الرئيسية منوعات رقصة “أحيدوس”… بقلم الاستاذ عبد القادر بوراس

رقصة “أحيدوس”… بقلم الاستاذ عبد القادر بوراس

كتبه كتب في 5 أغسطس 2023 - 11:17 م

الاستاذ عبد القادر بوراس – جريدة البديل السياسي 

 

رقصة “أحيدوس”

“أحيدوس” كلمة أمازيغية تعني الرقصة الجماعية المتميزة بخفة الحركة والسرعة، وتمتد هذه الرقصة الجماعية الفلكلورية من الجنوب الشرقي للمملكة إلى الشمال الغربي، وتنتشر أساسا في جبال الأطلس المتوسط حيث الطبيعة الغناء وحيث تكتمل العناصر الأساسية لرقصة أحيدوس.. وهي الشعر والغناء والرقص والإيقاع.

وقد ارتبط فن أحيدوس بوسطه الطبيعي والجغرافي لإنسان الأطلس المشبع بالمياه والأعراس والجبال والمنتجعات الغنية بالخضرة والمنابع. وحافظ هذا الفن الذي ظهر منذ قرون على طريقته وإيقاعاته وشكله الدائري، والذي قوامه النساء والرجال على حد سواء، تعبيرا عن الفرحات الجماعية التي تواكب إحياء الإنسان لحياته الجبلية والزراعية في سهول وتخوم المتوسط.

ويعتبر “البندير” أو الدف الآلة أو الأداة الموسيقية الوحيدة المستعملة في الإيقاع، وترافقه بالضرب على الأيدي فرق نسائية ورجالية في شكل دائري متماسك قوامه الأكتاف وتارة الأيدي، ويصمم الرقصات رئيس الفرقة (المقدم) في لوحات متناسقة موسيقيا وحركيا بالقدر الذي يمكنه من التحكم في حركات وصرخات أزيد من خمسين فردا من رجال ونساء، تستثنى منهن وبصفة خاصة النساءالمتزوجات.

وتعتمد هذه الرقصة الجماعية على خفة الحركة والدوران السريع والتنقل بسرعة فائقة، وتعتمد بالأساس على النداء والإيقاع، فالنداء هو ارتجال غنائي منفرد يسمى “تماويت”، ويكون في مقام الصبا غالبا، ويؤديه مغن ذو صوت قوي وحاد. أما الإيقاع فهو إيقاع معتدل السرعة يمكن تقليصه إلى النصف في بعض المناطق الأخرى، ويتكون من خمس عناصر، أولهما إيقاع شبيه بإيقاع طائفة حمادشة (مغربي تراثي) ثم إيقاع خماسي مقلص إلى زمنين ونصف الزمن شبيه بالكباحي في الملحون، وأخيرا إيقاعات ثنائية ورباعية، وهي الأكثر استعمالا في الموسيقى الشعبية المغربية.

أما بخصوص مقامات أحيدوس فيمكن أن نصادف أنغاما تستمد تركيبتها من مقامات شرقية كالصبا والبياتي، لكن استعمالها في الموسيقى الأمازيغية يعطيها طابعا محليا خاصا.

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .