جريدة البديل السياسي
تاملات في الكون”
بقلم محمد الكبداني المغرب
استيقظت على مسمع الحان العصافير في هذا الصباح الجميل, الشمس مشرقة تطل من السماء على البشر لإضاءة ومكانية الحدث لترى الكائنات الطبيعية من بشر وشجر وورد وزهر وغيرها من الكائنات الاخرى ,كيف استيقظت بعد استراحة في الظلام؟…
انارة طلعت مع طلوع الشمس لتزودنا بطاقة ايجابية لخلق يوم جميل من شروقه الى غروبه .
وكان الشروق والغروب هو محور الوجود ,فيها نظهر كبشر الى جانب الكائنات الاخرى الموجودة بيننا ,نستيقظ لتستيقظ مشاعرنا نحو مشاعر الاخرين ,نستشرق مع الشمس اشراقتها ليوم بأكمله, نترقى في سلوكاتنا ومعاملاتنا قبل غروب الشمس في الواقع المعاش في ود ووئام .
اصبحنا نحن البشر ما احوجنا الى بعضنا البعض ,لأنه اصبح الكون اصغر مما كنا نتصور حتى اصبحت الاقمار الاصطناعية وغيرها من التطور التكنلوجي الهائل الذي اصبح البشر يعيش حالة من الفوضى الداخلية للضغوطات النفسية التي يتعرض لها ,لأنه كائن اجتماعي بطبعه لا يمكن ان يعيش بمعزل عن الاخرين…
تشرق الشمس لنرى الكون على حقيقته ,وعلى شكله, ولنتعرف من جديد على بعضنا البعض كأننا كنا في سبات فكري اخلاقي في الظلام, لنجدد عهد الانتماء لهذا الكون في تحد مستمر, وما نحمله من تطلعات ومن طاقات ايجابية ولكي نحس بهذا الانتماء الى الكون نعبر عنه في تجلياتنا ومعاملاتنا وسلوكياتنا ,بغض النظر الى الاختلاف الحضاري والديني والفكري والثقافي لثقافة كونية نؤمن بها ولجغرافية تم اقتسامها وتداولها ورسم حدودها من طرف الامم والشعوب الا ان ثقافة الرحيل عبر الزمن لمراكب من القلوب عبر الاثير ترحل عبر دبابات تحرك مشاعر الانسانية وتتخطى الحدود المرسومة ,لتكتشف ان الكون يتجه الى العيش المشترك لثقافة الانتماء الى الكون .
لم تعد تلك المفاهيم الكلاسيكية سارية المفعول ,فالفرد عبر بيئته الفيسبوكية يخترق الاجواء ويسافر عبر الاثير ليصنع له حدثا مع اقرانه في كل بقاع العالم .ان الفردانية اصبحت قائمة وكأننا نسترجع مقولة افلاطون لمفهوم الدولة” الذي قال ” ان الدولة ماهي الا الفرد مكتوبة باحرف كبيرة “اذن جوهر الوجود من وجهة نظري هو الفرد ,ما هو الفرد؟ ان الدولة في اخر المطاف كما قال ارسطو ما هي الا الفرد مكتوب باحرف كبيرة, كيف يمكن للفرد ان يصبح في مفهوم الدولة قويا؟وهو الضعيف في الكون مقارنة مع الكائنات الاخرى المرئية وغير المرئية ؟؟…
في تمسمان2024/03/24
تعليقات الزوار ( 0 )