الرئيسية كتاب وآراء رحلة ليست ككل الرحلات….بقلم محمد الكبداني المغرب.

رحلة ليست ككل الرحلات….بقلم محمد الكبداني المغرب.

كتبه كتب في 7 مايو 2024 - 1:00 ص

بقلمي محمد الكبداني المغرب-جريدة البديل السياسي 

رحلة ليست ككل الرحلات.

 

انتابني شعور قوي’ وقلبي ينبض بسرعة فائقة ’ وانت اركب السيارة مع اسرتي الصغيرة الى دواري متليلي التابع للجماعة القروية لاولاد داوود ازخانين’ التي انقسمت عن جماعة راس الماء وسط التسعينيات مع التقسيم الاداري الاخير الى جانب جماعة البركانيين ’دواري يتواجد بين اعال جبال كبدانة بإقليم الناظور بالريف الشرقي’ وكريفية يراعي الطبيعي مع سحر جمالية الطبيعة الخلابة للريف الطبيعي ’لذكريات تزاحمني من كل النواحي.

ونحن نحكي لأبنائنا وبناتنا عن طفولتنا, بهذ الدوار الذي يطل على ضفاف نهر ملوية’ صعودا الى الهضاب والجبال مساحته شاسعة جدا ’يمتاز بأشجار العرعار التي حافظت على اخضرارها رغم اثر الجفاف ’فلطالما لعبنا بحبيباتها ونحن اطفالا كأننا في ساحة حرب بين اقراننا’ كما كنا نتخيلها ونحن صغار, التقيت في نهاية عطلتي الاسبوعية مع العطلة المدرسية لتلاميذ وتلميذات مدشري الذين واللواتي كبروا وكبرن بسرعة ’فبذات بالتعرف عليهم واحدا تلو الاخر فهم ابناء العمومة والخالة’ فرحوا لقدومي كثيرا كما فرحت بدوري بهم.

فدواري اعتبره ايضا بلدة الزيتون لكثرة مساحات غرس الاف اشجار الزيتون فيه’ ومع الجفاف الذي ضرب منطقتها لسنوات اثرت كثيرا على البيئة القروية الريفية وساكنتها التي هاجره الكل الى المدينة او الى ديار المهجر الا القليلون ’فغياب المدرسة والمستشفى ’عجل بالكثيرين الى النزوح الى المدينة بحثا عن زهور المعرفة والعلم ,حكيت لأبنائي وبناتي كيف عشت طفولتي متنقلا كل صباح لتسع كيلومترات مشيا على الاقدام لثلاثة سنوات للبحث عن مدرسة ابتدائية باولاد داوود المرس التابعة لراس الماء انذاك, البكاء يغلبني فلم استطع حبس ذكرياتي وحرقتها ونحن نسردها في قالب ادبي’ كل شيء تغير ..

ذكرني الجب الذي بني من طرف المكتب الوطني للري لسنة 1962 كما كتب عليه, الذي كنا نقصده لجلب الماء عبر الحمير حيث كان ممتلئا لأخره بداية ووسط الثمانينيات ,وكل اغنام وابقار دوارنا وجيراننا تلجا اليه في جو رهيب ما يزال في ذاكرتي منقوشا كانه بالأمس فقط’ ثم ايضا نجلب الماء من ينابع وادي الجبل ’, تذكرت كل شيء حتى لسعات العقارب التي لسعتني زمنا في زمن عفة الكلمات لم انساها ابدا ,وحيث اتممتها ونحن نحكي لأبنائنا وبناتنا سر نهر ملوية وحكاياتها حيث كانت ممتلئة عن اخرها لا سماكها التي كنا نشاهدها وهي تراقص بعضها البعض في مشهد لا مثيل له…تتمة

في تمسمان2024/05/06

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .