الرئيسية منبر البديل السياسي زمن النساء والعمل لهن: تحديات البطالة للرجال وزيادة العنوسة في المغرب

زمن النساء والعمل لهن: تحديات البطالة للرجال وزيادة العنوسة في المغرب

كتبه كتب في 4 فبراير 2024 - 10:47 م

بدر شاشا باحث – جريدة البديل السياسي 

زمن النساء والعمل لهن: تحديات البطالة للرجال وزيادة العنوسة في المغرب

 

يجب أن يكون الإنصاف في التوظيف والتشغيل 50/50

في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها المجتمعات العربية، يشهد المغرب تغيّراً ملموساً في دور المرأة في سوق العمل. يظهر هذا التطور من خلال ازدياد مشاركة النساء في مختلف القطاعات الاقتصادية، مما يعكس تطوراً إيجابياً في مستوى التمكين الاقتصادي للمرأة.

لكن مع هذا التطور، تظهر بعض التحديات والتباينات في النسيج الاجتماعي. يُلاحظ ارتفاع معدلات البطالة بين الرجال، ما يؤدي إلى زيادة في الجلوس في المقاهي وتراجع مستوى المشاركة الاقتصادية للرجال. في هذا السياق، تصبح النساء اللاتي يعملن تحت وطأة التحديات الاقتصادية أيضاً.

إلى جانب ذلك، يشهد المجتمع المغربي ارتفاعًا في معدلات العنوسة، وذلك جزئياً نتيجة لزيادة البطالة بين الرجال وتحول بعضهم إلى حياة الجلوس في المقاهي. هذا التحول الاجتماعي يفتح بابًا لتحديات جديدة في فهم الديناميات الاجتماعية وضرورة التصدي للتحولات السريعة.

لمواجهة هذه التحديات، يتعين على المجتمع والحكومة اتخاذ إجراءات مستدامة وشمولية. يجب تعزيز فرص العمل للرجال وتطوير برامج تأهيل وتدريب لتحسين مهاراتهم وتمكينهم اقتصادياً. فيما يتعلق بالنساء، يجب دعم سياسات تشجع على مشاركتهن في سوق العمل وتعزز دورهن في بناء الاقتصاد.

علاوة على ذلك، يتطلب التصدي لزيادة العنوسة والجلوس في المقاهي تعزيز ثقافة العمل وتحفيز الشباب على المساهمة الفعّالة في تطوير المجتمع. بالتالي، يمكن تحقيق التوازن بين فرص العمل للجنسين وتعزيز العلاقات الاجتماعية.

تتطلب التحولات الاجتماعية في المجتمع المغربي استراتيجيات متكاملة للتعامل مع التحديات المتزايدة. يجب على الحكومة والمجتمع المدني التعاون من أجل تطوير برامج وسياسات تعزز فرص العمل للجنسين وتوجيه الاستثمار نحو القطاعات التي تعزز التنمية المستدامة.

من الجوانب الأخرى، يمكن تحفيز الرجال على تطوير مهاراتهم والمساهمة في سوق العمل من خلال تقديم برامج تدريب موجهة نحو احتياجات السوق. كما يمكن تعزيز الوعي بأهمية المشاركة الاقتصادية للرجال في إطار التنمية المستدامة.

في موازاة ذلك، يمكن تنظيم حملات توعية حول مخاطر الجلوس في المقاهي وتشجيع الشباب على البحث عن فرص عمل وتطوير مشاريعهم الشخصية. تعزيز ثقافة العمل والتحفيز للابتعاد عن البطالة سيسهم في خلق مجتمع أكثر استقرارًا وتوازنًا.

من الضروري أيضاً تشكيل فضاءات للحوار المجتمعي حول هذه القضايا، حيث يمكن للمجتمع المدني والمؤسسات الحكومية التفاعل مع تحديات البطالة والعنوسة. الترويج لقيم العدالة والمساواة في فرص العمل يعزز الاندماج الاقتصادي ويعزز التقارب بين الجنسين.

تتطلب هذه التحولات التحفيزية التعاون الوثيق بين الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص. من خلال تعزيز فرص العمل للجنسين وتحفيز الشباب على المشاركة الفعّالة في الحياة الاقتصادية، يمكن تحقيق تنمية شاملة ومستدامة في المغرب.

يشكل تحول دور المرأة في المجتمع المغربي وزيادة البطالة للرجال تحديات تستدعي استراتيجيات فعّالة لتحقيق التوازن وتعزيز التنمية المستدامة. تحقيق التمكين الاقتصادي للجنسين وتشجيع الشباب على المشاركة الفعّالة في الحياة الاقتصادية يعدان خطوات أساسية نحو مستقبل متوازن ومزدهر

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .