بقلم الاستاذ عبد القادر طلحة- جريدة البديل السياسي :
رونيه ديكارت (1596 =1650)
الجزء الثالث:تمهيد لدراسة المتن الفلسفي لديكارت.
====+==================
لن أخوض في مسألة المنهج الا بعد ان اقدم كتابه: مبادئ الفلسفة.
قرأت الكتاب سنة 1976 وأجبرني الاستاذ الجليل المرحوم الدكتور جمال الدين العلوي على اعادة قراءته في هذا التاريخ بالضبط 12 / 1/ 1977 وان اتقدم بهذه القراءة كعرض على طلبة الفصل الدراسي.
استحكمت في العرض دهشة ارسطو اولا ثم وضعي المعرفي كيف سيكون امام زملائي من طلبة الصف الدراسي. اطلقت على اللحظة لفظ “محنة”. الاستاذ مهاب كثيرا ،والنص الفلسفي مكتوب بلغة ديكارتية ذات خصوصية رياضية، اي دقة وتركيز واختصار ووضوح.
كيف لي ان اختصر ما لا يختصر، ما هو سبيلي الى هذه القراءة آنذاك.
قررت العودة الى الكتاب مرة اخرى، اي في سنة 2021 طبعا مع حمولة معرفية اكثر اتساعا عن المتن الديكارتي وحاولت المزج بين المرحلتين ،مرحلة طلب المعرفة الفلسفية كطالب ومرحلة تلقين الحكمة لتلاميذي كمدرس للفلسفة اولا وكقارئ شغوف بالمتون الفلسفية.
يتعلق الامر بمحاولة تلخيص مضمون كتاب “مبادئ الفلسفة” لرونيه ديكارت. هذا الكتاب يأتي في المرحلة الثالثة من مراحل التأليف الفلسفي عند ديكارت. انه يأتي بعد كتابة “مقال في المنهج” وبعده “التأملات”. وقد كتبه ديكارت بعد ان كثرت عليه ردود فعل المدرسيين، وفي هذا السياق يمكن اعتبار كتاب “مبادئ الفلسفة “ردا على المدرسيين وابراز تهافت فلسفتهم والمنطق الذي تتأسس عليها معارفهم اي منهجهم في المعرفة.لذا نجد ديكارت ،وحتى يؤدي الكتاب رسالته التربوية، فقد كتبه بلغة في غاية الوضوح والدقة.
صدر كتاب المبادئ في اربعة اجزاء يتناول كل جزء من هذه الاجزاء موضوعا من موضوعات فلسفته.
وجاءت الاجزاء وفق العناوين التالية:
1=في مبادئ المعرفة البشرية.
2=في مبادئ الاشياء المادية.
3=في عالم الشهادة.
4=في الارض.
الى الجزء الرابع بحول الله.
كان ديكارت دائما يردد قولته الشهيرة: “جميع النماذج السيئة الكريهة، ستصبح حكيمة بعد تقاعدها”.