الأستاذ فارس الرواح – جريدة البديل السياسي
ألمانيا .. زايو
من خلف نافذة إحدى الشقق بالطابق الثالث عشر بأحد الأحياء الجامعية بمدينة كولن الألمانية، كنت أنظر إلى بعض أعمال الصيانة لإحدى الشركات داخل هذا الحي الجامعي المخصص للطلبة الألمان والأجانب ، وقعت عيني على بعض العمال يقومون بإصلاح إحدى الأرصفة ، فكانوا يضعون بعض القطع الإسمنتية عرضها حوالي خمسون سنتيما وطولها حوالي متر واحد .
وبمجرد وضعها يقومون على الفور باختبار مدى صلابتها ومدى صلاحيتها عن طريق آلة تشبه ” كومبريسور ” ، فإن هي قاومت ولم تتكسر تركوها وانتقلوا لوضع أخرى وإن هي تكسرت ألقوا بها بعيدا ، ولمدة تزيد عن نصف ساعة وأنا أنظر من خلف النافذة لم تتكسر سوى قطعة واحدة كان ذلك بعد محاولات عديدة .
وربما تم فتح تحقيق حول أسباب ذلك واستدعاء المقاول أو الشركة المسؤولة عن صناعة هذه القطع واستقالة المسؤول عن ذلك بعد هذه الفضيحة ، وطرح سؤال شفوي عاجل داخل البرلمان ثم إقالة وزير الصناعة أو وزير التجهيز وحتى رئيس الحكومة ، فألمانيا لا تتهاون في محاسبة ومعاقبة المسؤولين .
تلك هي ألمانيا ، أما عندنا فشارع الإنبعاث بمدينة زايو الذي يبتدأ من مفوضية الشرطة إلى غاية مستشفى القرب ، وهو شارع رئيسي يمر عبره عدد كبير من السيارات والحافلات ومستعملي الطريق خاصة تلاميذ إعدادية علال الفاسي ، هذا الشارع به عدة حفر تسببت في كثير من الحوادث للسيارات والدرجات النارية .
أتذكر قبل أيام قليلة أن أحد أصحاب الدراجات وفي غفلة منه وقع وسط إحدى هذه الحفر وكنت وراءه بمسافة قريبة أقود سيارتي ، ولولا أنني كنت أسير بسرعة خفيفة لوقع ما لا يحمد عقباه ، تلك الحفر تقوم الجهات المسؤولة في كل مرة بإصلاحها قبل أن تعود إلى ما كانت عليه من قبل بل أسوأ بكثير ، وفي كل مرة يتسع محيطها أكثر وتتسبب في حوادث لأصحاب السيارات والدراجات ، شخصيا ضاعت هناك إحدى عجلات سيارتي قبل سنة من الآن .
السبب هو أن المسؤول عندنا ليس ذلك المسؤول عند الألمان فلا حسيب ولا رقيب ، مع أن شارع الإنبعاث يمتد إلى غاية منزل رئيس جماعة زايو ويستعمله بشكل يومي ، لكن السيارة التي يستعملها حتى وإن أصابها أي عطب فهي ملك للدولة لن تكلفه شيئا من جيبه .
الشارع يستعمله باقي المسؤولين من مستشارين وباشا وقواد جمع قائد وغيرهم .. شارع الإنبعاث هو مثال لبقية الشوارع والأزقة والأحياء لهذه القرية العزيزة .
تعليقات الزوار ( 0 )