الرئيسية كتاب وآراء الشــــــــــبـاب والـعـــــــصـر ..بقلم ربــــــــــيعة بـــــــــوزناد

الشــــــــــبـاب والـعـــــــصـر ..بقلم ربــــــــــيعة بـــــــــوزناد

كتبه كتب في 24 سبتمبر 2023 - 7:47 م

بقلم ربــــــــــيعة بـــــــــوزناد- جريدة البديل السياسي 

الـفكر هو شيء من فكر آخر ، والثقافة كذلك ،ومن هذا المدخل ، علينا التوجه إلى الشباب لفهمهم جيدا ، فكلما فهمنا وتيقـنا من مصادر هذا الفكر ،سهلت علينا حينئذ الكيفية الناجعة لتشريح نفسية الشباب .

في حياتنا عوالم خاصة لكل فرد ، ولا تتوسع رقعة هذه العوالم من حول صاحبها إلا بفكره أولا ، وقدر تحصيله ثانيا من العلوم والمعارف ولا يضيق هذا الفضاء حول صاحبه ،

إلا بمعدومية اطلاعه ، وتهاونه في تحصيلها، وأي شخص لا يعيش في عالم الآخر ، ولا متاح له أن يفهمه إلا أن يسمع عنه ، أو يقص صاحبه عليه شيئا منه .
وعوالم شباب اليوم ، لا تشد عن هذه الـقواعد الملتوية والمحيرة في آن .

وبما أن هنا في عالمنا الجديد ، من وسائل اتصال وترفيه وتواصل حديثة ومتطورة لدرجة الدهشة ، فإن شبابنا وعلى غير عادة الأزمان السالفة ،هم متحدون تحت لواء فكر واحد وموحد ، ولا غرابة في ذلك ،لأنه هو ما يوحدهم ويثقفهم بثقافته الخاصة

، ومن يتخلف عنها منهم ، فهو أمي منبوذ ، وخارج عن العصر …فمثلا : ظاهرة ” المؤثرين “على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الظواهر التي تجتاح مواقع وتطبيقات التواصل الإجتماعي … لأن النفوذ والتأثير من هذه المنظومة المسيطرة ، هي الثقافة الظاهرة للمجتمعات ، وهذا يعني أن الشباب هنا ، قد فقد السيطرة على حريته واختياراته الشخصية .

لذا على الشاب أن يلبس مثل معظم الشباب ويسايرهم في كل شيء ، لسبب بسيط لكونهم قد فقدوا حرية الإختياروالتفكير ، ولم يعد شيء من الأمر بأيديهم فيما قد يختارونه .

وشباب اليوم هم أكثر رواد مواقع التواصل الإجتماعي من عدد الساعات ،التي يدخلونها دون طرق أبواب أو استئذان … فيها تدور أحاديثهم ، التي لا تنتهي ومنها يستمدون دعابتهم وثقافتهم .

في كل عصر الشباب الذين يعتمدون في تفسير ظواهر ومغريات عصرهم
على هواهم، لا ينالون منه إلا الأسوأ … وبالتالي يرسبون ويقصون ويهمشون اجتماعيا بطرق شتى ، كالإدمان والإجرام … يفقدون بها مكانتهم وشخصيتهم .
عكس آخرين من شباب جيلهم الذين يخوضون فيه عن طريق العقل الراجح والمنطق السليم ، فينالون منه الأفضل والأفيد، ويصيرون بالتالي محبوبين في مجتمعهم لكونهم أناس نافعين وناجحين …

وإن كان النفوذ والتأثير قويا من جهة هذه المنظومة ، فعلى شبابنا أن يحذر كثيرا فالتعامل مع المنظومة شيء إيجابي للغاية لا حرج فيه ، لكن فقدان الحرية أيضا شيء سلبي جدا ، فخذ من عصرك أيها الشاب ،ما هو مسموح لك به ،ولا تعطيه مالا يستحق منك ،من حريتك وشخصيتك …

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .