أخبار عاجلة

الرئيسية صوت المواطن حرمان بوقانا من الماء الشروب…بقلم ذ.محمادي راسي

حرمان بوقانا من الماء الشروب…بقلم ذ.محمادي راسي

كتبه كتب في 12 مارس 2024 - 5:02 م

بقلم ذ.محمادي راسي – جريدة البديل السياسي 

حرمان بوقانا من الماء الشروب

/==================== /

“في زمن القرن الواحد والعشرين ،في زمن العولمة ،في زمن التواصل بطرقه المتنوعة كالبريد الإلكتروني والوات ساب … والإنترنيت ،والهاتف الذكي ، والذكاء الاصطناعي ،في زمن بناء الإنسان والقرية و”المدشر” والمدينة والوطن ،في زمن ما يصطلح عليه بالدولة الاجتماعية ، تحرم العديد من القرى و”المداشر” من الضروريات كالماء الشروب والإنارة والطرق …..كثرت المصطلحات والتعريفات والأقوال ، أفلت الأفعال، وقلت الأشغال ،ونحن في انتظار الذي يأتي ولا يأتي ؛نعيش بين السهو و السلوان والنسيان والإمهال والإهمال ، منتظرين التطبيق والإقبال … ثم نفاجأ بالفرار والإدبار والإقبار … ااا.”

ـــــــــ00000ــــــــ

حـــــــاشــا لبوقانا أن تحرم من الماء الشروب منذ ستة أشهر خلت من أكتوبر 2021 إلى يومنا هذا ، وهي ستعرف مشاريع سياحية ضخمة ستعود بالنفع ؛ اقتصاديا / تجاريا / اجتماعيا / ثقافيا / من خلال قدوم السياح من مختلف البلدان ، وستعرف المنطقة حركة تجارية هامة ستعمل على ازدهار اقتصاد البلاد ، وستساهم في خلق مناصب الشغل للقضاء على العطالة والبطالة ، ،ويندرج هذا فيما يسمى بالدولة الاجتماعية ، وأيضا كتفعيل للنموذج التنموي الجديد الذي يدعو إلى العيش الكريم والكرامة والحق في السكن والشغل والتغطية الصحية ،وغيرها من الوسائل التي تعمل على إسعاد المواطن بعيش أغيف ، وضمان قوته اليومي ولعائلته ، والتغلب على تكاليف الحياة ؛مصاريفها / متطلباتها / مستلزماتها ….

حـــاشـــا لبوقانا أن تحرم من الماء الشروب ،وساكنتها تعاني من العطش والتهميش والإقصاء والنسيان والإهمال ، يحبونها صيفا ، ليل نهار ، وكذا ربيعا وخريفا ، يهجرونها شتاء ، لا يتذكرونها ، لا يغيثها المسؤولون حينما يهيج ويفيض البحر الذي يصل إلى المنازل ، ويتصل أحيانا بالبحيرة ،كأنه يريد أن يعود إلى طبيعته الأولى ، كما حصل في الفيضانات السابقة منذ نزول الساكنة المعهودة ببوقانا، في بداية القرن الماضي ،وخلال هذا القرن …ااا.

حـــاشـــا لبوقانا أن تحرم من الماء الشروب ….ورب انعدام القطر في هذه السنة سيساهم في الحرمان ، ونحن في فصل الشتاء ، مما قد يؤدي إلى الجفاف ولا نريد ذلك ، فهيمن اليأس والقنط على المواطنين وجميع الفلاحين الذين يفكرون في مواشيهم ومزروعاتهم ومغروساتهم ، نرجو من الله أن يغيثنا بغيث نافع لجميع الكائنات الحية ،وإننا ننتظر العهادة بقدوم فصل الربيع بحول الله ، إن رحمة الله قريب …ااا.

حــــاشــا لبوقانا أن تحرم من الماء الشروب وهي جميلة ليلا، ومن الشروق إلى الغروب ، هل يريدون قتل كل ما فيه حياة ، وقتل كل ما هو جميل ؛ من شجر نخيل ورتم وأثيل ،وشاطئ جميل برمال عسجدية ، يريدون قتل جمالها ، والمغنون تغنوا ويتغنون بها ،والجميع يردد البيت المشهور الذي ذاع صيته وانتشر في أرجاء ربوع المملكة وخارجها :

بوقانا بوقانا أمان ذيزيزاون // ألنتشا ذيربحار أتويد إمطاون

إن بعض المسؤولين على الشأن المحلي زيادة على القراءة والكتابة ،وانخراطهم في السياسة ، يلزم أن يكونوا ملمين بالتربية على المواطنة والمحافظة على أملاك الغير والدولة ، ومتشبعين بالثقافة الجمالية والفنية للمحافظة على واجهة المدينة وما يحيط بها ؛ شوارعها / أزقتها /حدائقها / نحيرتها /شواطئها /هضابها /سهولها ، بالصيانة والرعاية والنظافة ، ثم لابد من تواجد ملاعب رياضية ومكتبات ومسارح ….،فليست المدينة بالعمارات والإسمنت المسلح ، حضارة المدينة تتجلى في مدى تواجد المراحيض بها، وإلا فستكون المدينة عبارة عن مزبلة ومراغة ،وسيشارك الإنسان الحيوان في التبول والتغوط في الطرقات وغيرها من الأماكن …..

حــاشـــا لبوقانا أن تحرم من الماء الشروب ،وهي بنت البحر الكريم الذي لا يزاحم بثرواته السمكية ، وأخت البحيرة الصغيرة الجميلة التي ينتفع من خيراتها وفواكهها البحرية الصيادون ،وفي مائها السياح يسبحون ،وبسفنهم الموجودة بأطلايون يتنزهون ….حباها الله برمل بين اللجين والعقيان ، تلك الرمال التي كانت تصفي مياه البحر ، بدليل الآبار العذبة التي لا يتعدى عمقها مترين في القرن الماضي ،أما اليوم فهي مالحة بسبب نهب الرمال …..اااا.

حاشــــا لبوقـــانــا أن تحرم من الماء الشروب ، ونحن في زمن الجفاف ـــ دون أن ننسى ما فعلته جائحة كورونا وأميكرون ــــ وشهر رمضان المبارك قريب وعلى الأبواب بحول الله ،ثم بعد الربيع سيأتي الصيف بحرارته المحرقة، وهبوب الرياح اللافحة ، يحتاج فيه الإنسان والحيوان والأشجار والنبات إلى الماء أكثر ، فحرمانها من الماء يعني قتلها ،فالماء هو الحياة والتقدم والحضارة والازدهار والإنتاج ،وخير دليل على ذلك قوله تعالى: “وجعلنا من الماء كل شيء حي ” .

لابد من إغاثة بوقانا بالماء الشروب، تفاديا للعطش المضر ،والأوبئة الناجمة عن الأوساخ في غياب النظافة ، ففيها مدرسة ابتدائية ،ومسجد لصلاة الجمعة ، وسكان وحيوانات وغيرها من الكائنات الحية التي تحتاج إلى الماء الذي هو ضروري وأساسي في حياة الإنسان ، بل الكون أصله ماء، كما قيل ويقال في شأن العناصر الأربعة عند القدماء ؛/الماء / التراب /النار / الهواء / ، أو الاسطقسات والمواد والأركان ….فلا يعقل أن تحول بوقانا إلى معطشة ، وهي أرض كانت ميّهة بعرصات ذات غلات لذيذة في القرن الماضي ذلك الزمن الجميل الذي لا يعود ، كانت فيه الطبيعة محترمة على خلقتها وسجيتها ، ولما نهبت الرمال تعرضت تلك العرصات للجدوبة والمحولة والملوحة ،وحتى البحر حينما يهيج يجد منافذ للوصول إلى المنازل وإلى البحيرة الصغيرة بسهولة .

حـــاشا لبـــوقانا أن تحرم من الماء الشروب وهي “أنيما “anima بني انصار ،ومتنفس لجميع المواطنين في فصل الصيف ،بسيميائيات عجيبة ليست لفظية ، بصوتها المستمر النابع من أمواج اليم ليل نهار؛ خلال المد والجزر والسكون والاضطراب والهيجان ، وبأصوات تلك الطيور المختلفة الأشكال والأحجام والألوان ، وبهدوء البحيرة الوديعة بلون ذهبيّ في الغروب ،ولجينيّ في الصباح ، هي والبحر دائما في تجدد وحركة يشكلان لوحة فريدة من نوعها يعجز عن رسمها الرسامون بالريشة ،والشعراء عن وصفها باليراع ….لمثل ما ذكر في نحيرة بوقانا الخلابة الجذابة الساحرة …أقول :

حاشا لبوقانا الغراء الغناء …

أن تحرم من الماء الشروب …

فهي كلها جمال وضياء وبهاء …..

من الشروق إلى الغروب …اااا.

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .