جريدة البديل السياسي :
صدى الواقع (509
كتب: ذ/ عبد المنعم شوقي
بالأمس أيها الأحبة، خلدنا الذكرى 24 لرحيل الملك الموحد والعاهل الباني جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه.. وهي مناسبة سنوية يستحضر فيها المغاربة بكل تقدير وإجلال المسار المتفرد لملك عظيم وهمام وزعيم مؤثر طبع ببصمته التحولات الكبرى التي عرفتها المملكة خلال النصف الثاني من القرن العشرين، كما أثر بشخصيته وحكمته وبعد نظره في الأحداث العالمية الكبرى التي ميزت عهده.. لقد كان الأمس إذن مناسبة للترحم على روح ملك متبصر استطاع قيادة المغرب نحو العصرنة مع المحافظة على هويته وإرثه وحضارته.
ويبقى من أبرز ما يزخر به السجل الحافل للعاهل الراحد هو عبقريته في الدعوة لتنظيم المسيرة الخضراء المظفرة، والتي سنحتفل بذكراها السابعة والأربعين غدا إن شاء الله.
لقد تمكنت هذه المسيرة أيها الأحبة من تحقيق أهدافها في زمن قياسي بفضل التعبئة العامة للشعب المغربي الذي استجاب بعفوية وإقبال مكثف لـ “نداء الملك الحسن”، مبرهنا للعالم أجمع على أنه جدير بملك فذ من طينة الحسن الثاني الذي جعل المملكة تحقق قفزة نوعية في درب الديمقراطية والتنمية الاقتصادية. هكذا إذن، تم وضع حد لنحو ثلاثة أرباع قرن من الاستعمار والاحتلال المرير لأقاليمنا الجنوبية، ومكنت المغرب من تحقيق واستكمال الجزء الأكبر من وحدته الترابية.
لقد انتقل مشعل العرش أيها الأحبة إلى صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله.. فسار الابن على درب الآباء والأجداد، وواصل على مسلسل الإصلاحات السياسية والقانونية والمؤسساتية متسلحا بالإرادة في التطوير حتى لا يخلف المغرب موعده مع التاريخ.
إن طموح جلالة الملك حفظه الله يقوم على تعزيز تنمية تستفيد من ثمارها جميع شرائح المجتمع.. تنمية متوازنة وعادلة وتساهم في إرساء مناخ للاستقرار والسلم، وتشجع على اندماج المواطنين في الحياة المهنية والاجتماعية.
هكذا نكون قد انتقلنا من مسيرة التحرير إلى مسيرة البناء.. وها هي أقاليمنا الصحراوية المسترجعة تعيش عهد الازدهار والمشاريع حتى أصبحت مقرا لقنصليات العديد من الدول الافريقية والعالمية. إنها نتيجة حتمية لتوجيهات ملكية تتسم بالعقلانية والتبصر وبعد النظر، وتؤسس لمغرب يعرف جيدا كيف يعامل الأصدقاء.. وكيف يواجه الخصوم.. وكيف يعمل على تقوية كل جبهاته الداخلية والخارجية.
لنا كل الحق أيها الأحبة في الافتخار بهذا البلد الذي ننتمي إليه.. وعلينا كل واجب العمل من أجل المساهمة في تنميته وتطويره.. إنها بلادنا، ونحن أبناؤها..
تعليقات الزوار ( 0 )