الرئيسية على مدار الســـاعة تلميذ يقتل والده لهذا السبب

تلميذ يقتل والده لهذا السبب

كتبه كتب في 19 مايو 2019 - 4:31 ص

جريدة البديل السياسي.كوم / بتصرف /

هي جريمة بشعة بطلها تلميذ مجتهد حصل على النقطة الأولى السنة الماضية بمستوى الأولى بكالوريا على صعيد مديرية وزارة التربية الوطنية بقلعة السراغنة. حفظ التلميذ القرآن وهو صغير السن، بأمر من والده بمسجد بدوار “الفقرا” الواقع بجماعة سيد الحطاب بالإقليم.

كان الأب سلطويا وشحيحا، قضى سنوات بإيطاليا، وبعدها عاد إلى مسقط رأسه للاشتغال في الفلاحة، وذات مرة منع ابنه من السفر رفقة أصدقائه. هرع إلى البيت وجلب بندقية صيد ليطلق النار على الأب ويرديه قتيلا، ثم يضرم النار في الجثة ويقطعها ويدفنها سرا، ويختفي عن الأنظار.

كان يوم عيد الأضحى من السنة الماضية تاريخا فاصلا في حياة التلميذ المجتهد. خطط لجريمة شنعاء في حق والده، بدأت بإطلاق النار عليه من بندقية في ملكيته. تأكد المراهق أن والده لفظ أنفاسه الأخيرة بعد الطلق الناري، فأضرم النار في جسده، وقطع ما تبقى منها إلى أشلاء ووضعها بأكياس.

دفن والده سرا

حينما أنهى التلميذ جريمته الشنعاء في حق الأب، فكر مليا في التخلص من جثته، دون إثارة الانتباه، فدفنها سرا في حفرة جافة “خطارة” بجانب البيت، دون أن يعلم أفراد عائلته بالأمر سوى والدته التي كتمت سر الجريمة.
مضت على الدفن سبعة أشهر، حينما تقدم شقيقا الهالك نحو مقر الدرك الملكي بقلعة السراغنة وأشعروه أنهما يشكان في عدم صحة اختفاء شقيقهما العائد من إيطاليا.

مغادرة مسقط الرأس

اختفى الابن عن الأنظار بعد ارتكابه للجريمة الشنعاء وغادرها نحو المحمدية، دون أن يعلم أفراد أسرته بمكان سفره، باستثناء والدته. ترك الجاني الثانوية التأهيلية التي كان يحتل فيها الرتبة الأولى، واستغرب جيرانه ومعارفه وأصدقاؤه اختفاءه عن الأنظار وعدم حضوره للقسم برسم الموسم الدراسي الحالي، الذي كان سيحصل فيه على شهادة البكالوريا بميزة مشرفة.

ذات مرة ربط الجاني الاتصال بفتاة كان مولعا بها، وبات على تواصل دائم معها عبر الهاتف. وصلت المعلومة إلى الدرك القضائي فطلب من الفتاة مساعدتها في استدراج التلميذ إلى قلعة السراغنة. وفي العاشر مارس الماضي، أخبر المبحوث عنه الفتاة أنه يرغب في السفر إلى تركيا، قصد “الحريك” إلى إيطاليا، ويحتاج مبلغا من المال وألبسة قبل مغادرة مطار محمد الخامس.

أوهمت الفتاة القاتل أنها ستساعده في الوصول إلى مبتغاه، وذات مرة اقترحت عليه لقاءها بابن اجرير بعيدا عن مسقط رأسه، فنصب له الدرك الملكي كمينا انتهى بالفشل، حينما أوهم التلميذ الفتاة أنه قادم على متن القطار، لكنه لم يحضر معتقدا نصب الأمن كمين له، لكنه توجه إلى ابن اكرير في المرة الثانية حينما علم من صديقته، أن لا علم للأمن والدرك بمكان اختبائه.

استقل الجاني القطار القادم من المحمدية نحو مراكش، وأثناء توقفه بمحطة ابن كرير، نزل من القطار ليعانق صديقته، وكان الحزن ظاهرا على محياه، لكن الدرك القضائي كان في الموعد فصفده ونقله إلى مقره بقلعة السراغنة، فتأكد التلميذ المجتهد بأنه كان ضحية مقلب بمساعدة صديقته المولوع بها.

الضغط يولد الانفجار

كشف التلميذ المجتهد عن خفايا وأسباب الجريمة التي ارتكبها في حق والده. بدأ سرد تفاصيل الجريمة حينما منعه والده ليلة عيد الأضحى الفائت من السفر مع أصدقائه. كان الموقوف يعاني باستمرار ضغط والده عليه في حفظ القرآن بمسجد الدوار، كما رفض تهجيره إلى إيطاليا رغم إلحاح المراهق على رغبته في العيش بإيطاليا، ليصاب بمرض نفسي في نهاية المطاف.
لم يخف الجاني أن والده كان شحيحا ويرفض صرف المال على أفراد أسرته، إلا للضرورة، وكان اهتمام الهالك بالدرجة الأولى جمع المال وفرض سلطته على الأسرة الصغيرة. انهار الابن باكيا أمام محققي الدرك لما تذكر مشاهد العنف الذي كان يمارس الهالك على أمه المنقبة، التي صرحت بدورها أن الزوج الهالك كان يمنعها من الخروج من البيت.

اعترافات تلقائية

وصل الجاني إلى مقر التحقيق وبعد منحه قنينة ماء، واستفساره عن سبب اختفائه ما يزيد عن ثمانية أشهر، انهار باكيا وشرع في سرد تفاصيل يوم مؤلم لن ينساه في حياته، حينما منعه والده من مرافقة أصدقائه، فتوجه إلى غرفة الوالد وأحضر بندقيته وأطلق عليه رصاصة اخترقت رأسه، فأصيب الموقوف بحالة هيستيرية ليقوم بإضرام النار في جسد الأب، وبعدها قطع بقايا الجثة إلى أطراف، ودفنها سرا رفقة والدته بخطارة بمحيط معصرة للزيتون.
حينما انتهى التلميذ من تصريحاته هرع أفراد الدرك القضائي والترابي والعلمي والتقني مرفوقين بكلاب بوليسية مدربة إلى “الخطارة”، وأجروا المعاينات اللازمة على مكان الدفن، فعثروا على بقايا الجثة التي أحالوها على التشريح الطبي.

وبعدها انتقل المحققون إلى مرحلة ثانية لإعادة تمثيل الجريمة جسد فيها التلميذ طريقة إطلاق النار من بندقية الصيد على والده، ليرديه قتيلا ويضرم النار في جسده لطمس معالم الجريمة، ويقطع الجثة إلى أشلاء ويتوجه بها إلى “الخطارة” لدفنها.
تطابق تجسيد الجريمة مع اعترافات الجاني وأقوال الأم التي وجدت نفسها أمام تهم عدم التبليغ عن وقوع جناية، بعدما كانت على علم بتفاصيلها.

إحالة القاتل

أحال المركز القضائي للدرك الملكي القاتل على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستنئاف بمراكش، والذي عرضه على قاضي التحقيق لمواصلة استنطاقه تفصيليا، فاحتفظ به القاضي رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي بالمدينة الحمراء.
ويواجه الابن جرائم القتل العمد باستعمال السلاح الناري عبارة عن بندقية صيد، وإضرام النار في جثة والتنكيل ودفنها سرا، وعدم التبليغ عن وقوع جناية.

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .