غول البطالة يغزو الجهة الشرقية والبديل..الإرتماء في حوض المتوسط بمبالغ خيالية .

جريدة البديل السياسي – فؤاد جوهر.

غول البطالة يغزو الجهة الشرقية والبديل..الإرتماء في حوض المتوسط بمبالغ خيالية .

أرقام مخيفة تلك التي باتت تكشف عنها العديد من المؤسسات عن تفشي البطالة في صفوف الشباب في المناطق الشرقية، خصوصا الحاصلين على الشواهد الجامعية وكذا شرائح واسعة من شبان انقطعوا عن الدراسة في مختلف المستويات.

ودق العديد من نشطاء الجهة الشرقية ناقوس الخطر بعد مظاهر البطالة التي باتت واضحة للعيان وتتراكم بشكل كبير امام إنعدام فرص الشغل في الجهة الشرقية.

أرقام البطالة المرتفعة في الجهة الشرقية لها أسبابها حسب المهتمين الذي رأوا في ارتفاع أعدادها مسألة عادية في الوقت الراهن، مع موجة التضخم الكبيرة والجفاف الذي ضرب المنطقة بالإضافهدة الى تجفيف موارد التهريب المعيشي.

وبحسب المؤشرات فإن المعدل في الجهة الشرقية ارتفع لدى شريحة الشبان والتي تتراوح اعمارهم ما بين 24 عاما وسبعة وثلاثين سنة من 20.5 الى 22.9 بالمائة.

وباتت البطالة ذلك الغول المخيف يأكل الاخضر واليابس ويرخي بظلاله على البنية الاقتصادية الهشة في الجهة الشرقية التي تعاني من سنوات جفاف عجاف، وشح في الأمطار وغياب بدائل الى اقتصادية حقيقية تعوض منافذ التهريب المعيشي الذي كان سائدا في الشرق خصوصا الناظور ووجدة وبني درار، لإنقاذ الشباب من شبح البطالة.

كابوس البطالة رفع من منسوب الياس لدى الشبان وصار بمثابة ثقب ينخر المجتمع على المستوى الإجتماعي والإقتصادي ويؤدي الى ارتفاع نسب الطلاق والجريمة، وكذا التضخم وتدني مستوى الحياة وفقدان الكرامة الاجتماعية، مع غياب مصادر العيش لتجعل الشباب يترامون الى بدائل غير قانونية لسد رمق العيش.

وبالرغم من وجود كفاءات وقدرات للشباب في الجهة الشرقية لا تزال ثقافة المقاولات غائبة في المناهج التكوينية والدعم المادي لها، ليجد الشباب أنفسهم أمام تحديات متنوعة في بداية مشاريعهم الإقتصادية.

وأمام فقدان الأمل طغت فكرة الإرتماء في حوض مياه المتوسط وعبوره الى الضفة الأخرى في زوارق تمخر عباب البحر في ظرف وجيز، بمبالغ خيالية تصل الى حد 12 مليون سنتيم للوصول الى الفردوس الأوروبي بهدف تحقيق الذات وصناعة مستقبل واعد قد يكون أو لا يكون.