من أوراق مهملة فوق الرفوف …   البريد   أو البوسطة …بقلم ذ.محمادي راسي

بقلم ذ.محمادي راسي     -جريدة البديل السياسي :

من أوراق مهملة فوق الرفوف 

=================

          البريد   أو البوسطة

         &&&&&&&&&

تمهيد :

معظم الناس يقولون " البوسطة " بصيغة شعبية ،أما البريد فالكلمة من  "أبرد إليه البريد :أرسله ، البريد ج برد تعني الرسول / مسافة يقطعها الرسول 12ميلا تقريبا / ما تسميه العامة البوسطة /مصلحة عامة تقوم بتسلم وتسليم الرسائل والرزم . ومنها "إدارة البريد والبرق" / المكتب الذي يتسلم ويسلم الأشياء المرسلة /المكاتيب والرزم المرسلة (فارسية)منجد في اللغة والأعلام .

وفي اللغة الإسبانية ":كوريو" أتت من الإيطالية "كورييري "والفرنسية "كوريير"ثم أضاف الإسبان كلمة بوسطال أي ّكوريو بوسطال" إشارة إلى البوسطة الإيطالية التي هي أصل الكلمة . 

وقد تطور البريد بظهور الورق والمطبعة ،ومع بداية القرن العشرين بزغ  الهاتف /التلغراف اللاسلكي والمذياع والتلفزة ووسائل التكنولوجيا   والبريد الإلكتروني والهاتف النقال أو المحمول….

                 انتقل  البريد من مصلحة الدولة قديما إلى خدمة المواطنين حديثا ،وفيليديس الجندي الإغريقي حمل رسالة هامة في ذلك العهد من ميدان المعركة "مارطون"إلى مدينة آثينا ،ليعلن شفويا انتصار الجيش على الجيش الفارسي 490قبل الميلاد مشيا على الأقدام ، وقد مات من كثرة العياء بعد مشي  40 كلمترا  ، ولتذكيره ولشرفه ينظم سباق المارطون ، وفي الميثيلوجيا أن الإله هرمس هو صاحب الرسائل والمبشر واللغة والكتابة والتواصل والتفاهم ..والله أعلم …؟؟.

      البريد يعني الرسول الذي ينقل الأخبار والرسائل ،  وكان يتم مشيا أو عن طريق الدواب / الحمام الزاجل أو الزجال / الدراجات العادية والنارية / الحافلات /الطائرات ـــ وباختراع العجلة قديما ؛تطور الإنسان من حيث المواصلات ـــ وغيرها من المواصلات  والاتصالات الحديثة المستحدثة ؛كظهور البريد الإلكتروني ،واليوم يعتمد على الحواسب في جميع المعاملات  والخدمات الإدارية…… 

       البريد مؤسسة عمومية يقال لها وكالة بريدية أو غرفة البريد أو مكتب البريد ،أو إدارة البريد ،تقوم بتوزيع الطرود والرسائل العادية والمضمونة ،والبرقيات واستخلاص الشيكات البريدية والحوالات وغيرها من الخدمات …يلعب دورا هاما في مجال المواصلات والاتصال والتواصل كتابة وشفويا ، وإرسال المساعدات المادية إلى الأقارب البعيدين  كما أنه يتوفر على صندوق التوفير ،  ويقوم بخدمات مهمة تخدم المواطن بالدرجة الأولى ،وفي مجال المواصلات يحتفل كل سنة باليوم العالمي للواصلات السلكية واللاسلكية في 17ماي ، واليوم العالمي للبريد في تاسع أكتوبر من كل سنة . 

كان هذا تمهيدا بسيطا ،  فتاريخ البريد  عتيق وعميق  ، حكاياته عجيبة ،طرائفه غريبه ، في بني انصار عهدي بالبريد  ؛   كان عبارة عن مكتب صغير ،  داخل منزل بجوار مؤسسة الجمارك القديمة ، وقبالة مفوضية الشرطة  في الخمسينيات   ، وحول إلى مكان آخر بالقرب من مقهى غراندا حاليا وهو مكان خال من البناية ،إلى أن حول إلى حي قاليطا  ، وما زال مستمرا إلى يومنا هذا في نفس المكان ، وقد تطور شكلا ومضمونا  نسبيا ؛مع ظهور الحواسب والبريد الإلكتروني ،إلا أنه لابد من توسيعه لأنه يعرف اكتظاظا يوميا ،ويعاني من قلة الموارد البشرية لتقديم الخدمات في أقرب وقت ممكن ،لأن إرسال رسالة مضمونة على سبيل المثال لا الحصر ؛  قد يتطلب ساعة أو ساعتين لقلة الموظفين ،ويضاف إلى هذا أحيانا ؛انعدام التغطية فتكون الحواسب خارج التغطية ،لذا تتعطل الخدمات ،ويزداد الانتظار ،ويتفاقم الاكتظاظ .

       إن سكان بني انصار في تزايد مستمر ، فلابد من إنشاء وكالة بريدية أخرى لتقريب الإدارة من المواطنين ،  للقضاء على الازدحام  ، لأن أحيانا يحدث سوء التفاهم  بين   المواطنين   بسبب العامل النفسي الناتج عن كثرة الانتظار ،رغم توزيع الأرقام وتواجد ثلاثة مكاتب لتسهيل الخدمات .

إن بعض القاطنين  يقطعون أزيد من ستة كيلومترات ــ مشياـــ للوصول إلى البريد المتواجد بقاليطا ،قريبا من الحدود الوهمية ،   هذه المسافة ترهقهم وتسبب لهم الملل ،لذا لابد من  البحث عن مكان مناسب في وسط المدينة لإنشاء وكالة جديدة واسعة تتناسب والعصر ،والإدارة الرقمية ،وأن تكون مجهزة بأجهزة عصرية حديثة .

 على أهل الشأن المحلي أن يثبتوا لافتات  في أعلى الجدران ،تشير إلى أسماء الشوارع مع ضبط أرقام المنازل لتصل المراسلة إلى المعني بالأمر ،وقد كتب أحد  القاطنين سابقا أزيد من عشرين عاما عنوانا لتصل إليه الرسالة إلى مقهى الدار البيضاء ببني انصار ،ولما لم يضبط الشخص العنوان الكامل ،وصلت الرسالة  إلى مدينة الدار البيضاء وقد أرجعت ،  لعدم إلإشارة إلى المدينة  ، وأحيانا تحال على سلة المهملات  المراسلات غير المضبوطة لأن العنوان مجهول .

ولا بد من زيادة صناديق البريد لضبط المراسلات ، وليطمئن المواطن أكثر ،لأن بعض المواطنين يكتبون الاسم والحي أوالباشوية أو القيادة ،وقد لا تصله المراسلة إلا بعد فوات أيام وشهور ،وبعد بحث مرهق من طرف المقدم أو الشيخ .

إن البريد نظام وتنظيم ،علينا جميعا : أن نتسلح بثقافة النظام والتنظيم ، والسلوك المدني في أمورنا ومراسلاتنا ،واحترام الآخر والوقت ،لقضاء مآربنا دون شجار وسب ونزاع ، فكلنا سواسية حينما نكون في الإدارات العمومية والخصوصية والمتاجر ، وغيرها من المرافق ، وحتى في  الشوارع والأسواق ،فالتمدن  يكون بالقول الجميل والأخلاق .

هـــــــــــــــامش :

إن مدينتنا لا تتوفر على أرشيف لبعض المؤسسة من حيث تاريخ التأسيس ،  فهناك مؤسسات قديمة لا نعرف عنها أي شيء: كالبنك المغربي ،والقباضة (حولا إلى مدينة الناظور) ومفوضية الشرطة ،والبريد  والقيادة والجمارك وغيرها …حتى إن بعض القدماء المعاصرين لإنشاء بعض المؤسسات رحلوا إلى دار البقاء ،وعلاوة على هذا الإهمال والإغفال، وعدم التنظيم والتوثيق ، وعوامل أخرى كعدم البحث والتنقيب والتدوين …