الرئيسية كتاب وآراء لما محاربة الطب العربي ؟ محمد_قشتو

لما محاربة الطب العربي ؟ محمد_قشتو

كتبه كتب في 16 أبريل 2020 - 1:56 ص

جريدة البديل السياسي  – محمد_قشتو

لما محاربة الطب العربي ؟

في الحين الذي كانت فيه الغرب غارقة في لجج الرجعية والتخلف، قد بلغت المنافسة أوجها في ميدان خصيصا بين العرب في بغداد ومصر، مع الإقرار بالفضل والسبق لهذه الأخيرة. لذلك ليس من الغريب ولا من العجيب حينما نتحدث عن الطب العربي ورؤوسه الأفذاذ، أو عندما نجد حرا بين الأحرار متخصص في هذا المجال منشغل بتوعية الناس بأفضلية هذا الطب على غيره، فلا أعجب إذن أن نجد من الرؤوس المدورة التي لا تنفع الأمة بخير يحز في نفسها وضميرها هذا، ليس لشيء سوى أن المصيبة الآكلة قد بلغت في صدورهم غاية ما تبلغه الحرب ساعة حمي الوطيس، ولا مهرب لهم حينها إلا أن يتفوهوا تفوه الحمير والبغال بالنهيق.. فلا يملك معها المسلم الحق إلا قول :

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . إن ما يخافه هؤلاء هو ما تخافه الغرب نفسها، وهو خوفهم وفزعهم من عودة سالف أمجاد المسلمين على هذه الأرض، لاسيما تخصص الطب العربي فهو قاصمة ظهر هذا الطب الحديث كما تزعم الآنسة الماجنة المدعوة بالغرب ..

ولا طب حديث بل الحدث الأكبر الذي لا يتطهر منه صاحبه بالغسل. أفلا يحس هذا الغربي المتنطع بالخجل والذل عندما يحدثه أجداده -إن كان يملكهم- أن ملك فرنسا في حين من ذلك الزمن طلب من ملك صقلية ونابولي إعارته كتاب "الحاوي" للرازي؛ والذي يقع في أربعة وعشرين جزء، فأبى عليه مخافة أن يعيره فلا يراه مجددا.. هذا تقوله كتب التاريخ ولست أنا، وماذا عساه يقوله ويفعله والتاريخ يتحدث عن نفسه، ألا يحس الغربي بالعار أن ينسب تقدم الطب إلى نفسه، وفي مقدمة هذه المنسوبات الطريقة الموسومة بيننا الآن بـ: (الطريقة الإكلينكية) وهو ينسى أنه جاءته من هؤلاء الذين يسميهم بالهمج والمتخلفين.. ولو كنا كذلك لما كان جدنا الرازي من مؤسسي هذه الطريقة عند أول الأمر . فعندما إزدهر الطب العربي بفعل جهابذة المسلمين من أمثال إبن سينا والرازي وابن رشد والزاهراوي، وكذلك لما ترجمت أغلب الكتب التي لم تكتب بالعربية، فأصبح له دوي عم الدنيا وصيت ضارب في مشارق الأرض ومغاربها ..

عندها كان يرسل هؤلاء الذين يزعمون أنهم عندهم أنظمة صحية متقدمة أباؤهم وأجدادهم بل ملوكهم إلى عواصم الفتح الإسلامي للتداوي منها. هذي قرطبة القوية المنصورة حاضرة الدنيا.. ومن منا لا يعرفها ؟ وقد قدم إليها أحد الأجلاف من أولئك الملوك والمسمى بـ: (سانشو Sunsho) القائم على مملكة ليون، جاء يطلب ويستعطف وهو متذلل خاضع يرجوا القائد الشهم والخليفة النهم عبد الرحمان الداخل لعله يرسل معه طبيبا يداويه من الشحم الذي خنق جسمه فأصبح كالفيل الربوض يقدم رجلا ويؤخر أخرى بعجز وكسل، ولو سابقناه بالسلحفاة لسبقته. هذا غيض من فيض وقليل من كثير، يجعل الغربي يستحي أن يفتخر بالطب العربي على طبه الحديث كما يدعي .. وعلى سبيله يمضوا هؤلاء العلمانيون أعداء الإسلام والمسلمين. #محمد_قشتو

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .