أخبار عاجلة

الرئيسية ضيف البديل قراءة في كتاب :”تهافت التهافت” لابن رشد.. بقلم الاستاذ عبد القادر طلحة

قراءة في كتاب :”تهافت التهافت” لابن رشد.. بقلم الاستاذ عبد القادر طلحة

كتبه كتب في 24 مارس 2024 - 9:17 م

الأستاذ عبد القادر طلحة – جريدة البديل السياسي 

قراءة في كتاب :”تهافت التهافت”

لابن رشد.

السياق الفكري لتأليف كتاب :”تهافت التهافت”.

الحلقة السادسة.

==============================أ

أشرت في الحلقة السابقة انه لن يتيسر للقارئ قراءة كتاب”تهافت التهافت” قبل قراءة كتاب “تهافت الفلاسفة” للامام ابي حامد الغزاليِ. وقد وضعت مقدمة او مدخلا لقراءة كتاب ابي حامد مستحضرا اولا سياق تأليف كتابه والذي يرجع الى ظروف عصره من الناحية الفكرية والفلسفية.

واستكمالا لهذا السياق لابد من الخوص في السيرة الفكرية والفلسفية لابي حامد الغزالي (450ه=505ه الموافق ل1058 =1111م).

سأحاول وانا اتناول سيرة ابي حامد الغزالي ان اركز على الجوانب التي ستساعدنا على فهم ميوله الفكرية والاطلاع على طريقته في البحث واسلوبه في تناول القضايا الفكرية لخصومه.

يعترف الغزالي صراحة بازدرائه للفلسفة واراء اصحابها، ويرتضي لنفسه طرق الصوفية ويساعدنا الغزالي في الكشف عن حياته الفكرية في شكل مقال اعترافي ضمنه في كتابه :”المنقذ من الضلال”. والذي سنعود اليه.

تعمق الغزالي في المتون الكلامية والفلسفيه لما قبل عهده وفي عهده. وله حوار جرئ مع الباطنية ، وايضا فرض نفسه كمصلح ومجدد ديني،ولكن اهمية ابي حامد الغزالي تتلمس في مجال الفلسفة وليس في مجال اخر من مجالات الفكر التي خاض فيها.

في رحلته المعرفية التقى بامام الحرمين الجويني ” وهو أحد الاقطاب الكبار الذين انتهت اليهم المدرسة الاشعرية في علم الكلام والفلسفة، وعرف عن الجويني مسلك الاجتهاد الفردي والعقلي والحر في تناوله لقضايا العقائد الايمانية. وقد تاثر الغزالي بهذا الميل المستقل في البحث عند استاذه.

تولى الغزالي التدريس في مدرسة بغداد لنظام الملك وتولى ادارتها ايضا، وسنحت له فرصة انضمامه لبلاط نظام الملك بلقاء الفقهاء، وعلماء الدين والمتكلمين وغيرهم من علماء الفنون الاخرى “وظهر الغزالي عليهم واشتهر اسمه في الافاق” وهو مازال في السن الثلاثين، وقد كان يختلف الى مجلسه ما يقارب الاربعمأية طالب.

فبخصوص التدريس فوجده لايناسب وما يختلج في نفسه من نفور من طلب الجاه فترك بغداد ساعيا الى المعرفة والبحث عن الحقيقة وفي جو الصراع الداخلي الذي كان يعيشه الغزالي سيحدث له تحول فكري جذري، فقد”اتخذ خانقاه للصوفية ومدرسة للمشتغلين بالعلم في جواره، ووزع اوقاته على وظائف الخير من تلاوة القران ومجالسة ارباب القلوب والقعود للتدريس،، وادامة الصيام والقيام وسائر العبادات وكانت خاتمة امره اقباله على دراسة الحديث ومطالبة الصحيحين بعد ان لم يكن طلب شئيا في هذا العلم الى ان وافاه الاجل”1

استغرقت رحلته لاجل كسب المعرفة والبحث عن الحقبقة نحو غشر سنوات عاد بعدها الى نيسابور حوالي 499ه اي قبل خمس سنوات من وفاته فطلب منه احد معارفه ان يلخص له ما وجده في هذه الرحلة المعرفية فكتب في هذا الموضوع كتابه الشيق:” المنقذ من الضلال والمفصح عن الاحوال” او المنقذ من الضلال والموصل الى ذي العزة والجلال”. وقد، انتهى فيه الى وضع قواعد العلم التي توصل اليها اثناء رحلته المعرفية.

من استعابه العميق لفكر عصره فقد صنف اتجاهاته في اربع مذاهب:

أ=المتكلنون.

ب=الباطنية.

ج=الفلاسفة.

د=الصوفية.

وقبل ان يخوض في اقوال الفلاسفة الف كتاب:” مقاصد الفلسفة”وقد تناول فيه بالدراسة فلسفة اليونان وفلاسفة العرب على عهده وهو بذلك يحاورهم من منطق الفلسفة ذاتها ويبرهن على انه فيلسوف كبير وعلى سعة اطلاع باقوالهم، وبذلك مهد لكتابة

كتابه النقدي:”تهافت الفلاسفة”. والذي سنتاوله في قادم الحلقات.

كان الغزالي يرفض التقليد ويؤمن بالاجتهاد ط واعمال العقل وعدم التقيد باي راي مسبق، فهو لم يضع نفسه داخل مدرسة كلامية معينة او في مذهب فلسفي بعينه، “فهو يبيح لتفسه الاجتهاد في الرأي ويطلب من كل من يأنس في نفسه القدرة عليه ان يجتهد رايه ليكون صاحب مذهب وعقيدة، لا عبدا نن عبيد التقليد”2

هذا هو الغزالي ابو حامد الذي سيتصدى لاقوال الفلاسفة في كتابه “تهافت الفلاسفة” ليس بمنطق الفقيه ،ولكن بمنطق الفلسفة.

المراجع:

والى الحلقة السابعة بحول الله وقوته

1 =مدخل الى درلسة الفلسفة ص616

2=نفس المرجع ص 619.

تحذف الحلقة بعد 48 ساعة من نشره

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .