بقلم محمد الكبداني المغرب.

كتبه كتب في 7 مايو 2024 - 12:28 ص

بقلم محمد الكبداني المغرب.- جريدة البديل السياسي 

انا والابكم في هذا الصباح.

 

انه يوم السبت يوم بداية عطلة الاسبوع، لم يسعفني الحظ للالتحاق بأسرتي الصغيرة البعيدة عني كبعد القمر عن الارض’, مع غلاء التذكرة ,واحتياجات السفر من اقليم لاقليم’ ومن جبال لجبال بقيت وحيدا مع نبض يراعي الذي يرافقني في اجمل رحلة لي في هذا الوطن الرائع.

السماء صافية لشمس مشرقة،، تركت النحل تبحث لها عن رحيق الزهور, والفراش يطوف عليها لتترك لها اثر الكلمات الراقية ,والعصافير تستيقظ كعاداتها باكرا تغني لها اغنية الخلود تشكي الم فراق احبتها من الطيور المهاجرة.. المقاهي مفتوحة قليل من المارة, نحتسب بالأصابع في قرية صغيرة وما اصغرنا فيها ككائنات ارضية, الكل فضل الهجرة الى ديار الغربة بحثا عن فرص للشغل وفتح افاق جديدة ….حتى الارض ترث لحال فلاحيها ’وادبائها وشعرائها, كل ما يجري فيها تقرأه في رمشة عين ..

حين التقيت صباحا لضبابية على اعيني احاول جاهدا طردها, فشريط حياتي وماضي العزيز يطاردني ,وانشغالاتي المستقبلية تنتظرني. قد اكون اخطات في بعض قراراتي حينما اراجع بعض اوراقي, اقتربت من المقهى المجاورة لمقر عملي حيث حياني الابكم كعاداته مسرورا يحكي لي انه في هذا الصباح قد اخذ فطوره من كرم احد المارين فحييته كعاداتي ,وقلت له باسما وانا في قرارة نفسي اقول’’ ..اه لو كنت ابكما ’’لما وصل بي المحال الى هاته الاحوال وباي عيد عدت ياشهر ماي؟؟…

لو كان الابكم في مكان اخر غير هذا المكان لكان استفاد من كرم الجمعيات التي تهتم بالأصم والابكم ,فغياب جمعية تهتم بذوي الاعاقات الذهنية والجسدية لكان هذا قد اصبح مثل هيلين كلير الحاصلة على جائزة نوبل ’يكون قد تعلم فن الكتابة ،،رائع مثل هذا الشاب الوسيم ما يجمعني بيني وبينه بين اعالي الريف وفي عمقه الذي اتواجد فيها موظفا جماعيا واديبا وكاتبا في نفس الوقت. هو صرخته الصماء كصرخة سيزيف التي تدوي في كل مكان يرددها وادي امقران ،فهو سليل دوار اخشاب امغار قرب الواد..

الكل يسمع صرخته الصماء مثل صرخة الشعراء والادباء ’فصرختي ايضا مع صرخات اخوتي وزملائي ورفاقي في الجماعات الترابية قد وصلت الى اعلى المستويات مطالبة بتحقيق عدالة اجتماعية بمبدأ المماثلة والمساوات قصد تحسين اوضاعنا المادية والمعنوية’ عبر ادماجنا في السلالم المناسبة باثر رجعي اداري ومالي, فأحيانا لا اجد سوى نصف ساعة في استراحتي القانونية, اخذ فيها حصة وجبة الغذاء لا تمتعني بنكهتها..

فلا يعقل لملف حاملي الشواهد والديبلومات الجامعية التي لم تسوي وضعيتهم التي عمرت بين دهاليز وارشيف الداخلية طويلا ولم تحرك ساكنا, ولم تعي الظروف المزرية والمقلقة لنا في ظل تقلبات الحكومات المتعاقبة التي سوت بين ما هو امي وغير امي بتعديلاتها واختيار تسمياتها للموظفين البسطاء فمن كاتب اداري الى مساعد اداري ’ثم حذف السلاليم في الحكومة السابقة التي اقبرت ملف الموظف البسيط الذي لم يعد يفكر الا في اقبار نفسه, او البحث له عن كفن يحمله بين ابطيه اينما رحل وارتحل في غياب صمت الجميع.

في تمسمان 06ماي2023.

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .