دعاء سنبل تكتب.. ناكر الجميل فاسد القلب عديم الأصل

دعاء سنبل-  جريدة البديل السياسي 

عندما نواجه نكران الجميل من الآخرين، وخاصة إذا كان هذا الشخص من أقرب المقربين لنا نتسأل في دهشة لماذا فعل بي هذا؟ وهل انا من قدمت الخير لمن لايستحق؟! تساؤلات كثيرة تخطر ببالنا ولا نجد لها إجابة.

نكران الجميل لا يقتصر على المقربين فقط، لكنه نجده فى كل من وقت لآخر من زميل عمل او من جار، أو من شخص كان له مصلحة فتصنع الود فقط لكي ينال مطلبه وبعد انقضاء مصلحته تحول لشخص اخر وانكر المعروف.

من اصعب واقسى ناكرين الجميل عندما ينكر الابناء فضل الآباء وخاصة الام، لاننا نعلم جيدا في مجتمعنا كيف تضحي الام من اجل ابنائها، وتعطيهم الحب والرعاية وتفضلهم على نفسها فى كل شئ واحيانا ما يكون المقابل الجحود ونكران فضلها عليهم وإهمالها عندما تصبح كبيرة في العمر وتحتاج إليهم لا تجدهم حولها ما اقسى ذلك الشعور.

وبالطبع نرى في السنوات الأخيرة ازدياد معدل الطلاق والجرائم والخيانة بين المتزوجين، ونرى زوجات تفنى عمرها وتضحي مع زوجها سنوات وتسانده لكي تعلو من شأنه لكي تأمن مستقبل أبنائها، وعندما يمتلك الزوج المال أو المنصب ينسى الفضل بينهم، ويعاملها على أنها مجرد ام لأبنائه ويبحث عن امرأة أخرى لكي ينفق عليها ما وفرته معه تلك المسكينة لسنوات وينكر الجميل، وعلى الصعيد الآخر هناك أزواج هم من يبذلوا اقصى جهدهم لتوفير حياة كريمة لأسرهم، وعندما يضيق به الحال أو يتعرض لوعكة صحية تتركه الزوجة ولا تتحمله وتنسى فضله وكل شيء قدمه لها من قبل، بالفعل شعور مخذل عندما يصدر من أكثر أنسان ائتمنته على نفسك ومالك وابنائك، ونسوا قول الله تعالى” وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”

نجد دائما الشخص ناكر الجميل شخص أناني يسعى فقط لتحقيق رغباته دون مقابل، و دون شكر لمن قدم له المساعدة، ودائما نجده لا يحترم الآخرين، فهو شخص غير متصالح مع ذاته، وبالطبع مثل هذا الشخص معظم الوقت لا نجد له أصدقاء ويخسر جميع من حوله، لأنه غير وفي لمن بحسن إليه ولا يعرف في حياته معنى صفة العطاء فهو شخص دائما يسعى لتحقيق أهدافه هو فقط على حساب الآخرين.

امر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته بـ الاعتراف بالجميل وعدم نكرانه، في الحديث الشريف عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أُعطيَ عطاءً فوجد فليجْز به، ومن لم يجد فليثن فإن مَن أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر، ومن تحلَّى بما لم يُعْطَهْ كان كلابس ثوبَي زور”

وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر: “من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، التحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة، والفرقة عذاب”.

من صفات ناكر الجميل خسة وحقارة النفس ، لذلك يجب علينا الاعتراف بالجميل فـ النفس الطيبة فقط هى من تعترف بالجميل، ولا تعرف الجحود ولا النكران، بل إنها دائما نقية و وفية معترفة لصاحب الفضل بفضله عليها.