أخبار عاجلة

الرئيسية اجتمــاعيات رحمك الله يا أم الفقراء والمساكين يا مؤانسة المرضى والمعوزين

رحمك الله يا أم الفقراء والمساكين يا مؤانسة المرضى والمعوزين

كتبه كتب في 20 فبراير 2024 - 12:54 ص

جريدة البديل السياسي 

الموت حق علينا جميعاً، وللموت جلال أيها الباقون، وللراحلة الكبيرة المرحومة حليمة هوبان  من قبيلة كبدانة دوار الشط  جماعة اركمان  اقليم الناظور من عائلة عريقة آل هوبان تربت وترعرعت وتخرجت من مدرسة القران الكريم  التي تفضل الحوار على كل شيء :

انها لنا بعدكم انتظار في محطات قد تطول وقد تقصر.

العمر ماض والأيام حبلى والقدر محتوم. لقد أبكرت ايتها المرأة العصامية يا ذات القلب الحنين والكلمة الطيبة وحب الخير للجميع والكرم وكانت معروفة بنساء الخير والكرم والجود و” بالدار الكبيرة ” .

نحن لا نكاد نصدق، اننا لن نراك بعد اليوم، لقد أثارت فاجعة رحيلك، غصة الحلق التي تحرق القلب، وانحسار لزمن الرفقة الجميلة، وانطفاء لومضة نبل انساني اجتماعي ترفع نصب عينيها كرامة النفس والوقوف عند الحق.

لقد رحلت عن الدنيا وانت زائدة فيها، ولم تكن زائدة عليها.

 فهنيئاً لي أنني عرفتك، وحمداً لله أنك كنت المرأة التي  اعتز بالقول أنت ام الفقراء والمساكين.

.لست أدري لماذا كلما حاولت أن أكتب لأقول فيك كلمة رثاء تطفر الدمعة من عيني! وقلبي يعتصر ألماً.

لقد عهدناك  محبّاً للحياة، لا بل عاشقاً لها، مخلصتاً في صداقتك، عظيمة الهمّة، نظيفة القلب واليد واللّسان.لن أحاول في كلمتي هذه استذكار كل ما فعلت ، وقلت ، وأنجزت.أيتها الفقيدة إنك مع النبيين والشهداء والصديقين والصالحين .

تركتنا إلى المقام الأعلى دار البقاء، مودعاً دار الفناء التي شغلت فيها حيّزاً مرموقاً من العطاء والإنجاز الكريم والخير وتقديم المساعدات في بناء المساجد وشراء الادوية للمرضى وشراء الاضحية لليتامى والفقراء والمساكين والمعوزين ، مخلّفة وراءك عائلةً صالحةً كريمة ملتزمة.

كنت أيّتها المرأة الطيبة الخلوقة  العزيزة قريبة من قلوب الجميع ، ولذلك ليس من قبيل الصدفة أن صورتك غادرت عيوننا إلى قلوبنا لتستقر هناك.

في ارتحالك الصامت، ارتحال الوداعة واتضاع القلب، اقفلت الباب في غفلة عن الجميع مع أولى اطلالات أذان العشاء، دون سلام ولا كلمة وداع.

بهدوء وقور طويت صفحة العمر، لم تزعج احداً، تماماً كمسار عمرك، وقد طبعته بالمحبة والعطاء والفرح خلف نقاب الاتزان والسكون، محتذياً القول المأثور: “وحده الصمت أبلغ تعبير”.

لقد غيبك الموت ، جسداً، لكنك ستبقى في قلوب الفقراء والمساكين  ما بقينا على قيد الحياة في هذه البسيطة . ولن ينساك احدا  ، وستظلين بأعمالك الخيرية  ومآثرك وسيرتك نبراساً وقدوة للجميع  .

فاخلدي في جنّات الخلود، ولتسترح نفسك بجوار ربّها ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو السميع المجيب. رحمك الله وأسكنك فسيح جنّاته مع الصالحين والصديقين والشهداء ، حيث نعيم الآخرة، لأنك أهلٌ لهذا النعيم.

 رحم الله تعالى فقيدتنا حليمة هوبان ، وجزاها عنها جنة ونعيما ، ولقّاها نضرة وسرورا ، وأورده حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى، وسقاها من يده الشريفة شربة  هنيئة مريئة لا ظمأ بعدها أبدا.

سائلاً الله أن يلهم اسرتك وآل قبيلتك ومحبيك جميل الصبر والسلوان.

وإنّا لله وإنّا إليه راجعون

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .