الكاتبة حليمة صومعي – جريدة البديل السياسي
حوار مع النفس
ليست لي رغبة الٱن بالكتابة، ولا حتى أن أمسك القلم بين اناملي لأكتب شعرا، اقتربت من دفتر الذكريات فرأيت الكلمات تبعثرت وتساقطت بين أوراق بالية ارتعش القلم وتدفق حبر المداد ،أصبحنا نشتاق للحب الذي شاخ مع مرور الزمن، وظهرت بعض التجاعيد ،تخفي الحنين الى الماضي رعشة العشق والحرمان .
مع بهجة العمر الذي صار خريفا ،تولد رجفة القلب الحزين من ٱهات وأنين ،وبدأ القلم يذرف الدموع ،ويخط الجروح والحزن الدفين الذي سطرته أقلام من زمن بعيد نخرتها الايام، هذا قلمي انا يكتب بشموخ ليجعل الكلام سلاحا ضد كل ظالم ، وراع يحمل عصى الحكمة يسير بها في كل طريق، هوالذي كتب عن غدر الزمن،عن كل المحن ، قلم لن يشيخ أبدا مهما طال الزمن ،يزهر كل وقت ،هو لا يكبر.
مع مرور السنين. هو نبض الوتين ،وشفاء لكل مريض عندما أبدا أنا بالكتابة فعلا أجد نفسي بصراحة وأجد ذاتي ويكتب قلمي آهاتي ،وتنطق الحروف المقهورة ،لكن هيهات أن تتوارى بين السطور فأجد نفسي ان الدموع تنساب على الاوراق وتبللها ،فتبقى الحروف هي ذاتي الخجولة التي تنادي وتريد أن تتحرر من كل القيود ،تأبى الانحناء فلا تجعلني يا قلم أتحسر حزنا وألما على ما مضى من العمر رحماك يا قلمي رحماك فقلبي يتألم من ذكر الغياب وروحي ترتوي من عذب الهمسات، رحماك ما عدت أقوى على الحياة بدون قلم،ما عشقت الا تلاته في حياتي :حروف كتبت إسمي أنا ،وطيبتي التي زادت علتي، وابتسامتي التي جعلتني انظر الى شمس مشرقة،فيا زمن لا تكسر القلم ،ليتني أمزق أضلعي كسرات أصنع منها أقلاما لا تنحني ولا تنكسر، وأمزق من جلدي أنا أوراقا، وأتبرع بدمي الذي أصبح ينزف في كل الساعات، لأخده ليصير حبرا لقلمي انا.
لأكتب عن كل نفس منكسرة، ولن يضيع القلم، مادام هناك شرف،ولن تتوقف روحي و لن يتوقف قلمي على الكتابة ، مادام هناك متنفس للروح ، فعندما يتوقف عندها سيتوقف الزمن ،وينفصل عالمي عن الوجود ….
تعليقات الزوار ( 0 )