أخبار عاجلة

الرئيسية ضيف البديل “قراءة في كتاب :” تهافت التهافت”لابن رشد. بقلم الأستاذ عبد القادر طلحة

“قراءة في كتاب :” تهافت التهافت”لابن رشد. بقلم الأستاذ عبد القادر طلحة

كتبه كتب في 19 مارس 2024 - 4:28 ص

 بقلم الأستاذ عبد القادر طلحة -جريدة البديل السياسي 

“قراءة في كتاب :” تهافت التهافت”لابن رشد.

المظهر او الوجه الثاني للنكبة:

الحلقة الرابعةِ

=====+=====++======++++++++===

بعد استفاضة الحديث عن المظهر الاول للنكبة في الحلقتين السابقتين، ساحاول ان اجمل القول في المظهر الثاني، يتعلق الامر بالنكبة التي اصابت الرشدية كفكر متنور وعقلاني من طرف الفكر الرجعي للكنيسة المسيحية في اروباِ

لابد ان نسجل ان مركز العلم انتقل من بغداد الى قرطبة، فقد عاش العرب ازهى فترات ازدهارهم في القرن السابع الميلادي في الوقت الذي كانت فيه اروبا تعيش ما سمي ب “الظلمات”. ففي كل النقاش الفلسفي حول بعض “العقائد” انذاك عند المتكلمين في البداية كان هناك حضور قوي للروح الفلسفية الاغريقية واساسا ارسطو او “المعلم الاول”. لقد كانت فلسفة ارسطو معروفة تمام المعرفة عند الفلاسفة العرب ،وانتقلت هذه المعرفة الى الغرب الاسلامي وهذا جعل بعض المؤرخين يتحدثون عن “الارسطوطالية العربية” كما عند “فواد سنواف” ِ

فماهي هذه “الارسطوطالية العربية؟:

قلنا ان نهضة فكرية وفلسفية شهدها المشرق العربي في القرن السابع وان الكندي اعتبر اول فيلسوف عربي يتحدث بروح فلسفية يونانية عن بعض قضايا العقائد الايمانية في الاسلام، والكندي عاصر الحكيم :”اريجينا” 1 الذي كان يبني ثقافة فلسفية مسيحية في الاندلس.

ثم جاء الفرابي بعده في القرن العاشر، وابن سينا في القرن الحادي عشر وصولا الى ابن طفيل وابن باجة وابن رشد في الغرب الاسلامي.وقد اعتبر ابن رشد ارسطو “اعظم انسان وهبته العناية الالاهية للبشر، وان العقل البشري لايستطيع السمو الى مستوى ارسطو” 2

فعلى يد ماتركه ابن رشد من تراث فلسفي، استيقظت عليه ونمت وترعرعت الفلسفة الاروبية ابتدا من النصف الثاني للقرن 12م.

ولكن ابن رشد بعد نكبته الاولى على يد المنصور، بايعاز من المتكلمين الاشاعرة والفقهاء المحافظين اصابته نكبة الكنيسة المسيحية بعد وفاته.

لقد نكلت الكنيسة بأتباع ابن رشد ومعتنقي الفكر الرشدي من المسيحيين ومن اوائل هؤلاء نذكر المعلم “أموري البنياوي” و”داوود الدنياتي” بسبب مخالفتهما “تعاليم الكنيسة”3

فاضطهدا واحرقا وهم احياء ،وتم التنكيل باتباعهما وقد ظهر للكنيسة ان” سبب هذا البلاء، فلسفة ارسطو كما شرحها ابن رشد، فاجتمع في باريس مجمع ديني علمي سنة 1209م حظر درس الفلسفة الارسطية، والشروح الرشدية،فحرمت اولا الطبيعيات،ثم كتب ما بعد الطبيعة، وقد استمر هذا المنع ثلاثين عاما”. 4

انتشر الفكر الفلسفي الرشدي في اروبا انتشارا كبيرا، وقد تلقفت الكثير من الشخصيات العلمية والفلسفية افكاره بشغف كبير ومن هؤلاء المشاهير :” فرنسيس بيكون”و” توماس الاكويني”. وقال فيه” ابوس مايوس”:انه _اي ابن رشد_فيلسوف متين متعمق، صحح كثيرا من اغلاط الفكر الانساني، واضاف الى ثمرات العقول تروة لايستغني عنها لسواها، وادرك كثيرا مما لم يكن قبله معلوما لاحد، وازال الغموض من كثير من الكتب التي تناولها ببحثه” 5.

لغزارة فكره وانتصاره للعقل وحرية التفكير تجرأت عليه الكنيسة بالذم والتشويه وقادت حملة شرسة من الفتك والبطش بأتباعه، و” ممن تعذب في سبيل ابن رشد “هرنان فان رزويك” الكاهن الهولندي الذي احرق بتهمة الهرطقة في لا هاي سنة 1512م”

هناك الكثير، من التفاصيل بخصوص هذا المظهر الثاني لنكبة ابن رشد وفيها مشاهد مرعبة بسبب قساوة تعامل الكنيسة مع معتنقي الرشدية”من القساوسة والمصلحين والمفكرين من المسيحيين.

المراجع:

1فلسفة العصور الوسطى ص، 196

2فلسفة العصور الوسطى ص 201

3 تاريخ فلاسفة الاسلام ص 226

4 تاريخ فلاسفة الاسلام 226

5 تاريخ فلاسفة اىاسلام ص 227

والى الحلقة الخامسة انشاء الله.

ملحوظة:

تحذف الحلقة بعد مرور 48 ساعة.

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .