حلقات من” الضفة الكافرة”…بقلم الاستاذ عبد القادر طلحة

الاستاذ عبد القادر طلحة – جريدة البديل السياسي :

حلقات من” الضفة الكافرة”

===++===============

في جولتي الثانية الى “الضفة الكافرة” وتقودني الى فرنسا ثم الى المانيا بعد. ذلك ،سأنقل اليكم مشاهداتي من هناك بعد ان نقلت اليكم بعضها من اسبانيا.

حطت بي الرحال في فرنسا بمدينة “ليل” وهي من حيث الاهمية تأتي بعد العاصمة باريس و” مرساي”

و”ليون”.

المعمار الفرنسي القديم متشابه وكذلك المعالم الحضارية الكبيرة :كتدرائيات،مسارح، ساحات عمومية ومحطات القطار كلها تكاد تكون ذات واجهات واحدة تعكس حضارة ومجد فرنسا.

هنا بمدينة “ليل” في ضيافة صهري

الاستاذ :الحاجبي فريد وهو أحد العقول المغربية المهاجرة، طبيب متخصص في تشخيص ومعالجة امراض الجهاز الهضمي وسرطانات الامعاء والكبد في المستشفي الجامعي بليل،في جولةاولى للجهة الجنوبية لمدينة ليل حيث توجد المدينة الطبية المعروفة على صعيد اروبا قدم لي بعض التفاصيل تخص “جغرافية او تضاريس المدينة” ووعدني بزيارة للمستشفى الجامعي وستكون هذه الزيارة موضوع الحلقة الثانية، وقبل ان نمتطي “ميترو الأنفاق” الذي يخترق مدينة ليل من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها نبهني الى ان هذا” المترو”بدون سائق يسير وفق برمجة دقيقة لامجال فيها للخطأ.

محطة ميترو الانفاق او قل “محطات” معالم معمارية من طراز فذ وعجيب، سبحان العقل الذي ابدع كل هذه الاشكال الهندسية من صعود ونزول بوسائل الية حتى تستقر بك المنافذ الى “باب الميترو”

لاحظت ان هناك جدار زجاجي يفصل بينك وبين مكان وقوف الميترو، وهو جدار يوفر الحماية للركاب من اي انزلاق في مكان سير الميترو.

بمجرد وصول الميترو وتوقفه عن الحركة يتحول الجدار الزجاجي الى ابواب تفتح اليا وتتناسب رياضيا وفزيائيا مع ابواب الميترو التي تفتح في نفس اللحظة. تذهب رجلاك مباشرة من باب الجدار الزجاجي الى داخل الميترو، هندسة تكاد تقول عنها انها من انجاز كائنات غيربشرية لايمكن ان تتوقع ولو فرصة لوقوع حادث مهما صغر حجمه، كل شئ بحساب انهم بشر يتقنون حساب الاه الكون وخالقه.

ميترو الانفاق بمدينة ليل دشن في عهد الرئيس الفرنسي الراحل “فرنسوا ميتران” ودشنه وزيره الاول انذاك السيد” بيير موروا” في 25 ابريل1983واعتبر انذاك اول ميترو بدون سائق في العالم.

انه ابداع صناعي فرنسي خاص ومن طرف مهندسين فرنسيين ينتسبون للمدرسة الهندسية الصناعية بليل نفسها. انه ابداع مدينة ليل ومساهمة منها في الرصيد الصناعي العالمي.

في اوقات الذروة ادارة الميترو توفر للمواطنين “ميترو” واحد كل دقيقة وفي الاوقات العادية “ميترو” واحد كل خمسة دقائق وعلى مدار 20 ساعة في اليوم ابتداء من الساعة الخامسة صباحا والى الواحدة بعد منتصف الليل. الاطفال الى حدود 18 سنة يتوفرون على بطائق تمنحهم حق الركوب مجانا. هنا لابد من اشكر السي محمد الحاجبي الذي زودني بهذه المعلومات القيمة فهو ايضا على المام ببعض الجوانب التي لااستطيع مشاهدتها مباشرة ولكن ينبهني الى بعضها.

اما بخصوص الوسائل الاخرى فان الشركات توفر لك خيارات اخرى للتنقل، فمثلا باشتراك؛ سنوي ب 40E اورو تضع احدى الشركات رهن اشارتك دراجة هوائية تستعملها في تنقلك داخل المدينة مع محطات ركن هذه الدرجات في كل انحاء المدينة اي ما يعادل 10 سانت او درهم في اليوم.

هناك طبعا حافلات النقل الحضري وهي صديقة للبئية تشتغل بمحركات كهربائية. لم ار محطات للطاكسيات تحتل الشوارع العمومية في منظر مقزز كما في الناظور وسائر المدن المغربية، لم اشاهد مثل هذه الفوضى التي تحدثها الطاكسيات في الناظور ولم اجد اي اثر لمثل هذه المحطات للنقل الطرقي التي تتحول الى مرتع للمتسكعين ومجمع للمنحرفين ليلا كمحطة الناظور.

كل شئ في نظام بديع وكل شيئ لمزيد من الرفاهية والاستمتاع بالحياة وكل شئ وضع بحساب وبمقدار وكأن الله ينبه امته المؤمنة بما تنجزه”امته الكافرة” لعلنا نستيقظ وندرك نعمة العقل التي منحها الله لنا وكيف فرطنا في عدم استعماله.

ياأمة ضحكت من جهلها الأمم ورحم الله المتنبي.