الرئيسية اجتمــاعيات من الذاكرة :كلمة حق في فضيلة العلامة شيخنا وأستاذنا المرحوم سيدي رابح فنكوش رحمه الله

من الذاكرة :كلمة حق في فضيلة العلامة شيخنا وأستاذنا المرحوم سيدي رابح فنكوش رحمه الله

كتبه كتب في 19 أبريل 2023 - 11:40 م

جريدة البديل السياسي 

كلمة حق في  فضيلة العلامة شيخنا وأستاذنا المرحوم  سيدي رابح فنكوش رحمه الله

إلى الأبد في عقولنا وقلوبنا..

بسم الله الرحمن الرحيم

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَآءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
إن ثمرة الصبر الأجر، وثمرة الجزع الوزر، والتسليم لأمر الله عز وجل فائدة جليلة، وتجارة مربحة، فالموت حوض مورود، وكأس مشروب، وقد أتى  على شيخنا الأستاذ سيدي رابح فنكوش ابن قبيلة كبدانة دوار أولاد طالب علي منطقة ( بويخباش جماعة أركمان إقليم الناظور
فإنا لله وإنا إليه راجعون .
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

شيخنا فضيلة العلامة  سيدي رابح فنكوش ، لقد رحلت عنا وتركتنا في حيرة وغفلة، بلا راع أو مسئول، وحرقت قلوبنا واهتزت أركاننا، وأركان المجتمع بأسره وقبيلة كبدانة خاصة واقليم الناظور عامة  ، ولم يبق لنا سوى ذكراك الطيب وسيرتك الحميدة.
أيها الأستاذ الفاضل يامربي الأجيال ، أيها الجبل الشامخ، أيها الكريم المعطاء، أيها المستقيم المقاوم، أيها العلم المنير،  أيها المتصدق المخفي ، أيها المربي الكبير، أيها الصادق الواضح، أيها المصلح العادل، أيها المؤازر الغيور،  أيها المجتهد الدؤوب, أيها العالم العامل,أيها البيت الواسع,
أيها الوالد الغالي ايها الواعظ المرشد .


هذه الصفحات لا تتسع،  لنعدد مناقبك وصفاتك الجليلة،  لقد ربيتنا بحكمتك وهديتنا إلى طريق الصواب، وأمّنت لنا حياةً ومستقبلا،  فنعجز أن نوافيك مهما نفعل من أجلك.
لقد كنت نور حياتنا، ومصباح ظلامنا، ودليلنا الأمين، وركننا المتين، وسندنا القوي، وأملنا البعيد، وبركتنا الدائمة، إلا أن شاء الله وتغمدك بالرحمة.
لو كنت بيننا وشاهدت الموقف الرهيب يوم وفاتك، موقفا لم يكن له مثيل منذ زمن بعيد، اجتمعت فيه أهل الدين والدنيا، البعيد والقريب، الأولاد والشباب، الشيوخ والأخوات، لصدى موتك المفجع ، وتصافت القلوب، وكأنه يوم  قامت القيامة.

شيخنا الفاضل استاذنا الجليل   لقد نلت شهادة كاملة، ورحمة شاملة، ودعاء مخلصا، وتكررت بوفاتك كلمات كثيرة من جميع أقطاب المجتمع، وعبارات يحظى بها أهل الخير وأصحاب الفضل والأتقياء، أصحاب الدرجات العالية،  أمثالك يا  شيخنا المرحوم.
فطوبى لك ثم طوبى!

 

 إن كنت قد رحلت عنا بروحك وجسدك، فذكراك الطيب سيبقى إلى الأبد في عقولنا وقلوبنا. وذلك المنبر الذي كنت تقف فوقه بمسجد لعراصي وخطبك  النيرة التي كانت تدمع العيون وتنفتح لها القلوب
نعاهدك ونوعدك يا شيخنا إن شاء الله، بأننا سنسير على دربك ونتصرف وكأنك موجود بيننا  وسنفعل كل ما كنت تحب وسنبتعد عن كل ما كنت تبغض وأن نعمل جميعنا على وحدة الصف والكلمة في بيتك الطاهر وقبيلتك  وعلى زرع روح المحبة والألفة بين الأهل والأقرباء والجميع .

وسنسعى للنجاح في جميع مجالات الحياة لأن هذا ما كنت تريده وتتمناه للجميع .
ووفاء لروح الفقيد و إحياء لذكراه و ترسيخا لثقافة الاعتراف بمنجزاته في نفوس الأجيال ، وعرفانا بما أسداه من خدمات لقطاع التعليم وللأجيال المتعاقبة بين يديه، و تخليدا لإسمه ومسيرته التربية الباهرة ودرود الوعظ والإرشاد في المساجد والمناسبات الدينية .

إن محاسن تكريم أو تأبين مثل هذه الرموز لا تكمن فقط في الكلمات ، بل يكمن مغزاها في نقل أمجادهم وأخلاقهم ومآثرهم إلى الأجيال المتعاقبة لتعتز بهم وبرصيدهم الذي هو جزء من الرصيد التاريخي ، ومن التراث التربوي والتعليمي لهذه البلدة الجدير بالحفاظ عليه وإشاعة دروسه وعِبره وقيمه وعظاته.

لقد غيب الموت أستاذنا وشيخنا فضيلة العلامة سيدي رابح فنكوش الحبيب الغالي ، وأستاذنا  الوفي جسداً ، لكنه سيبقى في قلوبنا ما بقينا على قيد هذه الحياة ، ولن ننساه ، وسيظل بإعماله وإرشاداته ومآثره وسيرته نبراساً وقدوة لنا .

 

نم مرتاح البال والضمير ، فقد أديت الأمانة وقمت بدورك على أحسن وجه ، والرجال الصادقون أمثالك لا يموتون لقد تركت شجرة طيبة تثمر الطيبون والطيبات( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَآءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ).

وما لي في وقفة الوداع سوى أن ندعوا لشيخنا وأستاذنا فضيلة العلامة سيدي رابح فنكوش.

اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ.

اللَّهمَّ اغْفِرْ لحيِّنا وميِّتِنا وشاهدنا وغائِبنا وصَغيرنا وَكبيرنا وذَكرِنا وأُنثانا اللَّهمَّ مَنْ أحييتَه مِنَّا فأحيِه علَى الإسلامِ ومن تَوَفَّيتَه مِنَّا فتَوفَّهُ علَى الإيمانِ اللَّهمَّ لا تحرمنا أجرَه ولا تُضلَّنا بعدَه

 

 

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .