الرئيسية البديل الثقافي ميكيافيلي ببساطة إعداد عبد المجيد طعام

ميكيافيلي ببساطة إعداد عبد المجيد طعام

كتبه كتب في 5 مايو 2024 - 3:53 م

جريدة البديل السياسي 

ميكيافيلي ببساطة

إعداد عبد المجيد طعام

سنحاول أن نعرف فيلسوف السياسة ميكيافيلي ببساطة انطلاقا من أحد أهم أعماله الذي لا يمكن الاستغناء عنه ، أي من خلال كتباه الأمير Le Prince- The Prince

نيكولو دي برناردو دي ماكيافيلّي ‏‏ ولد وتوفي في فلورنسا، كان مفكرًا وفيلسوفًا سياسيًا إيطاليًّا إبان عصر النهضة، يعد المؤسس للتنظير السياسي الواقعي، والذي أصبحت فيما بعد محور دراسات العلم السياسي.

كتاب “الأمير” هو كتاب كلاسيكي في مجال الفلسفة السياسية كتبه نيكولو مكيافيلي، ونُشِر سنة 1532 بعد وفاته. يشتهر الكتاب بتركيزه على الوسائل التي يمكن من خلالها للأمراء والقادة الحفاظ على السلطة السياسية والسيطرة على الحكم.

يضم الكتاب مجموعة من المفاهيم سافرت في الزمن ، ليتداولها الأفراد في زمننا هذا نذكر منها :

  1. الغاية تبرر الوسيلة: يرى مكيافيلي على الأمير أن يتخذ القرارات التي تخدم مصالحه، بغض النظر عن مدى قسوتها أو عدم أخلاقيتها، طالما أن هذه القرارات تؤدي إلى تعزيز السلطة واستقرار الدولة.
  2. استخدام القوة والدهاء: يؤكد مكيافيلي أن الأمير الناجح يجب أن يكون قويًا مثل الأسد وماكرًا مثل الثعلب، بمعنى أنه يجب يستخدم القوة عند الحاجة، ولكن أيضًا أن يكون ماكرًا وخادعًا عند الضرورة.
  3. التركيز على النتائج: بالنسبة لمكيافيلي، ما يهم هو النتائج النهائية وليس الوسائل المستخدمة، يمكن للأمير اتخاذ إجراءات قد تبدو غير أخلاقية أو قاسية إذا كانت تضمن استقرار الدولة وقوة الحكم.
  4. الحكم من خلال الخوف: يشجع مكيافيلي الأمراء على استخدام الخوف كأداة للسيطرة على الناس، مع التنبيه إلى أهمية الحفاظ على قدر من الولاء والثقة حتى لا يؤدي الخوف إلى تمرد.
  5. السياسة كفن عملي: يقدم مكيافيلي نصائح للأمراء حول كيفية إدارة الحكم بواقعية، ويشير إلى أن السياسة ليست مجرد مثاليات، بل هي فن عملي يتطلب اتخاذ قرارات صارمة وقاسية أحيانًا.

كتاب “الأمير” يعتبر عملًا مؤثرًا في الفلسفة السياسية، وقد أثار الكثير من الجدل بسبب أفكاره الجريئة والصادمة حول طبيعة السلطة والحكم. يستخدم الكتاب غالبًا كمصدر لفهم العقلية السياسية الواقعية، وعباراته مثل “الغاية تبرر الوسيلة” أصبحت جزءًا من الخطاب السياسي الحديث.

في سياق المبادئ العامة التي يجب أن يأخذ بها الأمير أو الحاكم ، حدد ميكيافيلي مجموعة من الإجراءات نذكر منها :

  1. التمييز بين القوة الفعلية ومظهر القوة.
  2. الحاجة إلى التكيف مع الظروف.
  3. التشجيع على الاستخدام الاستراتيجي للخوف.
  4. على الأمير أن يجمع بين القوة والمكر.
  5. يجب على الأمير أن يبدو ودودًا وأن يعتمد على الأشخاص الأقوياء.
  6. يجب أن يكون محبوبًا ومخيفًا في نفس الوقت، لأن ذلك يوفر له الأمان
  7. الحفاظ على الدولة بأي ثمن، حتى لو تطلب الأمر التضحية ببعض الأفراد من أجل الخير العام.
  8. الهدف الرئيسي للأمير هو الحفاظ على النظام والاستقرار السياسي، حتى لو تطلب ذلك استخدام القسوة أو الخداع.
  9. يجب أن تكون الدول حذرة من بعضها البعض، لأن العالم مكان خطير.
  10. يجب أن يبادر الأمير بالهجوم قبل أن يتعرض للهجوم.
  11. المنافسة والحرب عنصران حتميان ، وهما من طبيعة الإنسان، كما أن الحرب تسمح بالحفاظ على السلام.

ظل نيكولو مكيافيلي شخصية مثيرة للجدل بسبب كتاب “الأمير” وأعماله الأخرى. وقد تعرض لانتقادات:

  1. اللا أخلاقية والعدمية الأخلاقية:

من أبرز الانتقادات التي وُجهت إلى مكيافيلي أنه يشجع على استخدام الوسائل غير الأخلاقية لتحقيق الغايات السياسية ، مقولته الشهيرة “الغاية تبرر الوسيلة” تشير إلى أنه يبرر استخدام الخداع، العنف، والوحشية للحفاظ على السلطة.

  1. تشجيع الحكم الاستبدادي:

يقدم مكيافيلي في “الأمير” نصائح للأمراء والحكام حول كيفية الحفاظ على السلطة بطرق استبدادية، هذا أدى إلى اتهامه بتأييد الحكم الديكتاتوري والقمعي، حيث يُظهر استعدادًا لتبرير السلوك القاسي لتعزيز السيطرة السياسية.

  1. استخدام القوة والترهيب:

يُنتقد مكيافيلي لأنه يشجع الأمراء على استخدام القوة والترهيب للسيطرة على الناس، ما قد يؤدي إلى تأسيس أنظمة حكم مبنية على الخوف والقمع، بدلاً من الحوار والمشاركة الشعبية.

  1. غياب المبادئ الإنسانية:

يُنظر إلى مكيافيلي على أنه يفتقر إلى المبادئ الإنسانية، حيث يشجع على التضحية بالآخرين من أجل تحقيق أهداف سياسية، وهذا يقود حتما إلى تجاهل حقوق الإنسان وكرامته.

  1. تقديم رؤية قاتمة للطبيعة البشرية:

يرى مكيافيلي أن الإنسان بطبيعته ميال إلى الطمع والعنف والخداع، ويستخدم هذه الرؤية كأساس لنصائحه السياسية ، وهذه النظرة المتشائمة للطبيعة البشرية تعرضه للنقد، حيث يرى البعض أنه يقلل من أهمية الفضائل الإنسانية والتعاون.

  1. غياب المساواة والعدالة:

نهج مكيافيلي يفتقر إلى التركيز على العدالة والمساواة، حيث يرى أن الحكم يتطلب اتخاذ إجراءات غير عادلة لضمان السلطة والاستقرار، هذا ما يجعل كتاباته تبدو وكأنها تتجاهل المفاهيم الأساسية للعدالة الاجتماعية.

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .