الرئيسية كتاب وآراء قراءة في كتاب:”تهافت التهافت” لابن رشد. الاستاذ عبد القادر طلحة

قراءة في كتاب:”تهافت التهافت” لابن رشد. الاستاذ عبد القادر طلحة

كتبه كتب في 6 أبريل 2024 - 5:49 ص

الأستاذ عبد القادر طلحة – جريدة البديل السياسي 

قراءة في كتاب:”تهافت التهافت” لابن رشد.

بين ابي حامد الغزالي وبين ابن رشد او بين كتاب :”تهافت الفلاسفة” و كتاب “تهافت التهافت”

الحلقة العاشرة:

==============================

نصل الى هذه الحلقة ونعتقد اننا وضعنا بعضا من الزاد المعرفي الذي سيسمح للقارئ من الاقتراب من المتنيين الفلسفين الاهميين في تاريخ الفلسفة العربية الاسلامية ونمضي في هذا السبيل حتى نصل الى اعتاب الكتابين. وفي هذا الصدد لابد من حديث مقتضب او مختصر حول كتاب بالغ الاهمية لابن رشد وأقصد كتاب “مناهج الادلة”.

عنوان الكتاب هو كالتالي:”مناهج الأدلة في عقائد الملة وتعريف ما وقع فيها بحسب التأويل من الشبهة المزيفة والبدع المضلة”.

ولاشك ان القارئ سيقرأ الغاية من تأليف الكتاب من عنوانه. وهي القضاء على الفوضى الفكرية السائدة في مجال العقائد بسبب تاويلات طوائف المتكلمين المختلفة. وقف ابن رشد عند اربعة منها وهي :

1_الحشوية.

2_المعتزلة.

3_الاشاعرة.

4_المتصوفة.

ميدان المطارحة الفكرية في الكتاب هو علم الكلام او علم أصول الدين ويأخذ، ابن رشد على عاتقه نقد مناهج هذه الطوائف في الوصول الى الحقيقة.

ماهي مقدمات ابن رشد في هذا النقد؟ وماهي نتائج هذه المقدمات.؟

قلنا ان ابن رشد يرى ان الحقيقة واحدة لاتعدد فيها. ويرى ان الشريعة قسمان :

أ=ظاهر وهو حكم او فرض الجمهور او العامة.

ب=مؤول وهو حكم او فرض العلماء.

ان العامة لاشأن لها بالتأويل والتاويل المبني على غير اسسه يخطئ في الوصول الى الحقيقة الشرعية وبقدر تعدد الطوائف التي تستعمل التاويل على غير اسسه الصحيحة، فاننا نصبح امام عدة شرائع او عدة حفائق شرعية، والحال ان الحقيقة الشرعية واحدة لاتعدد فيها، بل ان الحقيقة واحد ة لاتعدد فيها… ويعلق ابن رشد فقط من خلال مبحث الصفات بين المتكلمين وتاويلاتهم المعقدة والمختلفة والمتضاربة فيقول لهم “انكم ضيعتم ربكم” ِاي ضيعوا الحق الواحد بنأويلاتهم المغرضة.وذلك بدءا من الخوارج وصولا الى الغزالي.

لنعد الى مأخذ، ابن رشد على هذه الطوائف وباختصار شديد حتى نصل الى الموضوع الاهم في هذه الحلقات، واقصد النزال الفلسفي الذي حصل بين ابي حامد الغزالي وابن رشد في كتابيهما المشهورين.

1_الحشوية :وهم نصيون او حرفيون ،وحتى في هذه الصورة هناك من السلف من يبدعهم. فداخل الحقل الديني الواحد نجد تخفظا على اجتهاد الحشوية رغم التزامها التام بالنص الشرعي حرفيا، اما ابن رشد فيرى انه يلزم عن قولهم ان العقل عاجز عن معرفة الله الوقوع في الضلال لانها فرقة مقصرة عن مقصود الشرع. لان الله حث على التفكير واوجب التدبر العقلي في المصنوعات من حيث دلالتها على وجود صانعها وهو الله.

2=الاشعرية :يرى ان اساليبهم في الاستدلال على وحود الله ليست برهانية. مقدماتهم خطابية وانشائية ثم انها ايضا ليست طرقا شرعية.

3_النعتزلة :لاينكر عليهم ما قرروه بشأن العقل واوليته في تحصيل المعرفة، ولكن انتقدهم لكون طرقهم من جنس طرق الاشعرية فيها تاويلات كثيرة.

4_المتصوفة :لاياخذهم على المنحى السلوكي الاخلاقي الرباتي في طريقتهم ولكن على طريقتهم في النظر التي يتحاهلون فيها العقل كلية ويتبنون المعرفة القلبية.

بخلاف هؤلاء جميعا نجد البرهانيون اي الفلاسفة “بطبعهم وبالحكمة االتي اخذوا انفسهم بها”1 يستطيعون انتاج معرفة يقينية.

لكل من هذه الطوائف تعليم خاص لان الناس مختلفون في العقول والفطر ووجب ان نخاطب كل واحد بطريقته. فهناك الخطابيون وهم العامة او هم الجمهور الذي يصدق بالادلة الخطابية. ١وهناك اهل الحدل وهؤلاء ليسوا سوى المتكلمون وطريق التصديق عندهم هو الجدل ثم البرهانيون الذين لايجب عليهم ان يصرحوا للعامة بالقضايا التي يقررونها بالبرهان وهذا هو الخطأ القاتل الذي سقط فيه الغزالي والطوائف الكلامية.

كيف بدأ الغزالي نزاله مع الفلاسفة؟ او موضوع كتاب :تهافت الفلاسفة.

المراجع:

١بين الدين والفلسفة ص145

الى الحلقة 11 بحول الله.

ملحوظة :تحذف الحلقة بعد 48 ساعة من نشرها.

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .