الرئيسية كتاب وآراء لن نرحل من غزة بعد الان…عبد اللطيف برادة

لن نرحل من غزة بعد الان…عبد اللطيف برادة

كتبه كتب في 12 نوفمبر 2023 - 2:34 م

عبد اللطيف برادة- جريدة البديل السياسي 

لن نرحل من غزة بعد الان

 

 

بعض الأحيان تأتي الكلمات فتطرق الباب

و من دون استادان   

تعصف بعقلي

تتناثر الاحرف كأوراق الشجر

 تتدحرج كوريات جمر على لساني

لي جذور تغوص في العمق تربطني بالأرض المقدسة

احب هده  الارض لأنني احن الى تلك الشمس القارصة  

احن الى الموج  والى ترانيم صيادي السمك

فأمد يدي اشاطرهم عند رميهم بشباكهم في لج البحر

احن الى صياح الاطفال وهم يلعبون بعيدا عن رصاص الحرب

احن الى سويعات سعادة قضيتها مع امي

اراها وهي تمدني بقدح بن بمذاق الهيل  وقرنفل

لي عطش للحب ولأشياء اخرى لا تذكر

وعطشي لا يروى إلا بماء زلال لجداول حقل الكرم

فإلى تلك الارض وذلك الشعب انتمي

لأنني من نفس القبيلة ولأنني انسان محب للسلام

انا اقول ولدت فلسطيني الهوى

الكوفية تغويني وأناشيد الوطن  

انا فلسطيني  الهوى لأنني عانيت من القهر

فلسطيني لأنني اشعر بمعنى الثورة والغضب

لقد انتزع مني الحلم مند الصغر

والقي بي في اليم مثل موسى

وصلبت على جدع شجرة زيتون مثل عيسى

ومن تحت رجلي توارى تراب الارض ليضل الصخر في صحراء قلبي الممتدة الى مخمصة القدم

انا ابن فلسطين والحجر وحده يلامس راسي عند احساسي بالضجر

لم يعد للطين لون مند ان جاء هؤلاء الاوغاد يحطمون الصخر يقلعون الشجر

اراهم  اشد فتكا من التثار

وكأنهم سرب من طير ابابيل يلقون بالجمر يفتتون الحجر  

لا رحمة لهم لطفل رضيع لام تكلى لساجد في مسجد

 لا وقار لكاهن يبتهل في صومعة لخالق يمهل ولا يهمل

انا لم يعد يطيب لي العيش هنا

 اتي جان جس خان يمتطي فرسه

يزرع الرعب اينما حل وارتحل

يحطم الجدار يكسر جدع الشجر

فلا حلم له سوى النار والثأر وكره البشر

لا حضارة بعده

 لا زرع حقول ولا حلم جميل ولا افق يزرع البشرى   

اينما حل رحل الناس الى غير وجهة وبلا امل

لم تعد تطيب الحياة لي هنا مند جاء التثار يحطمون الحضارة بمعاولهم

لكن كيف لي ان ارحل عن ارضي

كيف لي وقومي علموني ان الارض لا تعوض ولو بجبال من ذهب

الوطن لا يعوض ولو بأرض عدن

لاشيء يعوض الوطن

ولا حتى حقول من زهر الياقوت وزمرد

كيف لي ان ارحل

 عنادي يملي علي ان اظل راسخا في ارضي  كنخلة لا تقتلع جذورها بمعول

جردوني من حلمي

نفوني وانأ في وطني هؤلاء

كرهوني لان ليس في قلبهم حب الوطن

كيف لي ان ارحل وليس لي ملاذ إلا هده الارض وهدا الوطن

 نعم لقد ارادوا مني ان ارحل عن ارض اجدادي

انا لن ارحل

  سأضل هنا كما ابا الهول شاهدا على جرم العصر

سأعاند كما الجبل الطود

سأصمد في وجه كل الزوابع ولن ارحل

لا احمل الان في قلبي سوى الغضب و حكمة الاجداد علمتني ان اصطبر وأعاند

ولي ذكريات تبعث جراح ماضي لا يطاق

 كلها الأفكار السوداوية تتبلور في وقت لاحق

تتلاعب بقلبي تطرز بعقلي خيوط بيوت العناكب

كان للفرح بالأمس موعد لي مع الفرح واليوم المشهد قاتم

نجوم الليل تنطفئ كل مساء

وسمائي لا تضاء إلا بقنابل فسفور قاتل

وفي النهار يرتفع الغبار عاليا في السماء

وعند كل انفجار

تتحطم الجدران وينتشر كما الهشيم دخان ونار

فلا اسمع سوى صراخ الاطفال  

ولا أشعر بشيء ومن حولي يعم الضجر

ارى فقط هذه اليد التي تمتد من تحت الانقاض

واسمع انين ينادي

يمد يده لينهض من ركام

يطالبني بان امد له يد العون

ظلت اليد ممتدة  وباقي الجسد راكعا في سجدة الوداع

كل كلمة نطق بها الامس في صلاته كانت رحيل

واليوم يغمر التراب وجهه

الامس كان يقول لا قمر يضيء البيت الخالي يا اماه

ولا كهرباء يضيء يطرد من حولي عتمة الظلام

وفي صمت قاتل يزرع الخوف في زوايا البيت صدى القنابل  

دقائق قبل من ان يتغير المشهد

 كانت الام تسال الابن في هدوء

هل أكلت خبزك الامس ؟

 هل نمت بسلام؟

فيرد عليها بشفاه ترتجف من هول ما رأى  الامس

قد نمت يا اماه بعد تلاوتي آية الكرسي وختمت بي “آمين”

