الرئيسية كتاب وآراء من أوراق مهملة فوق الرفوف…بقلم ذ.محمادي راسي

من أوراق مهملة فوق الرفوف…بقلم ذ.محمادي راسي

كتبه كتب في 4 أكتوبر 2022 - 8:28 م

بقلم ذ.محمادي راسي – جريدة البديل السياسي :

من أوراق مهملة فوق الرفوف

================

ألق دلوك في الدلاء ، فإن كل واحد يدلو، أو يدلي ، بدلوه

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

لم نكتف بالكتابة التي هي هوس وهويس ومخاض وألم وجرح ومعاناة ….، لأن المناظر المخزية هي التي دفعتنا وتدفعنا إلى الكتابة والقول والبوح والتعبير عما يجيش في جوانحنا وترائبنا وجواشننا .

ـــ لأننا تعبنا من شد الحيازيم ــ ووصف ما نشاهده من مفارقات وتناقضات وسلبيات ومحسوبية وزبونية ، وتعقيد الأمور وخلق العراقيل ـــ لحاجة في نفس يعقوب .

ــــ حينما يريد المواطن الحصول على الوثائق والمستندات وحقوقه ، وما نعاينه من تصرفات مشينة ، واختلالات واضحة كوضوح الشمس في كبد السماء ، وزلات بحجم جبالات في التسيير والتدبير، وفضاءات وشوارع مليئة بالأزبال والمناكر، وأملاك عمومية تغتصب بدون قانون وسند وبند ، والمساهمة في الترامي على أملاك الغير.

بجل ، لم نكتف بالكتابة ولم نقتصر عليها فقط ، بل ، خرجنا في 2011م إلى الشوارع احتجاجا على الأوضاع المزرية التي تعيش فيها المدينة ، وما زالت إلى يومنا هذا ، جراء عقليات متعفنة انتهازية استعمارية انطوائية منعزلة .

ترجعنا إلى العهد القديم ، لا تخدم إلا مصالحها ومشاريعها ، وتفعل ما تريد بدون حسيب ولا رقيب ، خرجنا بطريقة سلمية حضارية في احتجاجات سابقة قام بها المثقفون والغيورون على المدينة ، والبعض منهم رحلوا إلى دار البقاء رحمهم الله جميعا برحماته الواسعة ، واليوم سنخرج في حملات انتخابية بدون فوضى وهمجية ، لإيصال رسالة ذات مضامين مختلفة حول حاجيات المدينة ، وبث إشارات قوية كتنبيهات للاستيقاظ من النوم العميق ، بطريقة أدبية واضحة متواضعة ، لإنقاذ المدينة من التقهقر والتدهور والانهيار والاحتضار ، وما يعانيه المواطنون الشرفاء الكرماء، والفقراء الضعفاء الأبرياء من استفزاز واستبداد وابتزاز وذل وهوان، ولأجل الاحتكاك بشرائح مجتمع المدينة بالحوار عن طريق الأسئلة والاستفسارات ، لشرح ما غمض من الأمور، والاطلاع على حالة المدينة ووضعيتها وجغرافيتها وبنيتها وفضاءاتها ….

إن الانتخابات فرصة ثمينة ، فريدة من نوعها ،هي كاحتجاجات مباحة للبوح والتصريح والتعبير من أجل التغيير مدة الحملة الانتخابية في إطار قانوني أخلاقي سلمي حضاري ـــ أحيانا تكون عبارة عن أعراس ـــ للتواصل والاستماع إلى هموم الساكنة في الوهاد والنجاد ،وليس بالهذر والتهذار والضجيج والزهزقة والقهقهة والصراخ والدعوة إلى الولائم …، وما أحوجنا إلى الضبط والانضباط والاستقامة والنزاهة والرزانة ….وتجنب استعمال ما هو ممنوع ، ونحن نسير في مسيرات انتخابية اا .

لقد وصلنا فعلا إلى الهضاب والجبال ، ورأينا وشاهدنا مآل وأحوال ساكنة البادية التي تلقى صعوبات من حيث المواصلات ، فهناك طرق لزبة ، لا تصلح حتى للدواب ، فأين مصطلح فك العزلة ،؟ وانعدام الإنارة في بعض الأحياء ، وغياب الصرف الصحي ، والماء الشروب هذه الحاجيات أشرنا إليها ، ونشير إليها يوميا في مقالاتنا ــ نحن معشر الكتاب ـــ وأين مصطلح الاهتمام بالعالم القروي ؟

إن المدينة هي بنت البادية ، البادية هي الأصل ، هي الأم ، هي المزود الأول للمدينة من حيث المواد الغذائية ، هي أيضا مصدر اللغة القحة الخالصة ، سواء بالنسبة للأمازيغية أو للعربية ، والأدباء والشعراء يستشهدون بكلمات بدوية في أشعارهم كافتخار بها ، كما فعل بشار بن برد وغيره ، واليوم باديتنا تعيش في الحرمان .

فأين الاهتمام بالعالم القروي من جميع النواحي ؟، لأنها بعيدة عن المصالح الإدارية والمؤسسات العمومية والتربوية والصحية وغيرها من المؤسسات والخدمات ، وأين مصطلح تقريب الإدارة من المواطنين …؟؟، علينا الاهتمام بشبابها الطاهر البريء المتواضع ، وبمحاربة “القرقوبي “والشيشة والسموم الفتاكة ، ولا ننسى المحافظة على طبيعتها الجميلة ، وجوها النقي ، ومناظرها الخلابة ، وموقعها الساحر المشرف على البحيرة الصغيرة والبحر المتوسط ، أين التربية الجمالية لاستغلالها سياحيا من طرف أهلها ؟، لأنهم هم أولى وأدرى بشعابها ونواحيها للاستفادة منها ماديا .

ما زالت مدينتنا تفتقر إلى ما هو ضروري ، لأن الذين يسيرون شأنها، ويدبرون أمرها ، لا تهمهم الساكنة ولا البادية ولا المدينة ، كأن أمرها صار ضربة لازب ، فلا بد من التغيير ، تغيير طريقة التسيير والتدبير والتواصل مع المواطن ، ورفض ما يقترف من المناكر بجميع أنواعها وأشكالها وحجومها ، ولا أحد من المسؤولين يغيرها ، بل ، يغضون الطرف عنها …اا؟؟؟ لأنه :

أزيد من خمسين حجة ؛

شاركوا ويشاركون ،

نجحوا وينجحون ،

بعد الترحال والتردد ،

والتفاوض والتودد ،

والبيع والشراء….

وأين صوت المواطن ..؟؟

عقدوا ويعقدون ،

جلسات ودورات ،

مشاورات ولقاءات ،

يفكرون ويبرمجون،

يسطرون ويخططون ،

يقدمون ويحجمون ،

يؤخرون ويؤجلون ،

يراوغون ثم يهربون ،

كلام في كلام دون فحوى ،

وعد وعهد دون جدوى ،

يضربون أخماسا لأسداس ،

“جعجعة ولا أرى طحنا “،

مواعيد للتهدئة ،

مواعيد عرقوبية ،

اجتماع في اجتماع ،

فارغ من كل شيء ،

“أفرغ من فؤاد أم موسى “،

مليء بحرف السين وسوف ،

كما ألفوا يرددون ،

ودأبوا يفعلون ،

كلما دنت الانتخابات ،،

يستمرون على هذه الشاكلة ،

وعلى نهج وبرامج،

المدرسة الفاشلة ،

اليوم ؛

هي في طريق الانهيار ،

والتلاشي والاندثار،

ثم يتحولون إلى أشباح ،

كل ست سنوات ….،

وخلال أزيد من خمسة عقود …

وأين الحديث عما أنجز حاليا ؟ ،

وأين الشعارات المسطرة ،

في أوراقهم المنمقة المزوقة ،

التي يرمون بها ،

في شوارع الأحياء ،؟

كلها شعارات جوفاء ،

تدل على النفاق والرياء ،

وأين التقرب والتودد ،

والتواصل والتعارف ،

أثناء الحملات الانتخابية ،

إن كل واحد يدلو، أو يدلي ، بدلوه ،

أو يردد :

“ألق دلوك في الدلاء”…اااا.

أو كما نقول بالريفية :”إوندر أثرش وها “،

ولـــــكــــــــــــن ؛

شتان وأيهان وهيهان …

“حتى يولف بين الضب والنون “.

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .