ذ رشيد صبار يكتب عن قصة لاحمد بوكماخ من سلسلة “اقرأ” “نهرو في غابة القرود”… والفساد الاخلاقي إلى اين؟

جريدة البديل السياسي 

ذ رشيد صبار يكتب عن قصة لاحمد بوكماخ من سلسلة “اقرأ” “نهرو في غابة القرود”… والفساد الاخلاقي إلى اين؟

 رشيد صبار يكتب :

نعود بكم اعزائي القراء إلى قصة جديدة لكاتبنا احمد بوكماخ من خلال سلسلة “اقرأ” وقد عنوانها:” نهرو في غابة القرود” ورواها كما يلي: كان نهرو يعيش مع أبيه بالقرب من غابة القرود ؛ وكان أبوه يشتغل في قطع الأشجار من الغابة ويبيعها؛ وكان نهرو يطبخ الطعام لوالده كل يوم.

وذات مرة ، لم يطبخ نهرو الطعام ،بل خرج إلى الغابة ولما عاد والده ،لم بجده في الكوخ،ولم يجد الطعام ، فبحث عن نهرو في كل مكان ،اخيرا وجده في الغابة نائما في ظل شجرة،فضربه وقال له:«ساطبخ الطعام بنفسي، أما انت فاذهب وكل في الغابة» ،جرى نهرو في الغابة وهو يصيح( هيئ – هيئ – هيئ ):فاجتمعت القرود حوله،وسألته« لماذا تصنع هذه الأصوات الغريبة؟» نهرو:«لأني لم اكل طول اليوم» القرد:« هل أحضر لك شيئا من الطعام؟»نهرو: «لا اريد الاكل!» فقال قرد كبير:« انا اعرف ماذا تريد،انك تريد أن تحكي لنا ما جرى لك،لنقول مسكين هذا الولد » نهرو:« نعم » وحكى لهم ما جرى له مع والده.

ولما انتهى: «قال له القرد الكبير: في هذه الغابة وحوش كثيرة ، تضربنا وتقتلنا ولانبكي ابدا» فقال نهرو : < انكم مساكين أكثر مني> وعاد إلى كوخ والده. كنان من الممكن أن يغير كاتبنا الحوار الذي وقع بين القردة وكبيرهم وبين الطفل نهرو وان يوجهونه للبحث عن مستقبل أفضل بدل البلقاء في كوخ مظلم يطبخ الطعام لوالده ،والهجرة للمدينة من ذلك الغابة المشؤومة طلبا للرزق وطمعا في توفير الحياة الكريمة له،والبحث عن فرص العمل والتعليم والعلاج والبحث عن فرص افضل لتحسين المستوى المعيشي والبحث عن مصدر دخل احسن. ماجعل كاتبنا لم يفكر في تغيير الحوار لانه كان يتنبؤ ،لما سيحدث بالمدن ببلادنا لاطفال في سن نهرو ،من تشرد،وتحرش،واستغلال وقتل…

… لو هاجر نيهرو للمدينة وصادف ذلك المدرس المتقاعد الاسباني الجنسية “غافلان” الذي استقر بمدينة القنيطرة سنة 2015 الذي استغل جنسيا 11 طفلا وصدر عليه الحكم بثلاثين سنة وغرامة بحوالي 55000 درهم عن كل من ضحاياه،والذي استفاد من عفو ملكي عن خطأ( كم انت محضوض يا نهرو) لو صادف نهرو “البيدوفيل” الذي تم إيقافه من طرف درك الصخيرات ،رفقة قاصرين،بعدما أن وجهت لهم تهم اعداد وكر للشذوذ الجنسي واستخراج القاصرين وهتك أعراضهم بالعنف بناء على شكاية من عائلة قاصر ،دعت فيها أن صاحب الفيلا تعرف على ابنها عبر موقع التواصل الاجتماعي واستدرجه إلى القنيطرة ،بعد اغرائه بالمال ،ليقوم الفاعل بالاعتداء عليه جنسيا،واحتجازه لمدة 5 ايام .

( كم انت محضوض يا نهرو) لو صادف نهرو ذلك العسكري المتقاعد الذي كان السبب في انتحار طفلة تبلغ من العمر 12 سنة بتناولها سم الفئران بعدما افتض العسكري بكارتها وتم ضبتها بمنزل هذا الا خير من طرف شقيقها).

كم كنت محضوض يا نهرو) لو دخل نهرو إحدى المساجد لحفظ القرآن بطنجة ووجد الامام يعنف الاطفال باستخدام عصى أو ” الفلقة” والذي ألقت عليه الشرطة القبض بعدما ظهر شريط على مواقع التواصل الاجتماعي ( كم انت محضوض يا نهرو) لو صادف نهرو ذلك المؤذن بأحد المساجد الذي أوقفته الدرك بامسرير وفتح تحقيق في الموضوع اثر انتشار مقطع فيديو عبر تطبيق (الوادساب) يظهر فيه المؤذن بإحدى المساجد وهو يمارس الجنس على أحد الشباب،ليتم اعتقاله وبقرار من قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بورززات صحبة 3 أشخاص آخرين لتورطهم في الشذوذ الجنسي وهتك عرض قاصر والابتزاز وعدم التبليغ .(كم انت محضوض يا نهرو).

ماذا لو شارك نهرو في إحدى المخيمات الصيفية ،وصادف ذلك الشخص الذي يدعي أنه مؤطر بمخيم صيفي وهو يتحرش بطفل يبلغ 9 سنوات على شاطئ البحر بإقليم الجديدة ( كم انت محضوض يا نهرو). ماذا لو صادف نهرو المتهم الرئيسي في مقتل الطفل عدنان الذي خلفت موجة غضب عارمة في المغرب ، بعد العثور على جثت طفل يبلغ من العمر 11عاما ،مدفونة في مكان غير بعيد عن مكان إقامة والديه ، وذلك بعد خمسة أيام من اختفائه،وجاء الحصول على جثت الطفل عدنان ،الذي ظل اختفائه لغزا محيرا لأسرته ولساكنة مدينة طنجة،بعد تمكن الأمن المغربي اعتقال شخص يبلغ 24 سنة ،كان هو القاتل بعد تحرشه بالطفل.(كم كنت محضوض يا نهرو).

القليل من الحالات التي تطرقنا إليها وكان نهرو محضوض منها ،تدخل في الفساد الاخلاقي الذي ينتشر كالنار وفي الهشيم إذا ما تجاهلناه ،فالفساد قد يبدأ بسبب فرد فاسد في الأسرة ،يبدأ بتسريب أخلاقه السيئة كالداء في الهوى ولا يتوقف عند توقف هذا الفرد الفاسد بل يظل ينتقل بين الأفراد من شخص إلى شخص ومن أسرة إلى أسرة ومن مجتمع إلى مجتمع،لنتفاجئ به وهو ينخر في أساس مجتمعاتنا مثل السوس حتى يخر المجتمع ساقطا.

. انما الامم الاخلاق ما بقيت….فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا. (احمد شوقي)