خربشات موظف جماعي…بقلم محمد الكبداني المغرب

جريدة البديل السياسي 

خربشات موظف جماعي

بقلم محمد الكبداني المغرب

يحلوا لي من حين لاخر كموظف جماعي في قسم الجماعات الترابية’ بين اعال جبال الريف ببلدي المغرب الحبيب’ ان اركب في حافلة جوهرة الريف تسميتها’ لشعور جميل ينتابني ونحن في الصباح الباكر ننتظرها بفارغ الصبر .

فقد كانت الحافلة التي تقلنا الى مدينة الناظور لسنوات واعوام نحن واسرتنا الصغيرة ’التي كانت مستقرة معنا ذات زمان انتظرتها بفارغ الصبرلاخذ لي مكانا قرب النافذة’ لافتح ستارتها ويرحل بي دنكشوطية يراعي لارحل معه مرورا بمجموعة من المسالك الجبلية الوعرة ’فلا مفر ولا منقذ غير طلب النجاة ’ ان اخطات الاتجاه’سائقها يتقن فن السياقة بمهارة ولم اعرف طيلة حياتي اطيب خلق الله في فن التواصل مع المسافرين فهو مهذب ومؤدب كثيرا لدماثة اخلاقه التابعة لشركة عاشور بتمسمان’ لنقل المسافرين.

لست هنا بجوهرة الريف بل هي تسمية الحافلة التي نالت تسميتها اعجابي كثيرا كاديب ’ فقد كانت الحافلة تمر بنا على كل دواوير الجماعة القروية لتمسمان ’ كل من يركب معي من نساء ورجال بين اعال جبال الريف ينتظرون قدوم الحافلة لاحاديث صباحية شيقة وانت تطل عبر جبل القرن .

حيث تطل على مراعي وسهول بني مرين بتفرسيت ذات زمان التي انطلقوا بها عبر واد النكور بهزيمة الموحدين ’بنو مرين الذين انطلقوا من واحات فكيك ونهر ملوية التي كانوا يعيشون بين احضانها كرعاة اغنام وابل وكقبيلة لها شانها يعلوا على ضفاف نهر ملوية ’زحفا الى مدينة فاس واتخاذها عاصمة لهم .

ثم من بعدها الاندلس بعد استرجاع غرناطة من يد القشتاليين في معركة حاسمة انتهت لصالحهم بعد اخر استنجاد من بعض امراء امارات بنو الاحمر بالاندلس ’لحضارة عريقة ازدهرت فيها العلوم وتاسيس الخزانات والمكتبات وتشجيع العلماء والادباء والشعراء وتشجيع صناعة الخزف والزليج وغيرها من المهن الحرفية ’التي اشتهرت بها يقال ان احد ملوكها قد تزوج من تفرسيت فانجبت له غلاما’ ويسافر بي يراعي لاتذكر حقبة المرينيين المزدهرة بكبار الشعراء والادباء والمؤرخين الذين كانوا يقصدونها من كل الاقطار.

فحتى ابن خلدون قيل انه كتب مقدمته المشهورة في عهدهم تحت عنوان المبتدا والخبر قبل وفاته بمصر مرورا بدمشق.

حيث عمل فيها قاضيا ابان تيرلنك عليها ’’هذا العالم الذي اسس علم الاجتماع وعلم الاقتصاد قبل اوجيست كونت ’فحديثه عن العلاقة بين الصيرورة التاريخية لتطور الشعوب و الامم في الدول والامصار وحديثه عن نشاة الدولةالتي شبهها بمراحل كعمر الانسان فقسمها الى مرحلة الطفولة والشباب والشيخوخة كما قرانها ونحن بين احضان الجامعة في مادة تاريخ المؤسسات والوقائع الاجتماعية’وما مدى الصراع الدائر انذاك لمفهوم القبلية ومفهوم العصبية وعلاقة العرب والعجم والبربرفيما بينهم .

هذا المبدع الذي تحدث عن دور العمران وما له من تاثير في عالم الازدهار’ وغيرها من المؤلفات التي كتبها فاول عالم دون سيرته الشخصية فكتبها في كتاب ما يسمى الان بالسيرة الذاتية’ وترجمت اعماله الى لغات عديدة ’وهناك ايضا لسان الدين ابن الخطيب شاعر غرناطة التي كتبت بعض ابياته بلون الذهب على حائط قصر غرناطة كما يحكى.

ثم ابن بطوطة الرحالة التي كتبت في عصر المرينيين كتابه ’’تحفة النظار في غرائب الامصار والعجائب’’ التي ترجمت تقريبا لى كل اللغات بما فيها الالمانية لقبته جامعة كامبريدج بانجلترا بامير رحالة المسلمين بكثرة ما نقله في ادب الرحلة من سفرياته الكثيرة’ وما يعاب عليه انه كان كثير الزيجات لست هنا معاتبا بقدر ما نحن هنا للاعجاب ويرحل بنا يراعنا لنتذكر تلك الذكريات ونحن نؤرخ ليومياتنا التي هي اشبه بيوميات’’ نائب في الارياف’’ للكاتب المصري توفيق الحكيم التي كانت تدرس لنا في مرحلة الاعدادي …

ونزلت اخيرا من الحافلة متجها الى مدينة زايوا عبر سلوان وما اكثر السلوان كعنوان في حياتي في بعض المرات ’حينما تكون مزاجيتي الادبية معكرة .

فاحاول جاهدا عبر الكتابة ان نخربش لنا بعض الخربشات لنتذكر بعض المحاضرات وبعض التواريخ لامبراطوريات حكمت بالعلم والمنطق والفكر اكثر مما حكمت بجيوشها العسكرية في فترة حكم المرينيين .

كما هو ايضا في فترة حكم الموحدين قبل المرينيين التي استقبلت فيها مجموعة من العلماء والفلاسفة والشعراء امثال ابن رشد الذي عاش بمراكش فترة طويلة القادم من الاندلس واشبيلية وقرطبة ’’ثم صاحب كتاب ’’طوق الحمامة’’ لابن طفيل وغيرهم كثيرين ..تتمة