الرئيسية كتاب وآراء تفاعل بين ناقد وشاعر: خالد بوزيان موساوي وحسان عزت

تفاعل بين ناقد وشاعر: خالد بوزيان موساوي وحسان عزت

كتبه كتب في 17 أبريل 2024 - 2:54 ص

جريدة البديل السياسي

تفاعل بين ناقد وشاعر: خالد بوزيان موساوي وحسان عزت

ترنيمة نقار الخشب: الملحمة والتراجيكوميدي بالعبث

بقلم : خالد بوزيان موساوي (المغرب)

كلما اعدتُ قراءةَ هذه القصيدةَتفاعل بين ناقد وشاع

كلما أعدت قراءة هذه القصيدة “الملحمةَ” التي ركعت لها البلاغة، أتذكّر صدى صوت “حسان عزت في أذني (يوم قرأها على مسامعي)… أشعرُ بقشعريرة تسري في كلّ ركنٍ من جسدي… يمتزجُ شعورُ الأملِ بالألمِ، و الفرحُ بالحزن و كأني داخلَ مشهدٍ “ميلودرامي” تختلطُ فيه التراجيديا بالكوميديا بالعبَث…

و كأنْي أقرأ لشاعرٍ حاملٍ لأوزار أكثرَ من عصرٍ، يجوبُ حرْفُهُ ذاكرةَ تاريخٍ محطّ سؤال، ليصلَ في ترحالِه إلى حاضرٍ ملغوم يناشدُ ما تبقّى من عذريّةِ الطبيعةِ جرعةَ حبّ وأملٍ وأمان… ترنيمةٌ تسافرُ بنا من “الأوديسا” زمناً لترسوّ بنا داخلَ مشهدٍ من مسرحِ “كوميديا ديل آرتي”، فينزلُ الستارُ سريعاً كما على إيقاع كونشيرتو “بريتيسيمو” كأنْه يحاكي صوتَ نقّار الخشب…

“الصبيّة” ما عادتْ “صبيةً” إلّا بخلودِ عشقِها… و لا لِ”الأرضِ” تُردّدُ نفسَ الأناشيدِ، إلّا ما غرّد نقّارُها… و لا رائحةُ الوطن استمرْت فوّاحةً زكيّةً إلْا بياسمينِها… و لا الشاعرُِ يراقصُ القصيدةَ كما في حركةِ “تانغو” إلْا بطلقِ محيّا ملهمَتِها…

“الأوزّ” العراقي هجرَ قصائدَ ابن رشيق… و “النورسُ” قضى في مشهدٍ من مسرحيّةِ تشيخوف… صمدَ “نقّارُ الخشبِ” في ترانيمِ حسان عزت حتّى تستمرْ الحياةُ أنشودةً أبديّةً كما ذاكرةٍ مشتركةٍ، كما أنشودة الخلق منذ بدء التكوين: منذ البدء كان الحب… و في ريف الشام لا يزال “نقار الخشب” يصدح… يغني لحنه حسان عزت في إيابه و ترحاله… أنشودة الحياة: “ترنيمة نقار الخشب”… و الطريق إلى دمشق غدا مجرد خطوة…

* حسان عزت: شاعر وإعلامي سوري قاطن بالامارات

عباءة أمير الشعر منك يوما ما أقترضها…خالد بوزيان*

كاتب وناقد مغربي تابع حركة الشعر والكتابة العربية بعد ثورات الربيع العربي مشرقا ومعربا

وانجز اكثر من ثلاثة كتب نقدية تحليلية كاشفة لمنجز الشعر والادب

في وقت غياب النقد وانحسار ساحاته.. ويحسب لهذازالناقد دأبه.. متابعته.. صبره وكشفه لتطور وابداع حركة الشعر العربي الذي لايتوقف

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .