الرئيسية كتاب وآراء في المقهــــــى… بقلم الأستاذ محمادي راسي

في المقهــــــى… بقلم الأستاذ محمادي راسي

كتبه كتب في 11 أبريل 2024 - 1:49 ص

بقلم الاستاذ محمادي راسي – جريدة البديل السياسي 

 في المقهى/ ؛

××××××××

المقهى خرج عن دوره القديم المألوف التربوي والاجتماعي والأدبي والسياسي والنضالي والفكري والنقاشي والجدالي والترفيهي والترويحي .. مكان لقاء الأصدقاءقصد الحديث عن قضايا مختلفة اسرية اجتماعية فكرية ،….مكان للراحة والاستراحة والترويح عن النفس، ونسيان الرتوب …..بغض النظر عن مصدر إلهام للكتاب والشعراء …معظم الكتاب كتبوا بعضا من رواياتهم في المقهى ، ونجيب محفوظ جائزة نوبل كتب معظم رواياته في المقهى ….

المقهى اليوم عبارة عن سينما ومسرح للتسلية ،وملعب لكرة القدم للفرجة بتواجد جهاز التلفاز ، وهذا شيء جميل جدا للتخفيف عن النفس من الهموم اليومية ….ولكن اليوم معظم

المقاهي تتخذ شكلا حربائيا تمويهيا ؛ في النهار ؛ الوقار والتواضع والاحترام والتصنع ..في الليل ؛تتحول إلى ملاه للقمار وتناول الشيشة وما يشبهها …تكون مصدر ضجيج وسب وشجار ..وعبارة عن علب ليلية ومحطات ل…. ما نوع الزبون في الثانية صباحا وإلى الفجر ..؟؟؟ااا ،بمثل هذه السلوكات غاب المقهى الأدبي أو الصالون الأدبي ،كما غابت الأندية الثقافية ذات الأنشطة الترفيهية والتسلية المجدية للعقل والنفس عن طريق الموسيقى الهادئة، وممارسة الأنشطة المفيدة للذاكرة كالشطرنج وغيره لمقاومة مرض الزهايمر….. كل هذا لتجزية الوقت الثالث فيما ينفع العقل والنفس ،وفيما ينفع الجسم عن طريق ممارسة الأنشطة الرياضية بجميع أنواعها وعلى الأخص رياضة المشي …

اليوم؛ أصبحت بعض المقاهي تشبه فضاءات مقاهي أفلام الوسترن والكوبوي وتيكساس، وتسمى باسم “كانتينا ” …جامعة شاملة ….فيها أبطال يدعون الزعامة والعجرفة والسلوك العدواني والهجومي والصعلكة بسبب” القرقوبي” وغيره …. يقومون بأدوار تمثيلية :ك”غرينغو ” و”ليفن كليف و ” ليف مارلين ” و”زورو” ووو….اااا. أين الزمن الجميل ؟، أين وقار وهيبة المقهى ؟.إن ذهاب الأخلاق يؤدي إلى الانحلال الخلقي، وانهيار وذهاب المجتمعات كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي؛

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت//فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا.

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .