الرئيسية ملفات ساخنة المهرجان الدولي للسينما و الذاكرة المشتركة تبذير وتخدير

المهرجان الدولي للسينما و الذاكرة المشتركة تبذير وتخدير

كتبه كتب في 11 ديسمبر 2023 - 2:06 ص

فاطمة الزهراء أشن – جريدة البديل السياسي 

لقد كان المغنيون  والمغنيات والراقصون والرقصات والفنانون والفنانات  موجودين حاضرين عبر التاريخ الإنساني وفي كل العصور لكنهم لم ينشئوا حضارة ولا نهضة ولم يرفعوا أمة ولم يبنوا جيلا ذكر بخير من قبل الأجيال التالية، بل كانوا دائماً مصدر تعطيل وتخدير للأمة وعندما يزدهرون فهذه علامة على سقوط هذه الأمة وانحطاطها.

لقد كان سقراط وافلاطون أرسطو هم من صنعوا الحضارة اليونانية وجعلوا لها اسما بين الأمم، وكان الفاربي وابن سينا والغزالي وابن رشد وابن خلدون هم من صنعوا الحضارة الإسلامية وجعلوا لنا وزنا بين الأمم، لقد كان فولتير وإيمانويل كانط وديكارت وجان جاك رسو من صنعوا النهضة في أوروبا ولم يكن أي منهم مغنيا ولا رقاصا بل كانوا فلاسفة.

يقال هذا الكلام ونحن الناظور من مهرجان السيئ الذكر “السنيما والذاكرة “، وعلى مشارف انطلاق سيل من هذه المهرجانات، فبينما الغلاء والمرض والبطالة والجهل والفقر يأكل في جسد الأمة المغربية نجد أموال تنفق بسخاء على هذا المهرجان الذي تلقى اموالا طائلة من الصهاينة الذين قتلوا وشردوا ودمروا اخواننا الفلسطينيين المسلمين في غزة استنادا من مصادر اعلامية ( كواليس الريف ) . إن هذا المهرجان واخواته سم زعاف يسقى للأمة المغربية فلا هو يزكي فضيلة ولا يحفظ جيبا .

إن مال أي أمة هو دم أي جسد وإن الساهرين على هذا المهرجان وأخواته يأخذون الدم من الأعضاء الفقيرة وهم الشعب ويعطونه للأعضاء الذين يملكون الكثير منه وهذا عمل لا أخلاقي ويتنافى مع العدالة.

عندما تكون فقيرا معدما مريضا لا تجد علاجا، عاطلا لا عمل لك، متخلفا، وتجد أحدهم يدعوك لكي ترقص وتغني فاعلم أنك أمام دعوة خائن، أمام مستخف بك يريدك أن تبقى غائبا عن الواقع المرير الذي تعيش فيه، إنه بكل بساطة يلهو بك! في الداهية .

كان الخليفة العباسي المأمون يقوم بترجمة الكتب العلمية -كتب أرسطو ولينيوس- ويعقد المناظرات بين نحوين والمناطقة وبين الفلاسفة وعلماء التوحيد، فشاع العلم في عصره وشاعت النماذج المشجعة على النجاح بين العامة فكانت النهضة.

أما نحن في الناظور فنعقد مهرجانات لهو ورقص ونبث أفلام الخلعة وننشر بين العامة قدوات سيئة غير جديرة بالاحترام فنقوم بتسويقها على أنهم نجوم.

إن الذي سلمت لهم أضرفة مالية لتغطية مهرجان الذل والعار يفسد المجتمع ويضع أفكار خاطئة وقيم فاسدة داخل عقول الشباب، صحيح أن أناس من هذا الصنف لا يزعجون حكما لكنهم في المقابل لا يصنعون مجدا.

بعد كل هذا يبرز مشكل في العدالة، فهذا المهرجان يمتص أموال كبيرة جداً وكلها تأتي من جيب دافعي الضرائب وهم الشعب طبعاً والشعب يحتاج إلى تعليم في المستوى ويحتاج إلى الصحة الى الماء الصالح للشرب  إلى درجة أن على المريض أن يقطع مسافات   إلى العاصمة لكي يتعالج من بعض الأمراض الفتاكة ويحتاج إلى وظائف لأبنائه ويحتاج ويحتاج……………..؟

لكنها لا تعطي له شيئا من هذا في مقابل الأموال التي أخدتها منه على شكل ضرائب، إنما تعطيه رقصا وغناء وغلاء في الأسعار!

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .