الرئيسية ضيف البديل بـــــــوقـــــــانـــــــا لاتقبل بل؛ترفض العيّاثين والمفسدين والفجار والعيّارين المتطفلين الطفيليين

بـــــــوقـــــــانـــــــا لاتقبل بل؛ترفض العيّاثين والمفسدين والفجار والعيّارين المتطفلين الطفيليين

كتبه كتب في 4 يوليو 2023 - 12:09 ص

بقلم ذ.محمادي راسي – جريدة البديل السياسي 

بـــــــوقـــــــانـــــــا لاتقبل بل؛

ترفض العيّاثين والمفسدين والفجار والعيّارين المتطفلين الطفيليين

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

بوقانا حديثة العهد وجودها ناتج عن حدث جغرافي ، لذلك فهي قيمة مضافة بالنسبة لبني انصار ،فأصبحت الأخيرة جميلة بالموقع الجغرافي الجديد الذي منح لها رواجا تجاريا/ سياحيا/ اقتصاديا/ ملاحيا …

بوقانا فيج مطمئن ،تربة طيبة نقية عفراء، وكيف لا وأبوها البحر الأبيض المتوسط ، وأمها البحيرة الصغيرة ،وهما مصدران للرزق والخير والجمال والموسيقى السرمدية الفريدة بدون انقطاع واستراحة ، فالماء من العناصر الأربعة الأساسية التي يتكون منها الكون ، وهو أيضا الحياة ، والبحيرة أهدأ من البحر الأبيض ، تمتاز بالهدوء والسكون والحنان بدون هيجان واضطراب .

عاشت الأسر النازلة ببوقانا منذ بداية القرن الماضي قريبة من ضفة البحيرة قصد الاشتغال بالصيد التقليدي البسيط لهدوئها ، وسهولة الولوج إليها ،وقد عانت وقاست من شظف العيش والتهميش والإقصاء والحرمان من الإنارة والماء الشروب والمواصلات ،علاوة على قساوة الطقس في فصل الشتاء وهيجان البحر وفيضانه ، كم من مرة هيأت قواربها الصغيرة للرحيل عبر البحيرة إلى بني انصار …؟؟؟اااا.

هذه البقعة يلزم احترامها لهدوئها وجمال بحيرتها ونحيرتها بشجر الأثيل الأصيل ،والنخيل القليل ،والصفصاف الدخيل ، والرتم النحيل ،الإنسان اليوم يبحث عن الهدوء والاطمئنان ،يبتعد عن السلوكات المخجلة المشينة المقيتة الصادرة عن المتناولين للسموم الفتاكة التي لا علاج لها .

بعض المصطافين المستجمين الذين يقصدون بوقانا يعيثون فيها فسادا ــــ وهذه شنشنتهم ـــ بتنظيم سهرات فيها جريالة ومخدرات ودعارة ومجون وفساد وفجور ورقص وبم وبض وبندير ودربكة وضجيج وصخب وجلب ….

ــــ وهذا التنظيم ناتج عن تزويد المنازل بالإنارة ـــــ في منازل مستأجرة ، يحولونها إلى مواخير وحانات وخانات وكرخانات ودساكر وعلب ليلية ، ثم يستقطبون النساء والشباب ،يشغزون عليهم وبينهم ، لممارسة الرذيلة ، ويتشغّرون في أمور قبيحة شائكة لا يستطيعون التحكم فيها وضبطها، ولا يجدون حلا لدحضها وطمسها ، قد ينطبق عليهم ؛”وقع في حيص بيص ” ، و “ثار حابلهم على نابلهم”، و”اختلط الحابل بالنابل ” ، فلا مفر ولا محيص ولا مهرب من ركوب الموبقات ، ربما ستقودهم إلى السجن والعقوبات ،وسيتفرقون شغر بغر، وشذر مذر، بعد خلالة وطيدة ، وعلاقات متينة ، وجلسات حميمية ،وروابط وشيجة ،وقرابة متصلة مشتبكة .

ثم يقضون مضجع الساكنة بهذا السلوك المرفوض شرعا وعرفا وقانونا ،أما أسرهم فيتركونها في المنازل يحرمونها من التمتع بهدوء الطبيعة وجمالها صيفا ، هذه المعاملات الرذيلة وما خفي أعظم ، يعاقب عليها القانون ، ويرفضها المجتمع المدني الراقي ذو ثقافة مدنية إنسانية ،وذو وعي بالمحيط والموضوعات مع مراعاة ظروف الجيران ، كيفما كانت مكانتهم وقيمتهم ودرجتهم وحالتهم المادية ، بجل ؛ يلزم احترام الإنسان والجار والحيوان والطبيعة والمكان ؛مكانك ومكان الآخر، ومراعاة الزمان ؛زمانك وزمان الآخر : لأجل بناء الإنسان والمجتمع ،والمحافظة على البيئة ونظافة المدينة و”المدشر” والقرية والحي والشارع والزقاق، ونشر ثقافة الأمن والطمأنينة والهدوء .

وفي هؤلاء الطائشين السفهاء الفجرة وهم في سن الكبر ولهم أولاد ،ينطبق عليهم قول الشاعر الجاهلي الحكيم المشهور؛ زهير بن أبي سلمى :

وإن سفاه الشيخ لاحلم بعده /// وإن الفتى بعد السفاهة يحلم .

وقول شاعر آخر :

بني تميم ألا فانهوا سفيهكم // إن السفيه إذا لم ينه مأمور.

إن المسرات لا تدوم ،والأنهار ليست دائمة الجريان والسيلان ، والسهرات التي فيها مجانة وخلاعة ،فيها ضرر وإسراف وتبذير للمال في لحظات وجيزة عابرة كسحابة صيف ….سيأتي يوم كما يقال ؛رأى الكوكب ظهرا ، وأيضا رماه الله بالحرة تحت القرة ، وأفعال السفهاء والمتفجسين ليست خفية عن الساكنة فأمرهم كما يقال ؛رآه الصادر والوارد ، وعند طرفة الخبر اليقين كما عند جهينة .

الخير يبقى وإن طال الزمان به // والشر أخبث ما أوعيت من زاد .

على هؤلاء أن يفكروا في الجار القريب والجار ذي الجنب ،يحسب الممطور أن كلا مطر ،فاليوم لا وقت للرقص، ولا وقت لمعاقرة الخمرة ،ولا وقت للفرح والمرح، وجارك يعيش في أزمة اقتصادية ،وهو محتاج إلى لقمة العيش ، وأنت تستفزه بقهقهاتك وتفاهتك وسفاهتك لتكون سعيدا وأي سعادة في مثل هذه الظروف …. إن أرض الله واسعة …؟؟،وكما قال الشاعر الشنفرى المشهور بلاميته :

وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى //وفيها لمن خاف القلى متعزل .

هؤلاء المفسدون يتفجسون يتبجحون لإثبات الذات ، بالتشهير والتعويض والتصعيد والافتخار ،والصياح والضجيج أمام الجيران يقلقون راحتهم بسلوكهم الأرعن ، فيه خيلاء وذهو وهذو ،لا يضعون نصب أعينهم هذه المقولة أو المأثورة أو ….؛”إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا “، أو “إذا ابتليتم فاستتروا “، تصرفاتهم غير عادية فيها عدوان وهجوم واستخفاف واستهزاء وادعاء بأنهم هم السلطة والقانون ، ينطبق عليهم ؛إبلي لم أبع ولم أهب ،ولكن سيأتي عليهم ذو أتى .

إن هؤلاء نسوا وباء كورونا وما نتج عنه من سلبيات ، وما قتل من أرواح ، وما فرق بين عائلات وأصدقاء ، وكم من عامل فقد عمله ، فوباء كورونا كان درسا مفيدا لجميع البشر في العالم ، فيه إنذار لكل متجبر متكبر ، وموعظة لنهج سبيل قويم ،والقيام بفعل فيه خير وحنان ورحمة وشفقة ،والتفكير فيما سيأتي مستقبلا من أمور ومفاجآت ، مع أخذ الحيطة والحذر ، فكم من موسر أو ميسور أصبح معسورا مدقعا معدما حسيرا كسيرا مقعد الحسب ،لا يملك دينارا ولا درهما ،أصبح يستجدي يطلب الرفد والحبوة في الشوارع والأسواق … ااا ؟.”إن مع اليوم غدا يا مسعده ” ،نطلب من الله أن يحفظنا جميعا من كل شر ومكروه …. لا علم لنا بالغيب ، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا .

وهذا زهير الشاعر الجاهلي القديم الحكيم قال ؛

وأعلم ما في اليوم والأمس قبله // ولكنني عن علم ما في غد عم .

الوباء كان أقوى من الزلزال والحرب أودى بحياة الملايين من البشر ، لذا علينا جميعا أن نتعظ ونأخذ العبرة ،ونفكر في مساعدة الفقير والضعيف والمحتاج ،ونحترم الإنسان والمواطن والجار القريب والبعيد ، ونفكر جميعا في بناء الوطن والإنسان والأسرة والمدينة والحي والقرية والشارع ،بالأخلاق والتربية والثقافة والقول الجميل والمعروف والإحسان والعلم والمعرفة والتجربة والتروي والمعاملة الحسنة ،لا بالشر والقتل والاستهزاء والاستخفاف والتهور من جراء المخدرات والكحول والأقراص المهلوسة وغيرها من السموم الفتاكة والتي تفضي إلى خلق الفوضى والبلبلة والقتل والاستفزاز،والولوج إلى مستشفى المجانين والسجن .

إن ساكنة بوقانا ترفض سلوك المفسدين الذين لا يفلحون بهذا السلوك الخبث النبيث ،كالساحر حيث أتى ، فهذه القرية الوديعة النقية الهادئة لا تقبل الضجيج الصادر عن المفسدين الذين يعيثون فسادا بتنظيم سهرات خمرية ،وجلب بعض الشباب والعاهرات لممارسة الرذيلة ،بجوار الجيران الضعفاء الأبرياء الفقراء الواجمين الواجلين من تعنت وتفجس تبجح هؤلاء المفسدين الذين يدعون القوة والسلطة والعدل …..؟؟؟اااا.

وعلاوة على ما ذكر لا يتعظون ولا يكفون عن أعمالهم الشنيعة، ولا يستمعون إلى شكايات الجيران ….بسبب رعونتهم ؟؟؟،إن الكلام الجميل لا يكلف أموالا كثيرة ، بل لا يكلف شيئا ،كما أن الزيت في العجين لا يضيع ،إن كنت ريحا فقد لاقيت إعصارا ،ومن أمن الزمان خانه .

وأختم بهذا البيت المشهور يعرفه الكبير والصغير والتلميذ والأستاذ والدكتور والمثقف والأمي والجاهل ……

ثلاثة ليس فيها أمان //// البحر والسلطان والزمان.

 

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .