الرئيسية ضيف البديل حلقات من “الضفة الكافرة” .. بقلم الأستاذ عبد القادر طلحة

حلقات من “الضفة الكافرة” .. بقلم الأستاذ عبد القادر طلحة

كتبه كتب في 3 سبتمبر 2022 - 1:56 م
بقلم الأستاذ عبد القادر طلحة  -جريدة البديل السياسي :
حلقات من “الضفة الكافرة”
علمت هنا بمدينة “ليل” ان المهاجرين يدفنون موتاهم في مقبرة “كافرة” وعلى اثر هذه المعلومة قررت ان اقوم بزيارة لمقبرة “ليل الجنوبية”
، وفعلا وثقت هذه الزيارة في شريط فيديو يقرب الصورة اكثر.
المقبرة عبارة عن فضاء طبيعي واسع منظم بشكل بديع عبر ممرات وطرقات مزفتة، اشجار باسقة تستظل بها القبور، ومساحات خضراء تسر الناظرين من الزوار. الى جانب المسيحيين تحتضن المقبرة قبورا لموتى من مختلف الديانات الاخرى وتحتضن موتى الحرب العالمية الثانية من الجنود الالمان والانجليز والفرنسيين.
هناك عمال نظافة على مدار اليوم يسهرون على نظافة المقبرة وخاصة ازالة اوراق الاشجار المتساقطة ويضعون حاويات للنفايات في كل زاوية من زوايا المقبرة، والحقيقة هنا لاوجود لنفايات.
العناية تشمل جميع القبور، فهم يعلمون ان الموتى لاتقوى على الحركة ولا تتكلم.
القبر “المؤمن” بجوار القبر”الكافر” يتعايشون هنا ونحن المؤمنون الاحياء نرفضهم ككائنات “كافرة” انها مفارقة عجيبة.
قربت المشهد عبر الصورة لدحض ما يقال بخصوص تخريب المسيحيين لقبورهم فقد عثرت على قبر في عمر قرن من الزمن.
القبور هنا عبارة عن تحف معمارية
يزينها رخام رفيع، قبور غير مهملة وفوقها توضع باقات من الورد يتم تغييرها بشكل دوري. بل هناك من يذكر الميت في قبره ببعض لحظات حياته بوضع تذكار ما فوق القبر.
العناية هنا تشمل جميع القبور، لاوجود للعنصرية ولا للتمييز على اساس الدين.
المقبرة ذكرتني باحوال مقابرنا واحوال قبور اهالينا فهناك مقابر طواها النسيان وقبور اندثرت جراء عدم العناية.
اليكم الصورة فهي تحدثكم ولنقارن
ولنتوقف عن مهاتراتنا التي تعبر عن تخلفنا، الارواح عند الله، والعناية عند البشر، والبشر هنا ليسوا سوى”كفارا” ولكن بحس انساني رفيعِ يفتقده “البشر المؤمن”

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .