الرئيسية ضيف البديل بني انصار..من وحي الرحلة /3/…بقلم الاستاذ محمادي راسي

بني انصار..من وحي الرحلة /3/…بقلم الاستاذ محمادي راسي

كتبه كتب في 12 مارس 2024 - 5:35 م

بقلم الاستاذ محمادي راسي – جريدة البديل السياسي 

بني انصار /،

من وحي الرحلة /3/

هذه الرحلة كانت بعد العشاء ، صحبة الأستاذ الطاهر الحموتي ، انطلاقتها كانت من شارع الحسن الثاني عبر الحديقة الحزينة المريضة ؛تئن من كثرة المناكر التي تقترف في عقرها وعلى جنباتها ،يدنسون تربتها ،يقتلون أشجارها ويبغبغون عشبها، مشردون منتشرون في الشارع والحديقة والأرصفة والطريق المؤدي إلى الميناء ، الجزء التابع للحديقة والقريب من محطة القطار ،والمجاور للباشوية يحتاج إلى الإنارة ، كما أن الفسقيّتين معطلتين معطبتين لا يتدفق منهما الماء ، وكذلك الفسقيّة المتواجدة في ملتقى الطرق بجوار الجمارك معطلة أيضا ، والكلاب الضالة منتشرة في جميع الأرجاء، تتهارش وتتعاظل وتنبح وتعض ، تخيف المارة الخارجين من العمل والداخلين إليه ، والمتفسحين والقائمين برياضة المشي ، سرنا وجدار الميناء ورائحة البحر تنشطنا وتحثنا على المشي ، إلى أن وصلنا إلى الرصيف الجديد المجاور للبحر الأبيض ، واستمررنا في السير وضوء القمر يساعدنا على الخطو ، لأن الرصيف الجديد لم يزود بعد بالإنارة ، إنه منظر شاعري بديع قشيب ،يتجدد وفق الفصول السنوية من حركة وهدوء وهيجان ومد وجزر ، هدوء تام تكسره سيمفونيات الأمواج ، وتابعنا السير والرصيف الثاني الجديد المجاور للبحيرة الصغيرة ، وكان المنظر رائعا ليلا ، أضواء “تلاوين “وبني انصار انعكست على مياه البحيرة ، فشكلت لوحة فنية عجيبة ، كأن نجوما ركبت فيها ، الليل يمحو عمران ومعالم بني انصار ، لاتبدو إلا المصابيح الكهربائية التي تجعل المدينة جميلة ، والنهار يفضح كل ماهو مشين وأنت تمر بشوارع وأحياء المدينة . ولما وصلنا إلى المدرسة البحرية بدأنا نشم رائحة تزكم الأنوف ، وتشمئز منها النفوس ،بسبب المياه العادمة التي تصب في البحيرة الصغيرة ….

وختاما بالرصيفين الجديدين المجاورين ؛ للبحيرة الصغيرة والبحر الأبيض المتوسط ، ستزداد ثقافة رياضة المشي لحرق السكريات والدهنيات ، وتنشيط القلب وتقوية العضلات ،وذلك ما سيقبل عليه الشباب أفضل من الإقبال على القرقوبي وغيره من السموم ، في وقت الفراغ ، وستسعد الأسر ــ الكبار الرجال والنساء والصغار ـــ بالتنزه والتفسح والترويح عن النفس ،وفي نفس الوقت تقوم برياضة المشي المفيدة للجسم والعقل والنفس .، للقضاء على الرتوب والقلق والقنط والملل والحزن والهم والغم والكمد …،ولأجل بعث الحيوية وتجديد النشاط ، واستئناف العمل اليومي خارج المنزل ،والعمل المنزلي بنشاط وحماس وجدية ، لا بد من استغلال الوقت الثالث استغلالا حسنا لخلق التوازن / العمل ،النوم ،الراحة / وللقضاء على الأمراض النفسية الناجمة عن اليأس والحزن والانزواء والانطواء ، ففي التنزه والسفر فوائد جمة ، وتحضرني أبيات للإمام الشافعي :

1) تغرب عن الأوطان في طلب العلا // وسافر ففي الأسفار

خمس فوائد ــــــــ

2) تفريج هم واكتساب معيشة ///// وعلم وآداب وصحبة ماجد ــ ـــــــ

3) فإن قيل في الأسفار ذل وغربة //// وقطع فياف وارتكاب الشدائد ـــــــ

4) فموت الفتى خير له من حياته ////// بدار هوان بين واش وحاسد

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .