الرئيسية كتاب وآراء الملك محمد السادس: القائد العربي الحكيم الأكثر دفاعا عن القضية الفلسطينية

الملك محمد السادس: القائد العربي الحكيم الأكثر دفاعا عن القضية الفلسطينية

كتبه كتب في 31 أكتوبر 2023 - 2:48 ص

البشير الحداد الكبير، باحث بسلك الدكتوراه بكلية الحقوق بطنجة

 

يلعب المغرب دورا هاما في الدفاع عن القضية الفلسطينية وفي الحفاظ على الأمن القومي العربي تحت القيادة الرشيدة والمتبصرة للمؤسسة الملكية، فلا يخفى على أحد الجهود الديبلوماسية التي تبذلها المملكة المغربية العلوية الشريفة، وهذا ما سنحاول توضيحه في هذا التحليل من خلال ما يلي:

+ رئاسة لجنة القدس، فمنذ سبعينيات القرن الماضي أُسنِدت رئاسة هذه اللجنة لجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه وخلد في الصالحات ذكره ونور ضريحه، وورث رئاستها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، ولا يمكن إنكار دور هذه اللجنة في الدفاع عن القدس الشريف وعن المسجد الأقصى بإعتباره أولى القِبْلَتين وثالث الحرمين الشريفين ، ولماذا أُسندت رئاستها للمغرب منذ انبثاقها عن منظمة التعاون الإسلامي، لأن الملوك العلويون الكرام أحفاد سيدنا ومولانا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالتالي فهم أَوْلى برئاستها، فمنذ سبعينيات القرن الماضي إلى اليوم قامت هذه اللجنة بدور جبار خدمة للقضية الفلسطينية ؛

+ إحداث وكالة بيت مال القدس الشريف بمبادرة من جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني قدس الله روحه في أواخر تسعينيات القرن الماضي، حيث أن المغرب يعتبر البلد الوحيد الأكثر تمويلا لمشاريع هذه الوكالة بنسبة أكثر من 80٪ بمعنى أنه يتحمل جميع تكاليفها ونفقاتها، حيث تَنْصَبُّ مشاريع هذه الوكالة على قطاع التعليم والصحة والإسكان بالإضافة إلى العناية بأوضاع النساء والشباب والأطفال والفئات الهشة بفلسطين ؛

+ المغرب تحت قيادة جلالة الملك أسماه الله وأعز أمره، رئيس لجنة القدس، يضع القضية الفلسطينية في نفس مرتبة قضية وحدته الترابية، فهي تعتبر من أولويات سياساته الخارجية ؛

+ الديبلوماسية الإنسانية المغربية وهذا ما لاحظناه في العديد من المرات، حيث أن المغرب يقوم ببناء مستشفيات ميدانية بغزة وفلسطين عموما، ويمكن استحضار بعض الأمثلة على سبيل المثال لا الحصر، ففي سنتي 2012 و2018 قام ببناء مستشفى ميداني بقطاع غزة، وفي سنة 2021 قام ببناء مستشفى القدس التخصصي بغزة، وهذا شيء عاهدناه في المملكة المغربية العلوية الشريفة، حيث لاحظناه في الأزمة السورية إذ قام المغرب ببناء مستشفى ميداني بالأردن للاجئين السوريين، كما لاحظناه أيضا سنة 2021 حينما أرسل المغرب مساعدات إنسانية لدولة تونس لتواجه جائحة كورونا وقام ببناء مستشفى ميداني، إن إقامة المستشفيات الميدانية بدولة فلسطين تدل على العناية المولوية الملكية السامية التي يوليها جلالة الملك حفظه الله ورعاه لفلسطين وتدل على مكانة فلسطين وقضيتها لدى المؤسسة الملكية ؛

+ التوقيع على “نداء القدس” سنة 2019، بين أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده وقداسة البابا فرانسيس، يؤكد بالملموس على دور المغرب الكبير في صيانة هوية المدينة المقدسة.

+ جراء الأزمة التي نشاهدها حاليا في قطاع غزة، قام المغرب بإصدار بلاغ قوي وحكيم دعا فيه الأطراف لوقف التصعيد وعدم استهداف المدنيين، كما أنه في قمة السلام التي تم انعقادها بدولة مصر الشقيقة، وجه وزير خارجية المغرب السيد ناصر بوريطة خمس رسائل قوية، أولا الدعوة إلى خفض التصعيد وحقن الدماء ووقف الإعتداءات العسكرية، ثانيا حماية المدنيين وعدم استهدافهم، ثالثا عدم تهجير أو ترحيل الفلسطينيين من أرضهم، رابعا السماح بإيصال المساعدات الإنسانية بسرعة لساكنة قطاع غزة، خامسا إطلاق عملية سلام حقيقية تُفْضِي إلى حل الدولتين، دولة فلسطين في حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية ودولة إسرائيل، كما أن المغرب تنفيذا للتعليمات الملكية السامية قام بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة للفلسطينيين ؛

إن المغرب يثبت للعالم أنه وفي للقضية الفلسطينية قولا وعملا، وأن سياساته الخارجية تجاهها ليست مجرد شعارات، فحينما إستئنفنا علاقتنا مع إسرائيل حاول أعداء وحدتنا الترابية الترويج لمجموعة من المغالطات والأكاذيب والخرافات بأن المغرب باع القضية الفلسطينية، لكنهم شاهدوا كيف أن المغرب في الأزمات يقف مع دولة فلسطين، فالمغرب بلد المبادئ والمواقف النبيلة، وقرار إستئنافه العلاقات مع إسرائيل هو قرار سيادي لا دخل لأحد فيه، ولعل بلاغ الديوان الملكي في شهر مارس من هذه السنة والذي كان موجها لحزب العدالة والتنمية يعتبر رسالة قوية لجميع من يحاولون استخدام القضية الفلسطينية كورقة تجارية ؛

قبل الختم سنحاول التطرق لموضوع المظاهرات التي تشهدها عدد من المدن المغربية حول القضية الفلسطينية، لاحظنا بأن السلطات العمومية لم تمنع هذه المظاهرات، لأن المغرب دولة الحق والقانون، ودولة حقوق الإنسان بإمتياز، ويحظى بالثقة الدولية في مجال حقوق الإنسان حيث يتم انتخابه بالأغلبية في مجلس حقوق الإنسان الأممي، كما لاحظنا أن المديرية العامة للأمن الوطني وجميع القوات العمومية يعتمدون على مقاربة الحكامة الأمنية الجيدة والسياسة الأمنية الناجعة، بحيث يقومون بحماية حقوق وحريات المواطنين، إلا أن المشاركين في هذه المظاهرات معلوم من هم، جماعة العدل والإحسان المحظورة والتخريبية جماعة الضلال والفتن، فمشاركتها في هذه المظاهرات ليس دعما للقضية الفلسطينية وإنما لخلق الفتنة والبلبلة والفوضى، فهذه الجماعة المحظورة ضد المغرب وفي سنة 2011 هي من قامت بالأعمال التخريبية للممتلكات العامة وتستغل أي فرصة لتحاول إشعال الفتنة، كما أن المشاركين في المظاهرات، حزب العدالة والتنمية وأنصاره كحركة التوحيد والإصلاح ثم الأحزاب الإشتراكية واليسارية، هؤلاء الأحزاب لا تهمهم القضية الفلسطينية وإنما همهم الوحيد استغلال أي حدث للإنتخابات المقبلة، فالقضية الفلسطينية بالنسبة لهم كورقة تجارية يحاولون استقطاب أنصار جدد لهم لكي يصوتوا لصالحهم في الإنتخابات المقبلة.

وفي الختام، إن المملكة المغربية العلوية الشريفة ملتزمة أشد الإلتزام والوفاء تجاه القضية الفلسطينية، كما أن المؤسسة الملكية تشتغل مثل خلية النحل بدون ملل أو تعب لخدمة السلام وضمان الأمن القومي العربي ولإشاعة السلم بين دولة فلسطين ودولة إسرائيل، ولعل “باب المغاربة” بفلسطين خير دليل واعتراف بجهود المغرب في القضية الفلسطينية، وسنختم بمقتطف من الرسالة الملكية السامية سنة 2018 التي وجهها جلالة الملك حفظه الله ورعاه إلى  رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، السيد الشيخ نيانغ، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث قال جلالته نصره الله وأيده :“إن علاقة المغاربة بفلسطين وبالقدس تحديدا، ليست جديدة أو طارئة، فهي علاقة وجدانية متجذرة في مخيلتهم الفردية والجماعية.

إن الحديث عن فلسطين، لا يكتمل بدون التطرق إلى معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في ظل استمرار الحصار الجائر منذ سنـوات.

ووعيا منا بالظروف الصعبة التي يمر منها السكان الفلسطينيون في غزة، لم ندخر يوما جهدا في سبيل مساعدتهم في إطار سياسة التضامن، التي تعد ركنا راسخا في سياستنا الخارجية. ومن هذا المنطلق، أمرنا بإقامة جسرين جويين لإيصال المساعدات الطبية والغذائية في سنة 2009، وسنة 2014.

وخلال هذه السنة، وبالتزامن مع شهر رمضان الفضيل، أشرفنا شخصيا على إطلاق مبادرة إنسانية، همت قطاع غزة، وتم توسيعها لتشمل القدس الشريف ورام الله.

كما عملنا على إقامة مستشفى ميداني تابع للقوات المسلحة الملكية المغربية في قطاع غزة، يتوفر على مجموعة من التخصصات الطبية، بما فيها طب الأطفال، وجراحة العظام، والجهاز الهضمي والعيون والأذن والأنف والحنجـرة.

إن هذه المبادرات لصالح إخواننا الفلسطينيين، هي امتداد لعمل متواصل نقوم به بصفتنا، رئيس لجنة القدس، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، من خلال المزاوجة بين العمل السياسي والدبلوماسي على المستوى الثنائي وفي المحافل الدولية، أو من خلال العمل الميداني الذي تضطلع به وكالة بيت مال القدس، كآلية تنفيذية وميدانية للجنة القدس، تحت إشرافنا الشخصي، في إنجاز خطط ومشاريع ملموسة، سكنية وصحية، وتعليمية واجتماعية لفائدة إخواننا المقدسيين، تروم في أساسها صيانة الهوية الحضارية للمدينة المقدسة وتحسين الأوضاع الاجتماعية والمعيشية للمقدسيين ودعم صمودهم وبقائهم في القـدس” وفي الرسالة التي وجهها جلالته أسماه الله وأعز أمره أيضا لرئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف سنة 2022 قال جلالته حفظه الله ورعاه :” لئن كانت أزمات دولية طارئة تحظى الآن بأولوية اهتمام المجتمع الدولي ومؤسساته، فإن القضية الفلسطينية ستظل، باعتبارها أقدم القضايا، مفتاح السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. لذلك، فإن أمن المنطقة واستقرارها يتطلب مساع وجهود متواصلة للخروج من منطق الصراع والعنف إلى منطق السلام والتعاون وبناء فضاء مزدهر لجميع شعوبها”

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .