الرئيسية كتاب وآراء فراق الظلال…بقلم : عبد اللطيف برادة

فراق الظلال…بقلم : عبد اللطيف برادة

كتبه كتب في 4 يونيو 2023 - 12:16 ص

بقلم : عبد اللطيف برادة – جريدة البديل السياسي 

 

 

 

تركتني في نصف الطريق

 فرحت أنظر إلى صورتك مسترجعا كل الذكريات

والحقيقة اني أكره مراسيم الوداع

نفارق ما ندم من البشر

فالوداع قد هيئ للغرباء اما للأحبة سنظل اوفياء

 الذين نحبهم لا نودعهم بل نحتفظ بقربهم مدى الحياة

وأدا افترقنا فلا نفارق إلا الضلال فتضل الصورة تروي ذكرى الجمال

لطفاً ايا قلبي فقد أرهقني الحنين

ففي داخلي بقايا راحلين وهمس ينادي بالعودة لمن غاب

فلما نختزل عند الفراق كل التفاصيل ونهمل الجميل

بعد الفراق تتوهج الروح فتبدو المشاعر بالغة الاذى

فبعد الهجر لم يبقى لي أى خيار سوى الرحيل

أو البقاء فى جحيم عيناك والانتقال من نار إلى نار

وسأحتضن جرح الزمان وأسافر وسط هبوب ألرياح

تحت صقيع الأمطار أنزع لباس العشق واتحدى الأقدار

وحيدا أمشي فوق أشواك الألم

وحيدا أكمل سيري من دون ان أدرى إلى حيث المسير

اغوص بين أوراق بين سطور لم تكتمل

ان الرحيل ليس بالأمر اليسير لكني أجبرت على سوء القرار

هي الحياة لحظات حلوة جمعت ما بيننا

فكم فرحنا وكم بكينا

 وكم واجهتنا من صعاب فاجتزناها في وفاق

وفي اشد المحن تساءلت عن المصير وعن القدر

وتساءلت مرارا عن مغزى الالم

فوسوس لي عقلي ان من وراء اللغز يكمن مفتاح القدر

فضننت انه لا سبيل للمفر

تهت فتخطيت لغما في الطريق

هكذا علّمني الزّمان أنّ الحياة ليست إلّا مجموعة صور

 يغرس فينا القدر بوجهه العبوس شيئا من الكدر

فيا قلب وأن  اغلقت كل الأبواب في وجهي فرجائي كله أمل

فاعلم ايا قلب أن من أحببت يوماً قد أغلق قلبه

تعلم كيف تلقى بالذكرى في سراديب العدم واعلم إن الكرامة لأهم من خدش قلب جريح

وحتى وإن تعال صوتك السماء لن يفيدك نداءك حبيباً اصم

لا تيأس ايا قلبي فلقد تفتح ابوابا اخر   

اذهب وجل في الكون الفسيح لعلك تنسى الاذى

 فأجدى لك ان تسكن بيتاً لا يعرفك فيه احد  

فالنسيان لأهون من ذكرى لا تنفع ولا تدر

فلا تفرط فيمن يشتريك ولا تحزن علي من باعك بابخس الثمن

فبعد الفراق لا تنتظر بزوغ القمر لتشكوا له ألم البُعاد

 لأن القدر سيرمي المغيب بما حمله فيعود لك في شكل جديد

 ولا تقف أمام البحر ترويه من دموعك

 فسيرمي بهمك البحر في قاع ليس له قرار

 وقد يهيج البحر تارة ويعود لك هادئ كما كان

وهذي هي سنة الكون يوم يحملك ويوم يرمي بك في دروب الضياع  

 فإذا فرقتك الأيام بمن كان حلمك الجميل فلا تذكره إلا بشيء جميل

ولا تنسى من احببت يوما بشعف

فقد أعطاك قلبا فأهديته عمرا والعمر اغلى ما في الحياة

 

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .