الأستاذ عبد القادر طلحة – جريدة البديل السياسي :
رونيه ديكارت :(1596=1650).
الجزء الاول: تمهيد لدراسة المتن الفلسفي الديكارتي.
على سبيل الترويض التربوي لعقول متتبعي هذه الحلقات الخاصة بالمتن الفلسفي لديكارت اشير الى ضرورة اتاحة الفرصة لهذه العقول للاطلاع على المبادئ العامة للفلسفة الديكارتية عبر الاستئناس بكتب تاريخ الفلسفة حيث يمكن الاطلاع على سيرة ديكارت وشرح مبسط لاهم مباديئ فلسفته ككتاب تاريخ الفلسفة الحديثة للدكتور يوسف كرم او الفلسفة الحديثة من عصر النهضة وحتى التنوير الانجليزي الفرنسي لصاحبه”:فوادسواف تاتاركيفيتس”
ثم الانتقال الى التعمق في مبادئ هذه الفلسفة من خلال الكتب التي تتناول فلسفة ديكارت فقط ككتاب “ديكارت” للدكتور نجيب بلدي مثلا
ثم بعد ذلك يسمح القارئ لنفسه بقراءة افكار ديكارت الفلسفية في كتبه مباشرة واعتقد ان ثلاثة كتب لديكارت كفيلة بان تقرب هذه الافكار الى اذهاننا بيسر كبير واقصد :كتاب قواعد في المنهج،وكتاب التأملات، ثم كتاب مبادئ الفلسفة الذي ساتناوله في حلقاتي القادمة. لديكارت مؤلفات اخرى تتناول الكثير من الظواهر وله عدة رسائل ومقالات وشكلت المواضيع التي تناولها في هذه الرسائل والمقالات مقدمة للعلم الذي جاء ديكارت ليبشر به.
من اين سنبدأ حديثنا عن ديكارت؟
يضعني هذا الاستفهام في سكة البحث عن تمهيد انسب لقراءة المتن الديكارتي فوجدت ان الانسب هو ان اقوم باطلالة على العصر الحديث.
العصر الحديث كان يتسم بالطابع العقلي بمعنى ان الفلسفة كانت تلعب فيه دورا مركزيا وكانت اداة لفتح مجالات اخرى امام الفكر. ومن الواضح كذلك ان هذا النزوع العقلي قد بلغ اوجه في تعاليم ديكارت واسبنوزا ثم في كتابات الفلاسفة الانجليز رغم ميلهم الى التجربة وايضا في النزعة المادية التي سادت في التفكير الفرنسي في القرن 18و المدون في الموسوعة الفرنسية. كما تجدر الاشارة ان فلسفة هيجل كانت التتويج لهذه الفلسفة كلها.
هذا النشاط الفلسفي هو نتاج تطور في العديد من المجالات ولنختصر فنقول ان هذا النشاط العام هو وليد للنظام الورجوازي الجديد ، الفلسفة الديكارتية ستنشأ في هذا السياق الاجتماعي الجديد الذي بدأ في التشكل والعقلانية احد تعبيرات هذا النظام وعاملا من عوامل تطوره.
وبالرجوع الى الدكتور نجيب بلدي نجد الاشارة الى عوامل ثلاثة أخرى كان لها حضور قوي في نشأة الفلسفة الديكارتية الى جانب السياق العام للتحول في المجتمع الفرنسي. ومن هذه العوامل:
1=العامل الديني: ونقصد الثورة البروستانتية التي كانت تدعو للقضاء على جميع الوسطاء بين الله والانسان وذلك في مواجهة الجمود الكاثوليكي وسنرى في فلسفة ديكارت اثرا لهذه الدعوة.
2=العامل العلمي: ابتدأت النهضة العلمية في القرن 15 وبلغت تطورا مذهلا في القرن 18.
مظاهر ثلاث كانت علامات فارقة على ان العالم مقبل على نظام جديد بتعاليم جديدة هذه المرة هي من وحي العقل الحر.
مظهر تجلى في رحلات المستكشفين والجغرافيين ومظهر اخر تجلى في الاكتشافات الهائلة في علم الفلك. ومظهر ثالث تجلى في التجديد في المنهج العلمي.
كيف ؟ وماهو المنهج عند ديكارت؟
سؤالان هما عنوان الحلقة القادمة بحول الله.
تعليقات الزوار ( 0 )