 فسافرت على أجنحة البراق الى عالم الغيب

 وألان نهضت من سباتي العقيم ولدي حلم يا أماه وكيس من نجوم

قلي لي ابني فالى أي مكان رحلت ومن لاقيت

فلما انت غير قادر على التحدث ؟

لا لا شيء يا اماه فلي وصية وإسرار اكتم الكثير

واكشف البعض منها

انصت الى ما سأقول

 لاقيت هناك انوارا وصوت حنين يبشرني بغد جميل

ان الحرب هذه قد تختم بانتصار

والعبرة في الحياة حسن الخاتمة

ليس الانتصار في غلبة عدو غاشم

والحكمة في قلب ولسان يلزم ذكر الخالق عند الانكسار

اماه خلف الأشياء البسيطة سأختبئ

سأبتسم حتى لا تكون الموت اشد من حرب

اماه إذا لم تجدني غدا ستجد الأشياء

ستلمسين ما لمسته يدي بحنان الذكريات

غدا ربما نلتقي ان لم يلغي القدر موعد اللقاء

شيء جميل لمن لا يطيق الفراق فلقاء الأقارب

كانت هده امنية اللقاء

يصرخ بها في وجه امه بطريقة خرقاء

غدا يقول والدمع في عينيه

سوف تنظم آثار أيدينا إلى بعضها البعض

 وفي قريتنا المنسية بشوارعها المجهولة قد نختار الصمود بدل الرحيل

هنا لا العطش ولا الجوع يقهر

سنضل هنا وان عصرنا الحجارة نوري العطش

ومن حفنة زيتون نأكل حتى نشبع 

 لن نرحل وقد تروي دماءنا ارض الاجداد

هنا لدينا” الماضي هنا الحاضر هنا مستقبلنا هنا سنبقى

“يا حقدي المرعب لقد قتلوا الحب في داخلي

 حولوا الدم في عروقي إلى سيول بركان لا تنضب

  فلما تغضب  ايها التثار انت من يعيب علي حبي لوطني؟

 أنا عربي وجذوري تمتد الى اعماق الارض

 انا هنا قد أتحول الى ركام  من صخر ولن ارحل

هنا سأضل  ولا أنحني أمام الدبابات

ولو مزقتني اشلاء سأضم الارض بذراعي واحضنها بقلبي كأم حنون

ومن اشلائي قد ينبعث جيل اخر يحمل المشعل

 هل تغضب ايها التثار انت من يعيب علي فخري وشهامتي ؟

انا سأضل هنا لاني احب الارض و زيت الزيتون وطعم الزعتر

 هل تغضب انت من لا يعلم عني الامي وآمالي؟ »

ففي هذه الأوقات القاسية يحملني على جناحيه حلمي الجميل

 فاسمع صوت البشرى يرتفع و يعلن انفراج القدس؟

انا لن ارحل اليوم ولي وصية

ارحلوا انتم عن ارضي ان شئتم… اما انا اتركوني هنا ازرع شجر الزيتون في ارض السلام

 غادروا واتركوا الريح  تداعب جراحي

 وان سقط الوطن ممزق قد الملمه قطعه قطعة ارصعه بأصابعي كجوهرة على تاج من ذهب وزمرد

الملمه من تحت الركام قطعة قطعة كتحفة ناذرة لم تبلى وان مر عليها الزمن

 من نوافذ قصر القيصر الجديد يصلني صياح قوم يعبدون العجل يبجلون الوثن

فلاشيء تغير

انه ابتهال الجنود بالقائد الهمام

وفي الحاشية كل الولاة باعوا الكرامة وامن الشعوب لحفنة من ذهب

على كرسي من خشب يأكله البعوض اتكئوا وهم نيام

ومن نوافذ بيت من طين اعتلى صراخ

لقد سقط سقف البيت على رأس طفلة

 صرخة أم مبتلاة تحتفل بدخول الجنود إلى قريتنا الهادئة

مهجورة هي قريتي كأحلامي المكسورة

هنا قد يكون  اللقاء وسيكمل الحساب

 و سأضل هنا في قريتي اشهد طلوع الفجر من جديد

أنا نبتت في ارضي نخلة

صرت عطرها وثمرها

انا سأضل هنا ولن ارحل

 وإذا أرادوا يوما أن يطردوني سأكون ثارا من طوفان

وهكذا متجاهلاً الحدود التي أنشأها المحتل على الضفاف والمنحدرات سأزرع علمي مرفرفا فوق القمم

يا إخوتي  الحالمين بالعلم يا إخوتي المتفرقين جئتكم اليوم بالبشرى  

 لكم قصيدتي وهي وصيتي

  لا زال علينا أن نواصل

  وما زال أمامنا خطوا واحد كي نصل فلنواصل ادن

وإذا كان هناك الموت يرقب من بعيد فهو ات لا محالة ومعه الشهادة

اما الحرية فهي الحلم  الاتي وأم العقائد

 

 

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .