الرئيسية كتاب وآراء لن يكون العالم رحم أم….بقلم الاستاذة ليلى عبدالاوي

لن يكون العالم رحم أم….بقلم الاستاذة ليلى عبدالاوي

كتبه كتب في 22 مارس 2024 - 4:11 ص

بقلم الاستاذة ليلى عبد الاوي – جريدة البديل السياسي 

لن يكون العالم رحم أم….

تعبرني ذكريات غريبة..في مغرب ذلك اليوم -الأخير من الشهر الماضي…دخلت غرفتي…كان يوما كئيبا يملؤه شعور مرهق..احسست أن الزمن يكرهني…في الحقيقة لم أكن متأكدة أنه يكرهني فعلا وما سبب تلك الكراهية. ..وهل يحب الزمن إنسانا ويكره آخر؟

لم يخطر على بالي أبدا سؤال هذا من هذا القبيل.. احسست براحة داخلية لأن هذا الشهر سينتهي عما قريب… بضع سويعات تفصلني عن نهايته..

نظرت إلى الساعة المعلقة على الجدار..العاشرة مساء. . لكني لا رغبة لي في النوم.. مازلت مستلقية على السرير ..أحدق في السقف…أتابع حركات عنكبوت يسير في اتجاه واحد..ترى بماذا يشعر..وفيم يفكر…اشعر ان السقف يتحرك…يخُيِل إلي أنه سيسقط عليَّ.. سيدفنني بغباره…

بعض الأفكار تهاجمني بلا رحمة.. دون إرادة مني أجدني أفكر في ما آلت إليه الأمور ..اين الشباب الذي كان…اين القوة أين الآمال والتطلعات… لابد ان اتشبث ولو بخيطٍ رفيعٍ هشٍ من الأمل.. لن أتركه يتلاشى من بين يدي الضعيفتين. أحس بالدموع تجتاحني..أبكي بحرقة ..لم أعلم مم ولماذا؟

أريد أن أغفو قليلا هربا من كابوس الأفكار..اريد أن أعيش واقعا ورديا في الأحلام..لا أريد أن يوقظني شيء ..

لكنني للأسف لا أستطيع النوم أبداً.. أحاول أن أقول لنفسي (اغمضي عينيك..) أن أحثها على النوم…انسدل جفناي المثقلان بالهموم… أحسست بستار أسود يغشى بصري..أشعر أنني. في مكان مظلم. .تلفني قضبان حديدية سميكة منحصرة في عقلي.. لا أعلم ما حدث ..لكن يبدو أني غفوت!

صحوت في صباح يوم التالي ..إنه الأول من آذار الربيع…اشعر بثقل في مفاصلي…المرآة تعكس لي ملامح شاحبة.. وعينين ذابلتين.. لملمت خصلات شعري المبعثرة على جبيني…استغرقت النظر في المرآة..راودني حلم غريب. حلم ما قبل الإفاقة.. أشياء متشابكة ببعضها البعض لم استطع استيعابها…

توضأت ..توجهت إلى القبلة ..أديت صلاة الصبح ودموعي تنهمر على خدي..طال تضرعي إلى رب العالمين…ضممت ركبتي إلى صدري في وضعية الجنين.. كأني أتكوم على ذاتي هروبا من عالم لايرحم..لن يكون العالم ابدا رحم أم…

دنوت من الرف المحاذي للسرير..تناولت المصحف..قرأت ماتيسر من أيات الله..

الطمأنينة تغمرني شيئا فشيئا…وجداول الأمل والثقة بالله. .تنساب شيئا فشيئا في قلبي..

مهما تمدد الفضاء…مهما شعرنا جميعا ان هناك اشياء مفقودة…ان هناك فجوات فارغة تتمادى مع سطوة الزمن..فإن للكون إله مدبر..فلنفوض أمورنا إليه…ولنسلم بقضائه ..وإرادته…فأنه الله العلي العظيم القادر الرحيم…ورحمتهوسعت كل شيء

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .