ع. الكريم برفذ – جريدة البديل السياسي
ترعرعت بمنطقة تتكلم الريفية وحين اذهب للمدرسة ادرس اللغة العربية وأحيانا اللغة الفرنسية.
اساتذتنا ومعلمينا يتكلمون معنا الدارجة ، لكن أي دارجة من الدوارج فالوجدية الأقرب لمنطقتنا دارجتها أشبه ما تكون للريفية والامازيغية رغم انهم لا يرضون أن ينسبوا للأمازيغ ويتبرؤون من الأمازيغ رغم أنهم في حقيقة الأمر أمازيغ رغما عنهم.. فباني مدينة وجدة مازيغي أبا عن جد والتاريخ يشهد بذلك وأغلب كلماتهم أمازيغية،. فعلى سبيل المثال يقولون (بلع الباب ) وكلمة( بلع) ليست عربية بل هي أمازيغية ويقولون ( رح اتروح) نفس الجملة تقال بالأمازيغية ..وقس على ذلك .لذا كان كلامي مزيجا من اللغة العربية ،
الدارجة الوجدية طاغية علي بحكم القرب . أصدقائي البيضاويين يتربصون نطقي ويودون أن أسمعهم كلامي وأغلب كلماتي تجعلهم يضحكون بأعلى أصواتهم سألتهم وألححت عليهم عن ماذا يضحكون كل ما تفوهت بكلمة لكنني لا أجد جوابا لسؤالي..
ذات يوم قررت أن لا اتكلم معهم ابدا وأكتفي فقط بالاستماع وفعلا ذلك ماكان، اسمريت على هذا المنوال لمدة ليست بالقصيرة هذه المدة جعلتني اكتشف وأتعلم منهم كيف يتكلمون الدارجة البيضاوية وشرعت حين ذاك أضحك بمجرد ان ينطقون بكلمة تشبه الى حد ما كلماتي وأتذكر كيف اسمعها لهم ، فنحن الشرقيون نعرف الكلمات غالبا مثلا .العدس ..اللوبيا… الماقلا..الطوماطيش.. بينما هم يقولون.. لعدس..لوبيا ..ماطيشا… فقد كنت حين انطق باسم:الماقلا.. يقهقون لدرجة الجنون .هنا اكتشفت ان دارجتهم غالبا ما تسبقها. التاء .تامالك تااجلس..تانوض …وهكذا اصبحت خبيرا في البيضاوية .
ورجعت المياه لمجراها وصرت احاورهم بالدارجة البيضاوية وأمازحهم الدارجة الوجدية .
تعليقات الزوار ( 0 )