الرئيسية ضيف البديل بئس عيدكم هذا .. . بقلم الأستاذ فارس الرواح

بئس عيدكم هذا .. . بقلم الأستاذ فارس الرواح

كتبه كتب في 2 مايو 2023 - 3:16 ص

بئس عيدكم هذا ..

سيمر فاتح ماي كما مر عيد الحب وعيد المرأة وعيد الطفل وعيد الأم وغيرها من الأعياد العالمية ، التي ما هي إلا مجرد كذبة نساهم في نشرها والاحتفال بها ، أحيانا جهلا منا وأحيانا أخرى لمجرد أن العالم ” المتحضر ” هو من اخترعها .

فاتح ماي هو يوم يخرج فيها أمناء النقابات لتلاوة البيانات ثم الالتحاق لصرف الدعم السنوي الذي خصصت له الحكومة حوالي 20 مليون درهم ، حيث أصبحت النقابات جهازا إداريا ملحقا بالدولة هدفها المتاجرة والإغتناء على حساب نضالات وحقوق ومطالب الطبقة العاملة .

النقابات المستفيدة من وضعها وأمنائها الذين تصرف لهم شيكات الدعم بأسمائهم الشخصية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يدافعوا عن الطبقة العاملة ولنا في الإتفاق الإجتماعي الأخير بين النقابات وحكومة أخنوش خير دليل .

الإحتفال الحقيقي للعامل والموظف هو الثورة على هذه القيادات المتواطئة من المرضى والعجزة المستفيدة من وضعها الحالي ، والإحتفال الحقيقي أيضا هو القيام بالواجب وليس المطالبة بالحقوق فقط ، فكيف لموظف يلتحق بعمله على الساعة العاشرة صباحا ويغادر على الساعة الواحد بعد الزوال وأحيانا قبلها أن يطالب بالزيادة في الأجر ؟ كيف للمرتشي وللفاسد والشبح أن تكون له حقوق وأن يكون له يوم عالمي يحتفل به ؟

بينما عموم الأسر المغربية فقيرة ومسكينة ، لا يلتفت إليها أحد ولا نقابة تدافع عنهم ، يعانون لوحدهم ، من الرجال من خرج في هذا اليوم بحثا عن عمل لم يجده فعاد إلى بيته وأبنائه ، ومن النساء من خرجن للعمل في الحقول والمزارع بأجرة لا تسمن ولا تغني من جوع وفي ظروف مأساوية جدا  .

فمن يدافع عن هؤلاء ويرد إليهم حقوقهم ، أخشى أن يفتتنا الله يوما فنصبح بسبب هؤلاء في سلة واحدة ، كقصة ذلك الرجل التركي الغني الذي كان يطالب قبل يوم واحد من الزلزال شخصا يستأجر منه إحدى شققه السكنية الكثيرة بالواجبات الكرائية التي تراكمت عليه بسبب فقره وحاجته ، وفي عشية يوم غد كانا يشتركان معا نفس الخيمة بعدما ذهب كل شيء ..

بئس عيدكم هذا وبئس احتفالكم .

فارس الرواح

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .