الرئيسية ضيف البديل قراءة في كتاب :”تهافت التهافت” لابن رشد.

قراءة في كتاب :”تهافت التهافت” لابن رشد.

كتبه كتب في 8 أبريل 2024 - 9:32 م

بقلم الاستاذ عبد القادر طلجة – جريدة البديل السياسي 

 

قراءة في كتاب :”تهافت التهافت” لابن رشد.

بين الامام ابي حامد الغزالي وبين ابن رشد، او بين كتاب :”تهافت الفلاسفة” وكتاب :”تهافت التهافت”.

الحلقة الحادية عشرة:

==============================

كيف بدأ الغزالي نزاله مع الفلاسفة؟. وماهو موضوع كتاب :”تهافت الفلاسفة”.

في الحلقات السابقة وردت معنا بعض التلميحات حول طبيعة هذا النزال، وقد تحيل هذه التلميحات الى موضوع الكتاب بالضبط.

انه الموضوع الذي سأتطرق اليه بالتفصيل المختصر، اي الاختصار الذي يحافظ على جوهر موضوع الكتاب وعلى منهجية النزال وادوات الغزالي فيه.

ففي تقديم كتاب “تهافت الفلاسفة” للامام الغزالي لقراء هذه الحلقات ،سأعتمد طبعتين.

أ=طبعة دار المعرفة والثقافة الصادرة بالرباط_سلا. المغرب.

ب=طبعة دار العلم والمعرفة _القاهرة سنة 2016م.

الطبعة الاولى ،تتضمن، بالاضافة، الى سيرة الغزالي محاضرة للاديب الكبير عباس محمود العقاد ثم ياتي عرض كتاب “تهافت الفلاسفة”.

الطبعة الثانية لناشرها دار التقوى تتضمن مقدمة بقلم ابراهيم الصابر ثم بعد ذاك سيرة االامام ثم عرض الكتاب.

بين الطبعتين بعض الاختلاف في الشكل وذلك من حيث اختلاف الطبعتين في اختيار العناوين المناسبة لكل موضوع يتطرق اليه الغزالي في كتابه، فاذا كان الكتاب واحدا في مضمونه فلا ارى ضررا في ان انقل الى القارئ هذه العناوين تقريبا للموضوع من زاوية كل طبعة.

ساتطرق اذا الى محاضرة العقاد التي تتناول فلسفة الغزالي وكذلك مقدمة الاستاذ ابراهيم صابر لاختلاف مضمونها مع ما طرحه العقاد في محاضرته.

من المعلوم ان محمود عباس العقاد غير مهتم بالفلسفة الا بصفته قارئا متنوع القراءات، ولكنه نعلم انه ضليع في الادب والنقد والشعر وحتى الكتابة التاريخية. وقد فاجأني بصياغة متن فلسفي رائع حول “الغزالي” متن يمتاز بالرصانة وبالتحكم في اللغة والمفاهيم الفلسيفية. في هذا المتن يؤخر سؤالا اجاب عليه وهو يستعرض انتقادات الغزالي للفلاسفة. والسؤال هو :”هل كان امامنا رضي الله عنه فيلسوفا؟ ام متصوفا. ؟”

وسنؤخر نحن اجابة العقاد بعد ان نعرض لغاية وقصد العقاد في هذه المحاضرة.

في المحاضرة يقدم لنا العقاد الامام الغزالي كفيلسوف كبير يتقن صناعة وحكمة اليونان، ثم يقدمه كفيلسوف له دراية تامة بما انتجه الفلاسفة العرب المسلمين ،وبخاصة الشيخ الرئيس ابن سبنا، والمعلم الثاني بعد ارسطو وهو الفارابي. انه فيلسوف يتناول قضاياهم في الطبيعيات وما بعد الطبيعة بلغة فلسفية قوية ويعتقد العقاد، وهذا اهم ما اكتشفه ا عند الغزالي، كون هذه الرصانة والقدرة على التناول الفلسفي لقضاياهم الفكرية انما يتأسس على المرجعية الفكرية الصوفية عند الغزالي وليس المرجعية الفلسفية التي يسنخدمها. ويعتقد الغزالي كما العقاد ان الفلاسفة العرب وهم غير مرتبطين بهذه المرجعية، هو الذي قادهم الى عدم فهم تلك القضايا فهما حقيقيا، فأنتجوا الاباطيل.

يقول العقاد:”وقد يظن أن طبيعة التصوف وطبيعة الفلسفة لا تتلاقيان، وقد يصح ذاك في التصوف الذي يقوم على رياضة الاخلاق وتهذيب السلوك ولايتجه الى البحث في معضلات الطبيعة وما بعد الطبيعة, الا انه لايصح في التصوف الذي يقوم على التأمل الطويل والبحث العويص ويذهب بالفكر الى غاية اشواطه لكي يلاقي بعد ذلك حدود الفكر وحدود الالهام. فان هذا التصوف مدد للفلسفة يتمم لها اداتها ولاينقصها. ووسيلة ناجعة للتغلب على الذاتية او الانانية، فضلا عن المألوفات التي تلصق بالذات وتحصر الانسان فيما هو فيه”1

كيف نفهم هذا الاكتشاف الذي جاءنا به العقاد بخصوص الامام الغزالي؟.

هو عنوان الحلقة الثانية عشرة بحول الله.

المراحع:

1=تهافت الفلاسفة :دار المعرفة والثقافة ص34

تخذف الحلقة بعد 48 ساعة من نشرها.

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .