الاستاذ عبد القادر طلحة – جريدة البديل السياسي
النظام والقانون فوق الجميع:
======================
في جولة استكشافية لمدينة “Essen” رفقة اخي وهو ضابط شرطة بنفس المدينة، سألته كيف تتعامل الشرطة مع رجل أمن في حالة ارتكابه لمخالفة من المخالفات واعني هنا مخالفة لقانون السير.؟
اجابني كما يلي: الشرطة هنا تعامل الجميع على قدم المساواة، فاذا كانت المخالفة خطيرة كالسياقة في حالة سكر او في حالة تناول المخدرات، او عدم احترام الاشارة الحمراء فان الشرطة تسحب السيارة منه ويأخذ صاحب السيارة مهما كانت رتبته الى مفوضية الشرطة لانجاز محضر في المخالفة وترتيب الجزاء المناسب. اما اذا كانت المخالفة خفيفة ولايترتب عنها اضرار للغير فيمكن تنبيهه ثم التغاضي عنهِ.
بالنسبة لحاملي السلاح فتحرص الادارة على اخضاعهم لدورات تدريبة للتأكد من قدرتهم البدنية والذهنية على حماية سلاحهم في وضعيات معينةِ. لايحمل السلاح الا من يستطيع حماية سلاحهِِ.
وسالته عن اسلوبهم في فرض النظام وحماية احترام القانونِ.
اجابني بما يلي:تتدخل الشرطة في هذه الحالات في اطار اعمالها للقانون ومراعاة حقوق الانسانِ
لاتلجأ الشرطة الى الزجر الا بعد ان يكون الشرطي قد استوفى مع المواطن حواره القانوني والمسجل من طرف الشرطي، بعد عدم الامتثال يأخذ بالقوة الى مخفر الشرطة لانجاز المحضر في النازلةِ. لايظلم والمواطن لايستطيع ان يكذب لان هناك تسجيل حول مادار عند التدخل.
الغرامات المالية هو السلاح الذي يجبر الالمان على الامتثال وحفظ النظام واحترام القانونٍ السجن غير وارد الا في حالات مخالفات ذات طابع جنائي.
ربما هذا الوضع هو الذي جعلني الاحظ خلو الشوارع من الحضور الامني الكثيف سواء في النهار او الليلِ.ومع ذلك لاتشاهد انفلاتا امنيا.
الامن حاضر بشكل تراه في سلوك المواطن الذي لايتجرأ على مخالفة القانون متى لا يرى
رجل الامن امامه.
هكذا تتشكل هذه الثقافة الخاصة بحفظ النظام واحترام القانون. هذا يؤثر في ذاك. التربية والقانون فوق الجميع ثنايئة سحرية عجيبة انجبت شعبا منضبطا تمام الانضباط.
في الناظور حيث اعيش، كل متحرك بعربة يملك رقم هاتف رجل امن يستغيث اليه عند ارتكابه لمخالفة ما. هناك التدخلات من هنا وهناك تمنع حصول الانضباط والقانون فوق الجميع، لذا لم ولن نستطيع التغلب على الفوضى العارمة التي تسيطر على طرقاتنا.
لايوجد عندنا هذه المعادلة السحرية التي يقدسونها هنا.
عندنا نفتخر حينما نكسر كبرياء رجل امن يريد تطبيق القانون بواسطة التدخل.
ولاحول ولاقوة الا بالله.
تعليقات الزوار ( 0 )