الرئيسية كتاب وآراء قراءة في كتاب”تهافت التهافت” لابن رشد .. بقلم الأستاذ عبد القادر طلحة

قراءة في كتاب”تهافت التهافت” لابن رشد .. بقلم الأستاذ عبد القادر طلحة

كتبه كتب في 16 أبريل 2024 - 5:12 م

الاستاذ عبد القادر طلحة – جريدة البديل السياسي 

قراءة في كتاب”تهافت التهافت” لابن رشد

بين الامام الغزتلي وبين ابن رشد او بين كتاب “تهافت الفلاسفة” وكتاب”تهافت التهافت”

الحلقة الثالثة عشرة.

==============================وقفنا في الحلقة السابقة على خصائص الغزالي الفيلسوف الذي اكتشفه لنا الاديب الكبير عباس محمود العقاد في محاضرته الشهيرة حول الغزالي. فما هو الغزالي الذي يقدمه لتا صاحب تقديم كتاب” تهافت الفلاسفة “الاستاذ ابراهيم الصابر.

الكاتب سلفي المرجعية الفكرية، وبالتحديد يرتوي من مرجعية “ابن تيمية”. وفي هذا التقديم، وكما فعل الغزالي،يصنف كل الفلاسفة والعلماء الذين خاضوا في العقائد الدينية من زاوية الفلسفة، هم مذمومون “ومضلون”. يقول:”ولقد ذم السلف علم الفلسفة وأهله(يقصد الفلاسفة) فقال ابن تيمية رحمه الله” مازال علماء المسلمين وائمة الدين يذمونه، ويذمون اهله وينهون عنه وعن اهله”1

ويورد قول ابن الصلاح في ذم الفلسفة:” الفلسفة أس السفه والانخلال ومادة الحيرة والضلال”2. ويعبر ابن الصلاح عن عدائه المطلق للعقل وعن تطرفه المقيت فيقول:” وأما المنطق فهو مدخل الفلسفة، ومدخل الشر شر وليس الاشتغال بتعليمه وتعلمه مما اباحه الشارع، “3

تنسب هذه البدع الفلسفية” الى الفارابي وابن سينا وغيرهما وهذه” البدع الفلسفية” هي نتيجة مزج”مسائل الديانة بكلام اليونان” 4

الامام الغزالي في كتابه “تهافت الفلاسفة” جاء ليكشف هذه الاباطيل ويقف ضدها ولكن عند اصحاب مرجعية ابن تيمية سيتم ذلك بعقيدة أشعرية اي ان الغزالي يعظم امر الكلام، اي علم الكلام او علم اصول الدين ويجعل” مسائله قطعية”. وهو امر غير مرغوب فيه او مرحب به عند اصحاب ابن تيمية لان رايهم او طريقتهم هذه تجعلهم يوهنون امر الفقه الذي هو معرفة احكام الافعال فيضعوه في باب الظنين وليس العلم.

فابو خامد هو في نهاية المطاف أشعري المذهب “اخذ المذهب الاشعري عن شيخ المذهب في زمانه ابي المعالي الجويني ولكن زاد عليه بادخال الفلسفة فيه، ونقله من مواجهة المعتزلة الى مواحهة الفلاسفة ،ثم نقله وأدخله في التصوف” 5

وكان الغزالي قد صرح بنفسه في كتابه”قانون التاويل” :”انه مزجي البضاعة في الحديث، ولهذا دخل عليه ما دخل من الغلط عقديا ومنهجا”6.

ويكتشف لنا الاستاذ ابراهيم الصابر الامام الغزالي صاحب احياء علوم الدين بانه ليس له منهج محدد حيث كان ناقلا لطرق فرق كلامية مختلفة وهو في نهاية المطاف” نجده في مناظرته للفلاسفة يبطل طرحهم ولايثبت طريقة معينة كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله. “7

وفي النهاية” هذا بيان اصطراب منهج ابي حامد الغزالي في منهجه، وخلطه لمذهب الاشعري بكلام الفلاسفة وعبارات الصوفية مما يفضي الى لوازم خطيرة عند فلاسفة الصوفية، كما يؤول الى غاية التعطيل، ولا حول ولاقوة الا بالله”8.

الغزالي هنا متهم انه ملوث بلوثة الفلسفة وانه فتح لها بابا غظيما ولج منه البعض لانتاج ضلالاتهم وبدعهم.

استحسن عنده اصخاب هذه المرحعية نزاله مع الفلاسفة ولكن يؤاخذونه على اعتماد الفلسفة في هذا النزال” ومما يؤخذ عليه انه اول من أدخل منطق الفلاسفة في اصولى المسلمين

وخلطه بها ،فهو فتح بابا عظيما للفلسفة ولجت منه القوصية والباطنية الى الصوفية والاشعرية وكتابه الاحياء شاهد على ذلك”9 وهو مما بينه ابن تيمية في رده على ابي حامد الغزالي.

الى حلقة قادمة ولكن بعد أخذ قسط من الراحة خارج الوطن. .

المراجع:ِتهافت الفلاسفة من ص ص7 الى ص 10

 

 

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .