أخبار عاجلة

الرئيسية كتاب وآراء بـــــوقـــانـــا الشـــــاطــــئ صيفــــا / ولكن ؛ كل واحد وقرواه…بقلم ذ.محمادي راسي

بـــــوقـــانـــا الشـــــاطــــئ صيفــــا / ولكن ؛ كل واحد وقرواه…بقلم ذ.محمادي راسي

كتبه كتب في 10 يوليو 2023 - 10:54 م

بقلم ذ.محمادي راسي- جريدة البديل السياسي 

بـــــوقـــانـــا

الشـــــاطــــئ صيفــــا / ولكن ؛ كل واحد وقرواه

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

الشاطئ الجميل ؛ شروقا / صباحا /ضحى /هاجرة /أصيلا/غروبا ..سهل الولوج، نسيم منشط منعش بليل ،رمال بين عفراء خالصة وذهبية نصّاعة ،هذا الصيف ؛الشاطئ حافل بالمصطافين القادمين من كل حدب وصوب ،ومن جهات مختلفة، مغاربة وأجانب، الشاطئ في هذا الصيف عرف إقبالا كبيرا باختفاء وباء كورونا الذي فرق بين العائلات والأصدقاء،وقتل الملايين من البشر في العالم .

هذه الطبيعة النقية الجميلة فيها الاسطقسات أو العناصر الأربعة أو المواد أو الأركان كما كانت تسمى قديما ؛ من ماء وهواء وتراب”رمال ” ونار “حرارة الشمس ، هي من هبة الله ونعمه، لا يعرف قيمتها إلا العارف بالله والمحدث والمثقف والمفكر والمبدع والعالم ….بجل ؛طبيعة ذات حركة وموسيقى يجب احترامها وتقديرها ،لأنها تعلمنا الإصغاء والإصاخة ، وتهذب جميع الحواس ، فيلاحظ أن بعض المصطافين لا يملكون ثقافة النظافة، وكأنهم لم يحفظوا شعار المدرسة في المرحلة الابتدائية ” النظافة من الإيمان والوسخ من الشيطان” يدون في واجهة المدرسة و جدرانها في مختلف الأجنحة للتذكير والتطبيق وبالقرب من المرافق الصحية.

مما يندى له الجبين ،ولا يقبله العقل الثاقب المتبصر ،ولا المنطق السليم ، ولا العرف المعهود ،ولا المعاملة الحسنة ،ولا السلوك المسؤول ، أن بعض المصطافين يتركون الصخاة والفضلات والعلب والقوارير البلاستيكية والزجاجية ،والخشارة وقشور المكسرات ،بهذا يوسخون الشاطئ ويلوثون البيئة ،بشعار؛ بعدي الطوفان ، ولا يتركون فضاء الشاطئ للآخر نظيفا .

لا بد من جمع الأزبال ووضعها في مكان خاص، فرجال النظافة التابعون لوكالة مارتشيكا ميد ،يمرون يوميا بالشاطئ، يعملون على تنقيته وجمع الأزبال ،وهم صابرون صامدون مقاومون لحرارة وصخد الشمس ،والعرق يتصبب من جبينهم ، إنه عمل شاق ،ولكنه عمل شريف يخدم الإنسان والوطن ،إن رجال النظافة يلزم تقديرهم واحترامهم يعملون على جعل الشواطئ نظيفة والمدن والأحياء والشوارع أيضا ،وكل ما يحيط بالإنسان .

معظم أيام الأسبوع في الصباح أقوم برياضة المشي ،وأنا في طريقي أعاين فضلات يتركها المصطافون مساء فوق تلك الرمال الذهبية ، والزجاج المكسر الذي يشكل خطرا على المستجمين وهم يمشون حفاة ،قد ينقلون إلى قسم المستعجلات ، والبعض ينقلون بسبب تهورهم وهم لا يحسنون السباحة ، منظر الشاطئ يتغير يغيره الإنسان المتهور الذي لا يجل الطبيعة ،من عاذرة وتغوط وبول ،وقد يبولون في البحر في غياب المراحيض ، في بعض الأحيان أمواج البحر تنوب عن الإنسان في محو ما هو نجس ،وكذلك الرياح الغربية تقوم بتشطيب بعض المتروكات ، وهذا السلوك يعاقب عليه القانون يعتبر جنحة .

أما البعض فيبحثون بواسطة مجسات حديثة عما هو منسي أو متلوف أومطمور أو مسردج من طرف المصطافين بالأمس مساء ، كأنهم يبحثون عن الكنوز، وهذا دأبهم كل صباح قبل أن يكون الشاطئ زاخرا بالناس ، وهذا الشاطئ يتميز بشجر الأثيل الأصيل القديم ، وشجرالصفصاف الدخيل الحديث المغروس في أواخر القرن الماضي، يشكلان غابة ممتدة على طول الشاطئ إلى الترعة القديمة التي تحمل اسم “بوقانا “، وهما كسلاح ذي حدين للتفيئة ،وأحيانا لقضاء الحاجة البيولوجية ، وهنا على أهل الشأن المحلي ؛إصلاح وتهيئة هذا الشاطئ الجميل قصد تلبية حاجيات المصطافين ، ولا بد من تشجيع أهل بوقانا على القيام بأعمال تخدم الزائر من جميع الجوانب خلال الصيف ،وفي هذا التشجيع خلق فرص الشغل للشباب ،ودحض البطالة والعطالة ،لأن بعضهم يحلم بالهجرة إلى الديار الأجنبية ،وفي ذلك مغامرة وخطورة وموت .

في الصباح الباكر؛ الشاطئ يبدو جميلا بالظلل الصيفية والموائد والكراسي بمختلف الألوان والأشكال والأحجام ، عبارة عن مسرح ــــ الإنارة هي الشمس الساطعة وانعكاس أشعتها على أديم اليم ــــــ ينتظر استقبال الزائرين والزبن ،والركح هو البحر الذي ينظر إليه الجالسون فوق تلك الكراسي ،حيث أمواج البحر ، وما يجري من أحداث فوق البحر من سباحة ولعب وفرحة وحومان النوارس وغوصها ، وأحداث أخرى تقع فوق الرمال، ولكن ؛فوق هذا الشاطئ سلوكات سخيفة مزعجة ناتجة عن بعض المتهورين والمدمنين على تناول السموم الفتاكة ، لذلك لا يحترمون العائلات التي تريد الراحة والترويح عن النفس والاستمتاع بالبحر ،والاستماع إلى صوته ، واستنشاق الهواء العليل البارد وخصوصا وقت الأصيل .

بعيدا عن جو الشاطئ ؛الطريق يعرف ازدحاما من كثرة حركة تنقل السيارات نحو رؤية هذا الشاطئ الشاسع الجميل والاستمتاع به ،ولكن السرعة المفرطة من طرف السائقين المتهورين ،كأنهم في سباق “رالي “،يثيرون الصيقة التي تصل إلى بيوت الساكنة فتلوثها والجدران وما في العرصات ، لذلك يلزم تهيئة الطريق من جديد لأنه تعرض للتآكل و حافل بالحفر، ولابد من تغريم وعقوبة المتهورين في السياقة ،لذلك يلزم الحيطة والحذر والانتباه ، فالحصى الصغير قد يكون سببا في حوادث السير عن طريق الانزلاق من جراء السرعة المفرطة ،ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة .

على المسؤولين وأهل الشأن المحلي أن يفكروا في إنشاء الكنف للمصطافين ،فتقدم المدن يقاس بمدى تواجد المراحيض بها لقضاء الحاجة البيولوجية ،والمرشات أيضا لغسل الصيق والصنة ،وما يترتب عنهما من رائحة نتنة تفضي إلى النفور ولاشمئزاز…

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .