الرئيسية روبورتاج و تحقيق الناظور.. ساكنة كبدانة بين الإقصاء والتهميش والمسؤولين في خبر كان

الناظور.. ساكنة كبدانة بين الإقصاء والتهميش والمسؤولين في خبر كان

كتبه كتب في 30 يوليو 2023 - 3:17 م

 مولاي ادريس العلوي  – جريدة البديل السياسي 

تعيش ساكنة اركمان  على إيقاع التهميش والإقصاء الممنهج على كافة المستويات، إذ ظلت ولعقود خلت تعاني من غياب أبسط شروط العيش الكريم وتدني جميع الخدمات العمومية ، على الرغم من توفر القرية على إمكانيات هامة وموارد طبيعة هائلة تجعلها محط اهتمام المستثمرين.

إقصاء وتهميش يتجلى في تآكل بنياتها التحتية على قلتها، وافتقارها إلى مرافق اجتماعية وثقافية ورياضية، وحتى إن وجدت كما هو الحال بالنسبة للمركز الصحي، فإنها يفتقد لأبسط التجهيزات الطبية الضرورية، وغياب للمستعجلات و دار الولادة بها، على الرغم من الارتفاع الملموس لعدد السكان بالقرية، وتوفرها على إمكانيات هامة وموارد طبيعة هائلة.

وهكذا فإن افتقارها هذا يفرض على الساكنة الانتقال اليومي ذهابا وإيابا من وإلى مدينة الناظور كأقرب مركز حضري إداري وتجاري ومالي. تنقل لم يسلم بدوره من المعاناة اليومية للساكنة حيث تدير أغلبية  وسائل النقل ظهرها للقرية، نتيجة الوضعية المزرية والمتردية التي أضحت عليها الطرق  الرابطة بين الدواوير والجماعة القروية  التي تعتبر من أهم المسالك، إن لم نقل الوحيدة التي تستعملها ساكنة الدواوير في تنقلاتها ، وعلى رأسهم الفلاحين إما لبيع منتوجاتهم أو لاقتناء المواد والتجهيزات الفلاحية، والطلبة الذين يتابعون دراستهم بالتعليم الاعدادي و الثانوي أو بالنسبة للتجار و موظفي القطاعات الحيوية كالتعليم  والصحة ….. إلخ.

فعلى الرغم من ضيق هذا المسالك الطرقية  وما تشكله من مخاطر وحوادث  فإنه يبقى المنفذ الوحيد المستعمل حيث  تشير الإحصائيات إلى احتلاله الصف الأول على مستوى الإقليم من حيث السيولة البشرية التي تتدفق يوميا عليه في فصل الصيف الى شاطئ اركمان إلا أنه أضحى هاجسا يؤرق الساكنة إذ لا يخلو من مخاطر وحوادث مميتة نتيجة الحفر المتواجدة على طول الطرق والأطراف المتآكلة التي توحي للمرء وكأنها تعرضت لوابل من القصف بقنابل ” النابالم ”

ما يجعل المرء يتساءل نفسه عن سر فرض المزيد من العزلة والإٌقصاء والتهميش بهذه الجماعة، وكأن ساكنة  الدواوير عن ذنب اقترفته دون أن تدري.

لذا فإن ساكنة الدواوير المرتبطة بها تطالب برفع الحيف عن يطالها وذلك بإصلاح الطريق الرابطة بين الجماعة والدواوير وتجهيز المستوصف بالأجهزة اللازمة و الأطر الطبية الضرورية وربطه بالنقل الصحي ” إسعاف” ، وإصلاح المسالك الطرقية المؤدية إلى الدواوير التابعة للجماعة قصد فك العزلة عنها، وإحداث دور للثقافة والشباب وملاعب رياضية وتوفير وسائل النقل للنهوض بالمنطقة.

إن تآكل أطراف الطرق وعدم صيانتها وتركها على حالها خسارة مادية ليست فقط لأصحاب السيارات الخفيفة ووسائل النقل الأخرى، بل هي خسارة للبلاد ككل بضياع مبالغ مهمة بالعملة الصعبة لاقتناء قطع الغيار من الخارج كون بلدنا لا زال يفتقر لمؤسسات تنتجها.

 لذا فإن إصلاح هذه الطرق وطرق أخرى هو استثمار واقتصاد ليس لجيوب المواطنين فقط بل استثمار للدولة وتشجيع للاستثمار في القطاع الفلاحي بالمنطقة كما هو الشأن لبعض مغاربة المهجر الذين استثمروا في ضيعات كبيرة تنتج مختلف موارد القطاع الأولي،  لكن اصطدامهم بهشاشة البنية التحتية والجفاف  يجعلهم يفكرون في العودة من حيث أتوا.

ومع ذلك لا زال الحلم يراود ساكنة أركمان والدواوير المؤدية إليها لإصلاح ما يمكن إصلاحه بهدف إعادة الروح والحيوية للمنطقة وإنعاش الحركة الاقتصادية بها.

 فهل سيتحقق حلمها وأملها أم ستزيد ألمها من جراء طول انتظارها للذي يأتي ولا يأتي.

 

 

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .