الرئيسية كتاب وآراء يوميات موظف جماعي….بقلم محمد الكبداني المغرب.

يوميات موظف جماعي….بقلم محمد الكبداني المغرب.

كتبه كتب في 16 نوفمبر 2023 - 2:43 م

بقلم محمد الكبداني المغرب.- جريدة البديل السياسي 

يوميات موظف جماعي.

 

استيقظت باكرا كعاداتي مع صيحة الديك لاحد اصدقائي التي توقظني كل صباح كمنبه ساعة لي الذي اوصيته خيرا به .من اجل الا يصبح مع مرور الايام والشهور لقمة صائغة له مع كثرة الاعياد والحفلات. استيقظت لضبابية على اعيني.

لصخرة احملها كصخرة سيزيف الابدية تتدحرج مني بين لغة النزول والصعود بين الجبال والهضاب وما اصعبها لموظف جماعي .

ما يزال ينتظر كباقي رفاقه وزملائه واخوته في الوظيفة الجماعية في قسم الجماعات الترابية التفاتة لمن يهمهم مال وضعية الموظف الجماعي كمحور رئيسي في اي مشورع نموذج تنموي او اي مشروع نموذج جهوي التي تسعى اليها بلادنا.

للخبرة والتجربة التي كسبها من خلال عقود حتى اصبح بعضنا مع مرور الوقت ادبائها وشعرائها لاننا لا نملك سوى لغة التعبير بصدق ووفاء’ لما الت اليه الاوضاع الاجتماعية والنفسية عن عدم تحقيق مطالبنا المشروعة دستوريا والعادلة في نفس الوقت, نقضي ساعات طويلة لطوابير طويلة لاشباع حاجيات المواطنين والمواطنات عبر مرافق الدولة الحيوية’’ فنحن موظفي وموظفات الجماعات الترابية اقرب الى المواطن وانشغالاته اكثر من اي وزارة اخرى.

فنحن ايضا مواطنين نحتاج لمن يشبع حاجياتنا.. في حقنا في الادماج في السلالم المناسبة حسب شواهدنا التي تشهد لنا بذالك. استيقظت لا قذف بفراشي جانبا ’كلما تسلل الضوء الى غرفتي لا بحث لي عن فطوري الصباحي في مقهى بلا عنوان لشارع بلا عنوان في زمن بلا عنوان ’الكل يتحدث عن تحسين وضعية الاستاذ والممرض والطبيب والجامعي والمثقف.

ونحن في قسم الجماعات الترابية في انعدام ابسط شروط العيش الكريم مع انعدام السكن الاجتماعي وعدم التنقل وغيرها من الاوضاع المزرية التي يتخبط فيها الموظف الجماعي الذي اصبح يحس بالدونية مع زملائه لعدالة اجرية وهوة شاسعة بين الاجور’’ كم هو محزن في دولة ديمقراطية تجد ساساتها على اختلاف الوانهم’.

يعرفون تمام المعرفة ما مدى الاكراهات التي يعيشها الموظف البسيط الذي يقدم الغالي والنفيس في خدمة الصالح العام . ما اتعسني في هذا الصباح الجميل في المحيط الذي اشتغل فيه .

انه يوم الخميس سوق اسبوعي بخميس تمسمان يقصده الجميع من كل ساكنات الجماعات الترابية كجماعة بودينار وجماعة تمسمان وجماعة بني مرغنين وجماعة تيليلت وجماعة اثروكوت وجماعة ازلف ثم جماعة اولاد امغار وتفرسيت ثم جماعة ميضار ثم جماعة اجار ماوس وغيرها من الجماعات الاخرى ثم جماعة امهاجر’.

ولجت المكان في بداية مشواري عملي في بيئة ريفية اواسط التسعينيات لراتب لا يغني ولا يسمن من جوع لرحلة الشتاء والصيف نحن القابعون في سلاليم تستحيي مع زملائك في الوظيفة العمومية التحدث عنها لهزالتها وللفوارق الشاسعة ’متذكرا تلك الدواب والحمير التي كانت تربط بمكان غير بعيد عن مقر الجماعة القروية لساكنة مجموعة من الدواوير التي كانت تقصد السوق الاسبوعي .

ما زلت متذكرا لما كان لهذا السوق الاسبوعي من اشعاع تجاري وفني وتواصلي ايضا .

فقد كان ينافس الاسواق الشعبية الاكثر انتشار في بلدي الحبيب المغرب, الكل يتحدث عن الموظف والموظفة العمومية’’ ولا احد يلتفت الى الحديث عن الموظف الجماعي الذي تأتيه كل ستة سنوات الوانا سياسية يصعب من حين لأخر التأقلم معها’’ فهناك معايير تختلف من جماعة الى بلدية الى مجلس عمالة او مجلس جهوي ……

يبقى الموظف الجماعي يان في صمت الكلام لساسات يعرفون تمام المعرفة الاوضاع المزرية التي يعيشها الموظف الجماعي البسيط في غياب ادنى مستويات المعيشة.

فلا يعقل لموظف عمل ازيد من ثلاثين سنة ولم يحرك راتبه مكانه ’لراتب لا يسمح لك حتى بالتنقل بحرية واخذ عطلتك للتمتع مع اسرتك الصغيرة’ استيقظت في هذا الصباح الجميل لنفرغ ما في جعبتنا من حسرة’’ ومما ال اليه الاوضاع المزرية التي وصلت الى عظامنا لدرجة انه وجدنا يراعنا وفيا لازيد من ربع قرن لم يكتب وجدناه وفيا يفك عنا اسر الوحدة والم الحسرة والندم.

لو كنا اخترنا طريقا اخر غير هذا الطريق في قسم الجماعات الترابية التي هي اشبه بالحدائق ’’فلكل حديقة زهورها على اختلاف انواعها واشكالها,,,

كبرت الاشجار في الحديقة التي اشتغل فيها بسرعة فائقة ونحن لم تتغير اوضاعنا الى الاحسن تزداد سوءا بعد سوء’’ استيقظت بين اعال الجبال لا كتب ثم لا كتب حتى اروي عطش فؤادي لعجوز ما تزال روح الشيخوخة ترافقني لأجمل رحلة لنا في قسم الجماعات الترابية. املين ان تجد مطالبنا طريقها في الافراج عنها لحوار قطاعي عمر طويلا بين دهاليز وارشيف الداخلية الذي هو اشبه بخطوات السلحفاة وهي تسابق الأرنبة سباق غير عادل مع الزمن…

في2023/11/16

 

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .