أخبار عاجلة

الرئيسية كتاب وآراء فقرات رمضانية: تستضيف الغني عن التعريف استاذ الأجيال والمبدع والكاتب والمثقف المغريي الملتزم صديقي الأستاذ مصطفى تارجوانت

فقرات رمضانية: تستضيف الغني عن التعريف استاذ الأجيال والمبدع والكاتب والمثقف المغريي الملتزم صديقي الأستاذ مصطفى تارجوانت

كتبه كتب في 24 مارس 2023 - 12:42 ص

الأستاذ خالد بوزيان موساوي – جريدة البديل السياسي 

فقرات رمضانية

تعود فقرات رمضانية لهذا العام 2023 في أبهى حللها

ونستهلها بإذن الله

بفقرة: اجمل ما قرات اليوم

وتستضيف الغني عن التعريف استاذ الاجيال والمبدع والكاتب والمثقف المغريي الملتزم

صديقي الأستاذ مصطفى تارجوانت

من خلال هذا النص البديع الشيق الهادف

قراءة ممتعة اتمناها لكم

خالد بوزيان موساوي

النص:

حساء ثقافي ( الجزء الأول)

،……………………………………………

صباح ذلك اليوم كانت جادة الإليزي، مزدانة بجمال إضافي، رذاذ ،مطر خفيف وبلّوراتً عالقة كالثريا على مصابيح الإنارة العمومية، وأخرى مدَلاّة على الأوراق الخضراء، لورود باقات مثبتة على جانبي الجادة للزينة.

يا لها من رومنسية غريبة وسط مدينة تعج بالتلوث هواء وضجيجا..

لم تكن باريس التي أسير في شوارعها اليوم ،هي نفسها تلك التي ارتسمت صورتها في ذهني، من خلال كتابات الروائيين والنقاد ورواد الفن.

ليس في هذه المدينة ما يوحي بالملائكة وليس فيها ما يوحي بالشياطين والجن..

لكن وأنت تقترب من نهر السين ،الذي يخترق هذه المدينة جغرافيا وتاريخيا؛ تلوح في جنباته ملامح تاريخ عريق ، الجسور والحي اللاتيني..لم يكن همي البحث في تفاصيل تاريخ المدينة من خلال معمارها، ولا أحداثها؛ بل كان هاجسي على الدوام: الربط بين باريس التي في مخيالي، وباريس التي أراها الآن.

أبحث عن هذا الشعاع الهارب، هذا الألق الذي يميز المدينة..أين هو!؟

مدينة الأنوار! يا إلهي كم افتتنت بهذه المدينة، وأنا أتابع تفاصيها من فن وعشق وهذيان وحزن ودموع وجنون ..تلك المدينة كما خلدها كبار الكتاب، من أجل جمالها وتاريخها و رومنسيتها، ولكن أيضا ،من أجل نمط الحياة الفني المتحرر الذي يميزها، كما يعترف بذلك الذين سكنوها ،كما عابروها.

هي مدينة الثورات كما في ( بؤساء) فيكتور هوجو.

هي مدينة كل الرهانات والوصوليين، كما في( le père Goriot) ل Honorė de Balzac.

هي مدينة العشق الأول كما في، ( Du côte de chez Swann) ل Marcel Proust.

هي مدينة الشباب ،كما في، ( L’éducation sentimentale) ل Gustave Flaubert.

هي باريس السيدات أيضا كما في،( A l’honneur des femmes) ل Honoré de Balzac.

هي باريس البوهيمية كما في(Paris est une fête) ل Ernest Hemingway.

مدينة العشق الحزين كما في ( La dame aux Camelias) ل Alexandre Dumas.

مدينة الرهانات الدنيوية ،كما في (bel_ami) ل Guy de maupassant.

هي مدينة التاريخ كما في، (notre dame de Paris) ل Vicor Hugo.

وهي أخيرا وليس آخرا ،مدينة الفن والفنانين، كما في ( L’oeuvre)ل Emile Zola.

وأنا أستعرض صورة باريس المدينة كما ترسخت في ذاكرتي، تاهت خطواتي، ولم استفق إلا ومنبه سيارة أجرة كادت تصدمني يصم أذناي .

انتهزت الفرصة وتوجهت صوب السائق ،وبعد تقديم الاعتذار ،طلبت منه أن يأخذني إلى معهد العالم العربي.

وهو يضبط العداد ،لا حظت أنه يختلس النظرات إلي، ويدقق في تفاصيلي؛ لم أبد اعتراضا ولا اهتماما،لكنني شعرت بالحرج..

_ عذرا سيدي، ملامحك تشبه الى حد كبير صورة لروائي مشهور،حائز على جائزة نوبل للآداب.

_ ضحكت باستغراب، من كون سائق طاكسي أجرة ،يهتم بالرواية، بل والأمريكولاتينية منها على وجه الخصوص.

تصنعت الثباة وأخفيت اندهاشي،وقاطعته؛ هل هو فرنسي ؟..

على كل حال ،.انتم بارعون في الرواية ،

فيكتور هوجو إميل زولا، جوي دي موباسان..مارسيل بروست ..هونوري دو بالزاك.، ألكسندر دوماس…وغيرهم كثير من الذين تربعوا على عرش الرواية الكلاسيكية.

_ لا يا سيدي هو من أمريكا اللاتينية،وإن لم تخني الذاكرة ،أعتقد أنه من كولومبيا.

_ وهل تنجب كولومبيا غير بارونات الكوكايين!؟ تساءلت متهكما، الذي أعرفه أن هذا البلد الأمريكولاتيني بالذات ،أنجب أكبر منتج ومهرب للكوكايين في العالم ( بابلو إسكوبار)..

ولعل شهرة هذا البلد في العالم يعود الفضل فيها إلى هذا المهرب المافيوزي..

ألا ترى معي يا سيد، أن كولومبيا مدينة نوعا ما إلى هذا البطل!. وأن عليها أن تقيم له نصبا تذكاريا!؟.

سكت السائق مليا قبل أن يرد..

_ لكنك _ سيدي_لا تشبه بابلو إسكوبار في ملامحه، ولا يظهر عليك أنك بارون مخدرات..قالها وهو يتلعثم..

أنت تشبه روائيا ذاع صيته من خلال عمله الروائي وبخاصة رائعته ( مئة عام من العزلة) ولعل غرائبية هذه الرواية هي التي أوحت للجنة (سطوكهولم) أن تمنح هذا الروائي الغريب جائزتها( نوبل)..

عذرا سيدي، إن استطردت معك في الكلام حول هذا الموضوع، لأنني خمنت أنك مهتم بالأدب والثقافة عموما، حين طلبت مني أن أوصلك إلى معهد العالم العربي، واليوم بالذات ستقام هناك ندوة حول موضوع:” الروايةالغرائبية”..ولاشك أن”مئة عام من العزلة” ستكون حاضرة بامتياز.

_بحق الله عليك ،أفليس حراماً أن تعيد إليّ تلك الذكرى الآن؟هكذا قلت في نفسي.

عائلة بوينديا التي تعيش في بلدة ماكوندو.البطريرك المؤسس لماكوندو، خوسيه أركاديو بوينديا، وزوجته (ابنة خاله) أورسولا إجواران، ريوهاتشا، كولومبيا، بعد أن قتل خوسيه أركاديو بروديينسيو أغيلار بعد مصارعة ديوك بسبب تلميحه أن خوسيه أركاديو كان عاجزًا جنسيًا..

كل هذه الشخوص والأحداث والأماكن

خرجت من الذاكرة منسابة أمامي، وكأنني أعيد كتابة الرواية من جديد.

_سيدي..سيدي..لقد وصلنا..

مرة أخرى يعيدني السائق إلى وعيي ويخرجني من أحلامي..

_أشكرك ..أتعلم أنك سائق نبيه مثقف!؟

_ ورد بنباهة ولباقة، أتعلم أنك شبيه ( جابرييل جارسيا ماركيز)، لاشك أن الاسم يوحي لك بشيء، وأطلق ابتسامة رقيقة وغادر.

 

 

 

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .