الرئيسية ضيف البديل بنــــي انصــار ؛ غياب المشهد الثقافي… بقلم: ذ محمادي راسي

بنــــي انصــار ؛ غياب المشهد الثقافي… بقلم: ذ محمادي راسي

كتبه كتب في 22 أغسطس 2023 - 11:50 م
جريدة البديل السياسي 
بنــــي انصــار ؛ غياب المشهد الثقافي
بقلم: ذ محمادي راسي
إن الثقافة يم بلا ساحل ،وهي هموم المثقفين والفلاسفة والكتاب والمفكرين… وهي مجموعة من الأعمال والسلوكات والممارسات، وجل الصحف الوطنية تتحدث عن الثقافة والمثاقفة وأسئلة عن هموم الثقافة… المثقف العضوي، المثقف الملتزم.، المثقف الجمركي ، المثقف الانتهازي .. وهي مشاعة بين الشعوب، وكل فرد له الحق في أن يشارك بحرية في الحياة الثقافية حسب التصريح العالمي لحقوق الإنسان… حتى إن بعض المفكرين ذهب إلى القول بأن الإنسان يولد في الثقافة، ولا يولد في الطبيعة رغم أن الطبيعة دفعته إلى التفكير والاختراع والإنتاج… وأقول بدوري إن صح التعبير ؛ إن الإنسان اليوم يولد في التكنولوجيا ، ولا ندري ماذا سيأتي مستقبلا …؟؟؟ااا . والثقافة متنوعة، أدبية، علمية، شعبية وشفوية… وهناك ثقافة ثالثة… وهناك من يناقش ثقافة الفضاء العام، والفضاءات العمومية للمدينة ،وسياسة المدينة أو الحكامة الحضارية، الفضاء الديني، التعليمي، المدني، الترفيهي، والتربية على المدنية والمواطنة، وحفظ التراث والممتلكات وغيرها… هذه الأفكار والمناقشات والمطارحات والمناظرات ناتجة عن وعي حضاري، وعن الميل إلى الحداثة والتحديث والرقي بالإنسان إلى مستوى راق ،والانتقال به من الهمجية والعصبية والأنانية إلى الحضارة والتمدن والنظام والتنظيم ،وتطبيق القانون ،واحترام الحقوق ،والقيام بالواجبات …
أما كلمة الثقافة فهي بحر ثان ،لها عدة تعاريف وفيها مجلدات وجدالات… وعند العرب الأقدمين تثقيف الرماح أي ؛ تسويتها ،ومنها انتقلت إلى تثقيف العقل أي ؛تقوم واستقام والتعلم بسرعة والفهم والحذق وثبوت المعرفة ،ورجل ثقف أي ؛فطن ،وزاد ابن منظور في لسان العرب ؛الرجل الثقف ثابت المعرفة بما يحتاج إليه.
وكلمة المثقف لم تعرف إلا في عصر النهضة الحديثة ،شأنها شأن ألفاظ أخرى كالرسام والفنان والمفكر والنحات… وإن ما يقابل المثقف عند الأقدمين هو المحدث، المشارك، الحافظ، العالم، العارف، الأديب، الفقيه…
وعند الأوربيين اعتمدوا على كلمة cultura وهي لاتينية ،ومعناها فلاحة الأرض والغرس واستغلال المنتوجات ،ثم انتقلت إلى التربية وتهذيب العقل، فالبريطانيون ربطوا الثقافة بالحضارة ،والصينيون بالحضارة الإنسانية بمعناها الواسع، والألمان بالدين والفن والفلسفة والتكنولوجيا… وغيرها من الآراء من حيث الاشتقاق والمعنى والتعاريف، كانت هذه مقدمة بسيطة للتذكير فقط بكلمة الثقافة على رأي بعض المفكرين.
إن في مدينة بني انصار مواهب فذة في مختلف المجالات، في الرسم والمسرح والشعر والموسيقى والغناء، ومدارسها الابتدائية والثانوية: الإعدادية والتأهيلية حافلة بالمواهب بحكم التجربة، تحتاج إلى من يصقلها ويهذبها ويخرجها إلى الوجود ولكن أين الفضاء؟ إذ لا بد من إنشاء مركب ثقافي ،يضم مكتبة ومسرحا وقاعات للموسيقى والتنشيط ،لكي يتمكن شبابنا من تصريف الوقت الثالث بنظام جيد ،وبرنامج محكم ، لإثبات ذواتهم ،وإفراغ مكبوتاتهم ، والتعبير عما يحز في حيازمهم بواسطة الفن.
نعم هناك طاقات شابة ، ولكنها لا تلقى تشجيعا ولو بإيجاد فضاء ثقافي لممارسة نشاطها وتداريبها ، أين دار الشباب؟… أين الملعب البلدي؟ ونحن نقول الملعب البلدي ولا نقول الملعب القروي… اليوم مدينة بني انصار أصبحت واسعة مترامية الأطراف والأرجاء بانضمام فرخانة إليها، وفرخانة تذكرنا دائما في مجال الغناء بالشيخ شعطوف رحمه الله، يعتبر رائد الغناء الشعبي الريفي موسيقى ولحنا، وعلى المهتمين بالتراث الشعبي أن يعملوا على إحياء تراث المرحوم ــــ فبعض من رصيده الغنائي سجل بالإذاعة الوطنية في بداية الاستقلال ـــ وذلك من واجب القناة الأمازيغية ، والقناة الوطنية ، والباحثين ،لأن ما كان يتغنى به سابقا كان شفويا، وما هو شفوي يتعرض للنسيان والضياع ….
دون أن ننسى بني انصار في المجال الرياضي ؛فهلال الناظور الذي وصل إلى القسم الأول في أيامه ،معظم اللاعبين كانوا من بني انصار، ولا ننسى تلامذة إعدادية بني انصار الذين تأهلوا إلى المشاركة في كأس العالم في الألعاب المدرسية / كرة القدم / وغيرها من الرياضات…
ولا بد من إنشاء فضاء آخر يتجلى في قاعة للمحاضرات والندوات المحلية والجهوية والوطنية ،والحمد لله في بني انصار أطر في الطب والتدريس بجميع أسلاكه ؛الابتدائي الثانوي والجامعي وفي جميع التخصصات ،والبعض لهم مناصب عليا في الخارج وداخل البلاد…
فعلى ذوي الشأن المحلي إلى جانب الجمعيات الثقافية والمدنية والاجتماعية أن يعملوا قاطبة على إيجاد فضاءات ثقافية وأن يفكروا في المواطن والوطن، والتسلح بثقافة المواطنة والإيثار، ونكران الذات ، وتجنب النرجسية والأنانية، وألا ينسوا الجانب الفني لأن الفن كذلك يخاطب العقل والوجدان، ولأن الإنسان يعتمد على التقنية في أعماله وتسيير شؤونه ،لذلك يجب الاعتماد على الفن في العمران والواجهات، والحدائق والفضاءات وفقا لمتطلبات الحداثة ،لأن الفن هو إنسان مضافا إلى الطبيعة كما يقال، بل هو جزء من الطبيعة وفيها خلق…
ألا ترى أن ما خلقه الله فيه علم ومنفعة وفن، فالشمس طاقة وصحة للكائنات الحية، جميلة بشكلها وعظمتها خصوصا أثناء الغروب والشروق… ثم انظر إلى السماء كيف رفعت بدون أعمدة، وانظر إلى بعض الحيوانات والحشرات ما تصنعه وما تفرزه، دودة القز الحرير، النحل العسل، الغزال المسك ،والحوت العنبر…؟؟ااا.
نريد من المسؤولين تحقيق هذه الفضاءات ، لأن بني انصار أصبحت مدينة وستصبح عمالة ومستقبلا بحول الله ولاية ،ليعيش أهل بني انصار في جو حضاري ،وحينما نقول حضاري ،أي ؛عندما نبحث عن شيء نجده أمامنا، المطار الجامعة… المستشفى بجميع التخصصات… قسم المستعجلات، دور لإيواء العجزة والمتخلى عنهم وغيرها من المؤسسات والخدمات… وعلى المواطن بدوره أن يكون متمدنا مثقفا محترما الشارع، الحديقة، المؤسسات، الممتلكات… مهذبا ديموقراطيا محترما الصف أثناء الحصول على وثيقة إدارية… وألا يكون أنانيا مزهوا بنفسه يحسب المواطنين سفلة وجهلة… ويرى بعض الباحثين أن الثالوث القاتل؛ 1- آفة الجهل ؛جهل العوام والخواص وبعض النخبة المثقفة والأمية ، وجهل مركب أو مكعب. 2- ضعف الذاكرة ، وأخيرا غياب الإرادة.

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .