الرئيسية كتاب وآراء المـــــــــتــمـــــــــحــــــــــــــــل … بقلم ذ.محمادي راسي

المـــــــــتــمـــــــــحــــــــــــــــل … بقلم ذ.محمادي راسي

كتبه كتب في 15 مايو 2020 - 11:58 م

 

بقلم ذ.محمادي راسي  –  جرسدة البديل السياسي :

 

المـــــــــتــمـــــــــحــــــــــــــــل 

&&&&&&&&&&&&&&

 

ـــ 1ــــ

 

متمحل  ،  حميل  ، منحمل 

 حل ، لا حلب  ، ولا جلب ، 

لا ثم ،  ولا رم ،  ولا حم ، 

منتحل ،متقلب ،  منقلب ،

في النهار ؛  نسك وزهد ،

تقشف واتقاء ،

وروع ،  و وراعة ،

في الليل  ؛  من مضيرة إلى وليمة  ،

وزردة  ، فجريالة ، 

أكل وشراب ، 

بما لذ وطاب ، 

هنيئا مريئا ، 

 فحاشة  ، دعارة ،  وخلاعة ،

تارة  ،  ينسل ويندس  خفية وخيفة ،

وتارة ،  يخرج من المواخير والأكواخ ،

منتشيا مترنحا متبجحا ،

 بما قبض خضرا مضرا ،

 وما جمع وغنم وانتشل ،

تمرنا  وتدربا وتمرسا ، 

 فسهلا لينا مرنا  .

ـــــ2 ـــ

من الأفضل أن يرحل المتمحل ،  لأنه بالغ في الانحلال والانتحال ،والتمحل والاحتيال ، والاختلاس والاختلال إلى أن أصبح مختلا  ، أصابه همز الشيطان  ،  إلى أن أضحى مهوسا ،  أصابه الوسواس الخناس  ، كأنه لعبت به هوج الرياح التي أفقدته توازنه في مشيته  ، ولعب به الخرف والهذيان  إلى أن أمسى متذبذبا في أقواله وأفعاله وأعماله ، لا يفرق بين  الحلال الطيب ، والحرام الخبيث النبيث ،   يقبل على النباذ  المعتاد  لابتياع النبيذة  والخمرة ،  وعلى بائع الحشيش لشراء "الشمة "و"الكالة "وما يشبههما  شما "ونفحا "وتلقيحا واستنشاقا واستنثارا وعطسا ، ثم يقوم كالثور هائجا متنغضا متوحشا منتفخ الودجين  والعروق  ، كالذي ثار ثائره ،  وفار فائره ،  يريد ذبح كل من فضحه ، واطلع على إضباره وأجندته ، يريد بلهنية العيش ..  عن طريق السلة/بفتح السين/ ، ونفحات من المعروف ، وجمع الأتاوى يؤديها  أهل المحسوبية والزبونية ، أصحاب التقية والحربائية والنفعية   ، ودع  الإضبارة ، فضل " الأجندة " الخفيفة شكلا  ،والثقيلة والمعقدة مضمونا ، لقد نزل عتريسا ـــ وقد أصبح "عتروسا"ــ رافعا رأسه كالسنابل الفارغة ، لا يبالي بما يحيط به ، ولا يعبأ بأحد ، بدعوى أنه حر ووحيد عصره ، وبين آونة وأخرى ، وبالاستغفال ؛   يتحين ويتربص  بالمغفلين ، ويضرب لهم موعدا  ليختلسهم ،وهو يعرف ويحفظ هذا المثل جيدا : "الخلسة سريعة الفوت بطيئة العود" ، أو قد لا تعود لأن الأنهار تنضب وتجف أحيانا ، أو قد يستغرق الجفاف سنوات …    ، يشتري جريدة يتخذها غلافا "للأجندة " صاحبة الحكمة ، التي  تفكه من المحنة والكلفة ، وإسار اللقطة العصيبة ، للحصول على اللقمة المريئة الهنيئة ، وتنجيه من الأزمة  الاقتصادية ، وتكاليف القفة ،  وتغطية تصاريف الدهر العصيبة ،   بها يكون المطبخ مليئا بما حلا وساغ  وشهي من أكل وشراب ،  لدحق السغب المضني المفني ،  وتحلب اللسان من كثرة الاشتهاء والاشتياق  كالمرأة الوحمى ،   ويحلو الجلوس في المقهى والحانة والخمارة ، وكل  ما يأتي خضرا مضرا ، يكون لذيذا  هنيئا مريئا ، ويحفزه على أن يكون كريما ، ليقال فيه :إنه كريم وسخي وندي ،  كحاتم الطائي  "وولد الأصل والفصل " ، ولكن بأموال الضعفاء والمغفلين والانتهازيين .

                      فكرت مليا ـــ متأملا مستجليا مستكشفا ـــ في الجريدة التي يبتاعها ، فهل يقرأها قراءة جيدة ؟؟،لأن مستواه ضعيف ، وهندامه مرفوض ، ومشيته غرابية أعرابية  بدوية ، يبلهس ويتبله في سيره من فرط الإدمان ،  أظن أنه يقرأ الجريدة وما يشبهها بالعامية ، ويكتب بالدارجة ، ولكنه يتقن كتابة الأرقام والأسماء المدونة في "الأجندة "، بالرموز ،  كرموز الكيمياء التي استعملها  في البداية علماؤها كي لا يعرفها الآخرون  ،  أما الحساب فلا يفقه شيئا في المعادلات والجبر ، ومربع فضلة حدين ،  ولا العمليات الحسابية الأربع ، ولا أصل الأرقام ..، ولكنه يعرف الحساب بواسطة الأنامل كالنساء في الزمن الغابر ، كي لا يبقى شيئا مدونا في "الأجندة "  ليكون حجة ودليلا ضده ،  لم يعد يستقبل أحدا في ماخوره ، انتبه  إلى ما يكتب عليه ،  أو أنه يذهب إلى خمارة جديدة ، يجتمع فيها مع خلانه أقرانه السفهاء .  

                هذا المتمحل الذي ينقلب كالحرباء ، انتقل من  منزل قديم كحانة ،   إلى ملهى جديد ، ومن حمل الإضبارة إلى "الأجندة" ، أنصحه بالرحيل من هذه البلدة  ، كي لا يفضح سلوكه الممارس في الشوارع   وفي الإدارة  والدار ، وتعرضه للضعفاء من أجل دفع الغنيمة ، ليتمكن من الظهور في الحانة بأنه ثري ، وشيخ "الكفر"،  وعمدة البلدة ، تنقصه العباءة والعصا والنرجيلية ، ليهز بطنه كباقي الراقصات  ، وماذا ستنتظر من الرقاصة التي لا تنبت وإن مطرت ؟؟، فهو والقسيس سيان :الغناء في الكنيسة  نهارا ، والغناء في الحانة ليلا .

           بين آونة وأخرى يتلقى ما تيسر من البركة و"التنفيحة " والخندريس في الليل ، يقوم بتمويل ذلك أصحابه الأذلاء الأغبياء ،  الذين يدعون القوة وأنهم أقوياء أذكياء  ، للسيطرة على أملاك الضعفاء ، هذا المتمحل أن تسمع به خير من أن تراه كالمعيديّ ، لأنه مشوه مشية وخلقة ، مسخه الله في هذه الدنيا الفانية ، قبل الآخرة الباقية ، وهو من رواسب أزمنة السيبة ،  وأيام الاستبداد والتعجرف ، ومن رواسب الماضي  النتنة ، والمستنقعات  الراكدة الكدرة  ، والكوادر الغبية  الانتهازية  المتعفنة  ، الجاهلة  المتكبرة الخاوية ؛ علما وتجربة وثقافة ، وهو من الآسان شكلا ومضمونا ، آثارا وثيابا وخلقة وخلقا ، وهلم درنا وتفا ووسخا ، اليوم لا وقت للرقص والغناء ، ولا للكذب والاستغلال والضحك على المواطنين الأبرياء، ولا مكان لأمثال هذا المتمحل ، ولا لأمثاله من الرويبضين والمهرجين والخداعين والانتهازيين ، إنهم لا يفلحون  حيث أتوا،  كالساحر والفاسد والفاسق ، ستفضحهم تصرفاتهم الهوجاء  ، وسلوكاتهم  الرعناء ، وأفعالهم الخسيسة ، وأعمالهم الدنيئة ، وإنجازاتهم المغشوشة ، تفضحهم أحيانا الظواهر الطبيعية التي تنوب عن كل تفتيش وتنقيب وبحث وتمحيص ،   فورا وتوا ،  بدون تردد وانتظار شهور وأعوام . 

وأختم بقول الشاعر ؛ صلاءة بن عمرو المعروف بالأفوه الأودي :

البيت لا يبتنى إلا له عمد //  

ولا عماد إذا لم ترس أوتاد

لايصلح الناس فوضى لا سراة لهم 

ولا سراة إذا جهالهم سادوا

تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت 

وإن تولت فبالأشرار تنقاد 

 

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .