الرئيسية صوت المواطن المفــــــــــــشـــــــــغ….بقلم ذ.محمادي راسي

المفــــــــــــشـــــــــغ….بقلم ذ.محمادي راسي

كتبه كتب في 8 مارس 2024 - 3:12 م

بقلم ذ.محمادي راسي – جريدة البديل السياسي

المفــــــــــــشـــــــــغ

===============

المفشــــــــــغ ذو وجهين ؛وقد مضى على وجهه ، ولم يبيض على فعل الخير ،لأن وجهه سوده الله لمداومة المفشغ على فعل الشر ،ولأنه نثج غابش ، وجه في الليل ، ووجه في النهار، كلاهما يحملان الشر والغدر والتربص والتقمص ، فهو قشب خشب ، حتى مبنى ومعنى ؛ يحمل دلالتين ووجهين ،بكسر الميم معناه الذي يواجه الناس بالمكروه ، وبضم الميم معناه المنون القليل الخير والكثير الشر ، وهو فل من كل معروف وجميل ، كيانه وتكوينه تناقض ؛ شخصا ، لغة ، صيغة ،حرفا صوتا ، دلالة ، مدلولا ، إعرابا وحركة ، إلى أن أصبح ذليلا ،ذلولا ومذلولا ، يمشي الهبلى في النهار ، متمايلا ثقيل الخطوات ، متخبطا كالعشواء ، وكالبغلة الحرون ، بعينين بوميتين ، تحملان الحقد وتضمران الغل والشر ، والبوم رمز للشؤم والتطير ، طائر ليلي يسكن الخراب ، كأنه مفكر في الأمور والهموم ، أو صوفي يناجي السماء يريد الوصول إلى سدرة المنتهى ، من سيراه لأول وهلة سيقول إنه أحول أو أعور ، أو مصاب بمرض القمر ، أو إنه يبحث عن الخشخاش والأخاضر ، وفي الليل يمشي الخطفى كي لا يضبط ، ويتحول إلى خطاف كي لا يرى ، هو الحرباء في تصرفاته ، والطقس في تقلباته ، والمناخ في تغيراته ، يتحول من خلد ليس له أذنان ولا عينان ، وخفاش يبصر في الليل دون النهار، إلى مشفشف حشاش ….

إلى أن يصبح من أهل القشاش ،وهو أبصر من عقاب ونسر ووطواط ، وأبصر من زرقاء اليمامة ، ولا ينام كالكروان في الليل ، يتحول من إنسان في النهار، إلى شيطان مريد في الليل (بفتح الميم )، مريد (بضم الميم) للمرادة ، ومراود للرداءة ، يخال نفسه أنه في قلعة دراكولا ، يقوم بنسج خرائط لمنازل بريئة ،بالمسح الطوبوغرافي ، بقراءة جميع أبوابها ونوافذها وباحاتها ، بجميع القراءات الفريدة ، لا تمت بصلة ولا قرابة ولا نسب إلى السبع ولا إلى العشر ولا …..

يفضل القراءة بالمورسي ، أو بألف/ برابو /شارلي/ دلتا/ ، يشعل ويطفئ ، يكر ويفر،يقبل ويدبر ، كفرس امرئ القيس في بيته ، كأن شيئا ضاع منه ، يصاب بالهيستيريا والهلوسات ، كأنه جرع الأقراص المهلوسة ، أو لدغته حية ، أو لسعته أم عريط ،أو وخزته أم ساهرة ، لا يستطيع أن يذهب إلى المستشفى ، بدعوى أنه لا يرى نهارا وأحرى ليلا ، كي لا يفضح الجيران أمره العجيب الغريب ،وسلوكه المغشوش المفشغ ، فيصبح غشيما غرا ، لا يعرف هرا من بر، وحينما يريد التبضع ليلا ، يغير لباسه كما يغير الثعبان جلده ، كي لا يفضح ثانية ، فيصبح أيضا أضل من ضب ، وأعقد من ذنبه ، ومن كثرة مراوغته أصبح خبا ضبا …في النهار يدرس علم الحساب ، وما يتعلق بالأتاوي والجبايات والحسابات ، ومن الفنون؛ فن كسب الغنيمة الباردة ، والهبالة اللينة ،وكيفية وتقنيات الحصول عليهما ، وفي الليل يدرس علم الجغرافيا ، البحث عن استراتيجية أماكن المدينة ، للقيام بندوات مجونية ، وعقد لقاءات في شوارع خاصة ….

هو في مدرسة مفتوحة أبوابها على مدار اليوم ، بدون حارس للباب ، ولا مدير ،ولا رئيس ، ولا عميد ، وجل الأوقات مخصصة للمقاهي ، لتناول وجبات شيشية ، ومشروبات روحية …وامتحان التخرج هو التردد على المصحات والسجون مستقبلا …

لا أدري إلى متى سيبقى على هذا الحال ؟ ، ربما إلى أن يرد الماء الضب وهذا من المستحيل ، أو يظن أنه سيبقى دائما شابا طريفا ظريفا لا يفيظ ، إلى أن يصاب بالنزق ، والخرف والخرق ، يريد أن ينال متمنياته المستحيلة ، من غير كد وجد ومثابرة ، لأنه سيدركها وسيحققها إذا شاب الغراب ، ولا بد أن يأتي عليه ذو أتى …مثل هذا النموذج وغيره ، أرى أن أنفه في السماء ، واسته في الماء ….وسيحدث له مستقبلا وفي يوم ما ، ما حدث لغراب نوح …أو بعد اللتيا والتي …وسيفقد حتى مشيته وعقله وتوازنه ، وربما سيتعرض للعمى من كثرة تحدقه ، وتحملقه وترمقه وترنيه فيما لا يجدي ولا ينفع …والله أعلم ماذا سيحصل له لهذا السافه السافر في السفه ، والمعتوه العاتي في العته ، والعاثي في الفساد والكبر والكفر، والبالغ في الهوف …؟.

بغياب ثقافة الاحتجاج ، وأفول الرفض لكل سلوك لا ينتمي إلى القيم الأخلاقية والمعاملات الإنسانية ، وعدم محاربة كل سلوك لا ينتمي إلى التحضر والتمدن ،ودحض كل تأفن في إفانه صادر عن وضيع أفين ، واستسلام المسؤولين وتفرجهم على ما يروج ليل نهار من سموم و فسق وعهر ، ووجومنا طرا ؛ مواطنين وجمعيات …عن كل ما يروج في فضاءات مدينتنا ، وما يدور بجوانبها ووهادها ونجادها ، أدانيها وأقاصيها من سلوكات سلبية مقيتة، بهذه الأسباب المذكورة وغيرها ؛

عادت حليمة إلى عادتها ، وذهبت هيف لأديانها ، ودار لقمان ما زالت على حالها ، وعادت لميس لعترها، وقنديشة على ديدنها ، وهبورة على دندنها ، ولفشوشة على ملتها ،والمحسوبة على دأبها ، ونونجة على شأنها ، ومبروكة عادت إلى “براكتها”،

و”أسباسيا ” إلى ماخورها، والبغي إلى مبغاها ، وأركيلة “إلى حديقتها ، والشيشة إلى أعشاشها …. إلى أن عم من غير حسبان ، وما لم يطرأ على الأذهان ، ـــ بسبب ثقافة الحياد والشفتر والانعزال ـــ الضلال والقتل و”التشرميل “….وهلم عوادا ورجوعا وإقبالا وهوكا وهوفا وهوشا ااا،فإياكم وهوشات الليل، واتقوا هوشات السوق… وذروا الحشو والهوش والبوش …ااا ، ففي هذا وذاك وتلك وغيرها ، تجر إلى التهلكة والمشأمة والمعسرة والمذلة والتفرقة ، لأنها من سلوكات معامي الفيافي ، ومعاسيف الفوائج، صادرة عن الهمج الهامج الهائج …ااا.

لا أرى أثرا لأصدقائه القاطنين في قلعة دراكولا ،هل عرفوا أن القلعة الحقيقية ستباع بالمزاد العلني في” ترانسيلفانيا” في هذه الأيام ،أم من باب الصدفة فقط ….أم رحلوا …أم أحسوا أن المكوث من المحال …وهل للمناجذ إحساس …لا أدري …؟؟؟، حتى لغة جمعت من غير لفظها …؟؟!!!.

لا يريد أن يرعوي هذا المفشغ ،المشفشف ، المشفوع / ردفا ومعنى / وتشابها حرفا وجرسا ./ .. نطلب من الله أن يهدي هذا المهبل المهبول إلى سواء السبيل، والطريق المستقيم ، والنهج القويم …فلا قربة كحسن الخلق ،ولكن؛ هل يستقيم الظل والعود أعوج ….؟؟ااااا.

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .